أنا شاب عمري ٢٢ سنة، أعمل في شركة تسويق منذ أيام فقط..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فجزاك الله خيرا على تحريك للحلال، وخشيتك من الحرام.
وحق لك أن تكون كذلك، فالحرام لا خير فيه، فكل جسم نبت من حرام فالنار أولى به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت.
رواه أحمد وغيره.
ونسأل الله لك الثبات والتوفيق والسداد، وأن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه، إنه سميع مجيب.وأما ما سألت عنه، فالذي فهمناه من سياق ما ذكرت هو أن مكتب التسويق يعرض كوبونات معينة سعرها 35 دينارا، ومن يشتري الكوبون قد يظفر بجائزة من ثلاث جوائز، وقد لا يظفر بشيء، وحتى لو ظفر بالجوائز فقيمتها زهيدة.
لكن يتم إيهامه بكونها ذات قيمة عالية.فهذه المعاملة لا تحل، ولا تجوز المشاركة فيها ولا الدلالة عليها.فإذا كان الواقع كذلك، فقد اشتمل هذا العمل على القمار المحرم، والميسر الذي نهى الله -تعالى- عنه في كتابه بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
(المائدة:90).
والميسر هو كل معاملة دائرة بين الغرم والغنم، ولا يدري المعامل فيها هل يكون غانما أو غارما، والغانم فيه يغنم في غير مقابل، أو في مقابل ضئيل.كما تشتمل المعاملة على التدليس والكذب على المشتري بإيهامه أن الجوائز قيمتها عالية، وهي ليست كذلك.والغش والخديعة خلقان محرمان مذمومان، لا يتصف بهما المؤمن الذي يخاف ربه، ولا ينبغي له أن يزاولهما أصلا، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا.
أخرجه مسلم عن أبي هريرة، وأخرج عنه أيضاً: من غش فليس مني.
وأخرج الطبراني أيضاً: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.وهذا يعم كل غش وكل خديعة، وكل مكر في أي مجال كان، وفي حق أي شخص، كما يتبين من ألفاظ الحديث.والله أعلم..