أنا فتاة عندي 24 سنة، مشعرة جداً منذ ولادتي، وعند الذهاب للدكتور للعلاج من هذه المشكلة قال إنها طبيعة، وليس لديك أي مرض، خصوصاً أن الدورة الشهرية منتظمة ولله الحمد، وتم عمل تحليل لهرمون الذكورة، وكانت النسبة معتدلة، ولا توجد زيادة في الهرمونات، وبعدها وبالكشف السريري أيقن الدكتور أنها طبيعتي ولست مصابة بالشعرانية، ولكن كتب لي دواء اسمه (الداكتون) وقال أنه مفيد جداً في حالتك، وسوف يؤخر نمو الشعر، وسوف يتم استخدامه لفترةٍ طويلة لملاحظة الفرق.
فما هذا الدواء؟ وهل هو مفيد في حالتي؟ وهل فعلاً سوف يقلل نمو الشعر؟ أرجو الرد، فأنا قلقة جداً، ولم أجد حلاً لمشكلتي حتى الآن!..
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، إن كثافة الشعر بشكل عام - والتي منها ما يظهر منذ الولادة - قد يكون له عدة دلالات أو عدة أسباب، منها النوع الشائع الخفيف أو المتوسط، وهو العائلي أو مجهول السبب، أي الذي يكون فيه كل شيء طبيعياً، ولا يوجد ما يبرر زيادة الشعر، ولكن الشعر زائد، وهذا النوع هو الأكثر انتشاراً، وغالباً هو ما تسألون عنه.
منها ما هو نادر جداً، ومتعلق بالوراثة، ومنها ما يصاحبه تبدلات في أعضاء وأجهزة الجسم، ومنها ما يرافقه أورام - إما في المبيض أو في الغدة الكظرية - ومنها ما يترافق بتناذرات أي مجموعة من الموجودات تحت مسمى واحد، لا تخفي نفسها بسبب التبدلات المصاحبة والموجودات الأخرى كالعظمية، أو ضخامة في اللثة، أو سكري، أو تصبغات جلدية، أو غير ذلك مما هو واضح، وقد يكون ناجماً عن زيادة الهرمونات المذكرة، أو هرمونات أخرى مثل هرمون الحليب.
لا ننسى أن هناك قائمة طويلة من الأدوية التي تسبب كثافة الشعر في كامل الجسم، أو بسبب تعاطي الأم بعض الأدوية، أو الكحول أثناء الحمل، والذي يعرف التشخيص الصحيح لحالتكم هو طبيب حاذق أخصائي، له خبرة بأمراض الأطفال الجلدية، والتناذرات الولادية.
بما أنك بلغت 24 عاماً، ولا توجد شكوى واضحة لأمراض أخرى مرافقة، فغالباً سيكون التصنيف لما تشتكين منه إما العائلي أو مجهول السبب، ولا داعي للخوف، والحل غالباً هو الليزر.
وأما (الألداكتون) أو باسمه العلمي (السبيرونولاكتون) فهو مادة كيمياوية لها تأثيرات عديدة، منها التأثير المدر للبول، ومنها التأثير المضاد للأندروجين، وهذه الأخيرة هي الخاصية التي تؤثر على علاج الشعرانية التي سببها الهرمونات، فهو يقلل من الهرمون الذكري، ويعاكس تأثيره عند الفتيات، ولكن إعطاءه على المدى الطويل قد يكون له مضاعفات سواءً للذكر أو للأنثى، ولذلك يجب أن يوضع استعماله في الميزان لمعادلة الفائدة والضرر، وبعدها يؤخذ بالأرجح.
وبما أن الشعر عندكم منذ الولادة، فهذا يعني أن الشعر قد يكون له سبب أكثر من هرموني، وقد يفيد الدواء، ولكن بعد إيقافه قد يعود الشعر من جديد.
نصيحتنا هي أن تقومي بإجراء عيار الهرمونات المسؤولة عن الشعرانية، فإن كانت طبيعية فلا داعي لأخذ هذه المادة والتعرض لآثارها على المدى الطويل، ونظن أن العلاج بالليزر قد يكون كافياً لو تم استعماله بطريقةٍ صحيحة، وبيد خبيرة وبالجهاز المناسب.
ختاماً: القرار للطبيب الفاحص والمعاين، والمعتمد على التحاليل ونتائجها، وهو الضامن للعلاج، وهو المسؤول عن النتائج على المدى القريب والبعيد، ولا مانع من أخذ رأي طبيبٍ آخر بعد عرض الحالة والاستقصاءات التي تم إجراؤها.
والله الموفق..