السلام عليكم أشكركم على جهودكم في مساعدة الغير، وجزاكم الله كل خير.
منذ فترة -تقريبا نحو سنتين- بدأت أعاني من فقدان التركيز، وعندما أحاول التركيز في أي شيء رأسي يؤلمني من الخلف والجوانب، وعندما أقرأ لا أفهم، وتواجهني المصاعب في دراستي، وكل ما أحاول أخبر أهلي يقولون: هذا وسواس وكسل، لأني لا أحب أن أدرس، وذهني يكون شارداً، مع أن الواقع غير صحيح! مشكلتي أني كلما أقرأ كلمة وأنتقل إلى التي تليها أشعر وكأن ممحاة تمحو ما قرأت، حتى عندما أحاول حفظ مجموعة نقاط في كتابي أرجع بعد خمس دقائق أحاول استذكار ما قرأت فأعجز، ولا أستطيع تذكره! عندما أقرأ شيئاً على الانترنت أحتاج لأن أقرأه عدة مرات، حتى أستطيع أن أستوعبه، حتى ولو قرأت فقرة لا أستطيع فهم محتواها إلا عندما أقرأها عدة مرات، وحتى بعد ذلك أنسى، وتركيزي قليل، لا أستطيع أن أفهم ما يشرحه الدكتور، ولو شرحه فعندما أخرج من القاعة أنسى ما شرحه! ماذا تنصحوني؟ وأي اختصاصي أستشير؟ هل أعصاب أم ماذا؟ والله المشكلة هذه مدمرة لحياتي، خصوصاً أني تأخرت سنتين في الجامعة بسببها، ولم أعد أحتمل، وأنا على أبواب التخرج وأخاف على مستقبلي.
أرجو أن أجد حلا لمشكلتي عندكم، فقد يئست من حياتي...
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، أنا لا أرى أبدًا أنه لديك مشكلة في اكتساب المعرفة، فأنت مثلك ومثل الآخرين، إشكاليتك هي أنك محتاج إلى مزيد من الرغبة، واستشعار أهمية العلم والتعلم.
الأمر الآخر هو: أن القلق الذي يعتريك من وقت لآخر، ولكراهيتك النسبية للمذاكرة يحدث لك انشداد عضلي، خاصة في عضلات فروة الرأس وعضلات العينين، مما يقلل من تركيزك، وكذلك يأتيك ألم الرأس من الخلف، وهناك عضلة كبيرة جدًّا في هذه المنطقة، وهذه العضلة تمتد حتى الرقبة.
لذا من الأشياء المهمة التي أنصحك بها هي أن تنام في وضعية مريحة، لا تنم على مخدات أو وسائد مرتفعة، ودائمًا نم على شقك الأيمن، وكن حريصًا على الأذكار.
أنت محتاج لدواء بسيط يزيل عنك القلق، وهنالك أدوية كثيرة، عقار (فلوبنتكسول) والذي يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) من الأدوية الجيدة، وكل من عمره ستة عشر عامًا أو أكثر يمكنه أن يتناول هذا الدواء.
أنت لم تذكر عمرك، وعليه أرجو أن تلتزم بالحد العمري الذي ذكرته، وجرعة الفلوناكسول هي حبة واحدة - وقوة الحبة هي نصف مليجرام – تتناولها يوميًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
النقطة مهمة جدًّا، وهي: أن تنظم وقتك، تنظيم الوقت مهم جدًّا، وتنظيم وقتك يجب أن يبدأ بالنوم الليلي المبكر، والاستيقاظ لصلاة الفجر، ثم بعد ذلك تدرس لمدة ساعة بعد صلاة الفجر وقبل أن تذهب إلى الدراسة، الساعة في هذا الوقت تعتبر قيمة جدًّا؛ لأن الإنسان حين يستيقظ ويصلي تكون خلايا دماغه في حالة استقرار وترميم تام، ودراسات كثيرة أشارت أن الاستيعاب في هذه الفترة يعادل تقريبًا خمس مرات الاستيعاب في الأوقات الأخرى، فهذا أمر طيب، وحين تدرس في الصباح قطعًا سوف تذهب إلى دراستك بانشراح وبتفاؤل، لأنك قد أنجزت.
الإنسان لا بد أن يكافئ نفسه من خلال ما نسميه بالمردود الإيجابي، يعني حين تدرس في الصباح وتكون قد صليت الفجر وترتب نفسك وتذهب إلى المدرسة، قطعًا هذا إنجاز عظيم، سيكون دائمًا أمام ناظريك، وهذا يسهل عليك الاستفادة من بقية اليوم، وقطعًا في الصف يجب أن تجلس في الصفوف الأمامية، حاول أن تركز مع الأستاذ، في الفرصة تناول كوباً من الشاي، لأن الشاي بكميات بسيطة ومعقولة يحسن التركيز، ثم بعد ذلك ارجع وخذ قسطًا من الراحة.
أيضاً مارس بعض التمارين الرياضية -هذا مهم جدًّا- أي نوع من التمارين الرياضية، ثم بعد ذلك خصص ساعتين أو ثلاثاً للدراسة، ولا مانع أن ترفه عن نفسك من خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة، وتواصل مع الأصدقاء، وفي عطلة نهاية الأسبوع لا بد أن تمارس رياضة جماعية ككرة القدم مثلاً، زر أصدقاءك، تواصل.
هذه هي الحياة التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يحسن من تركيزه ومن أدائه ومن تحصيله، ولا بد أن تكون لك آمال، لا بد أن تكون لك أهداف حقيقية، ويجب أن تثق في مقدراتك – هذا مهم جدًّا –.
أنصحك أيضًا بأن تمارس تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة جدًّا لأن تزيل الصداع والآلام وتريح النفس، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم ( ) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد فيها من إرشاد.
أريد أن أنصحك نصيحة مهمة جدًّا، وهي: أن تقرأ القرآن، ضع لنفسك وردًا يوميًا حتى ولو صفحة واحدة، اقرأ القرآن بتدبر وبتمعن، فهو يحسن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وكن حريصًا على بر الوالدين، بر الوالدين يبعث في النفس الطمأنينة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا..