السلام عليكم بارك الله فيكم على هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان أعمالكم.

استشارتي هي حول حالة والدي، حيث يبلغ من العمر 69عاما، وقبل أكثر من شهر بدأ يرى أشياء لا وجود لها، مثل رؤيا أفاعي أو كلاب أو أوساخ داخل البيت، وينهض فزعا من النوم، ويقول: إن هناك أشخاصا في غرفة نومي، أو هنالك من يريد سرقة البيت أو أن هنالك ضيوفا في غرفة الاستقبال، ويغير ملابسه لاستقبالهم! عرضته على طبيب جملة عصبية، وطلب أشعة رنين مغناطيسي، وبعد رؤيتها قال: إن الوالد قد أصيب بتجلطات بسيطة في الدماغ، ووصف له علاج taver نصف حبة صباحا ومساء، وsimva hexal حبة مساء و clopidogrel حبة مساء ودواء تقوية الذاكرة ملعقة صباحا مع بعض الفيتامينات، وبعد أسبوعين على العلاج بدأت حالته تسوء أكثر، فبعد أن كانت الحالة تأتيه كل ثلاثة أيام أصبحت يوميا صباحا ومساء، ولكن في الليل أقوى من النهار.

بدأ يشكك بالعائلة ويدعي بأن هنالك غرباء، ولصوصا داخل البيت، ويبحث عن سلاح، وينام عشر دقائق وينهض فزعا من نومه، ويتساءل هل هذا بيتنا؟ وإن كان بيتنا أين الحمام لكي أستخدمه؟ فأعدته إلى الطبيب مرة ثانية فغير له الدواء إلى ملغEbixa 10 نصف حبة مساء، وlodiom 10 حبة واحدة مساء، مع فيتامين A.

اليوم هو اليوم الثالث على العلاج الجديد، وليس هنالك أي بادرة للتحسن، وقد قرأت بأن هذه الأدوية تعطى للمصابين بالزهايمر، وعندي معلومات عن أعراض الزهايمر لا أعتقد أن والدي مصاب به، لأن ذاكرته جيدة جدا، وعند زيارة أقاربنا يتصرف بشكل طبيعي جدا ويؤدي الصلاة في أوقاتها، ويذهب إلى المسجد ويتصرف بشكل طبيعي جدا خارج المنزل، وهذه النوبات تظهر بعد الحادية عشرة مساء، وإلى أذان الفجر فيصلي الفجر وينام بعمق لثلاث أو أربع ساعات، ويعيد الكرة في الصباح، ولكن بدرجة أقل من الليل.

ما هو رأيكم بحالته؟ علما أننا أجرينا له عملية زرع بالون في الشريان منذ سنتين، ويأخذ الأدوية التالية plavex و twynsta.وantiplex75 وconcor وعلاج التهاب البروستات منذ أسبوعين.

جزاكم الله عنا خير الجزاء...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء لوالدك الكريم.

قد وصفت بوضوح هذه التغيرات التي حدث لوالدك، وهي الهلاوس البصرية، وكذلك الشكوك والظنان، أو ما يُسمى بالمرض الزواري أو الاضطهادي.

هذه أعراض ذهانية ولا شك في ذلك، والذهان من هذا النوع كثيرًا ما يكون مصاحبًا لعلة الخرف، ومن أكبر أسباب الخرف بالطبع مرض الزهايمر، أو تصلب الشرايين الذي يؤدي إلى جلطات صغيرة، ويؤدي إلى ما يُعرف بـ (الخرف الوعائي)، وهنالك قطعًا أنواع أخرى من الخرف.

تجدر الإشارة – أخي الكريم – إلى أن ضعف الذاكرة واضطرابها هو جزء من الخرف، وليس الخرف كله، لأن الخرف قد يكون أيضًا اضطراباً في المسلك، أو اضطرابا في التصرفات، مزاج متوتر ومضطرب، وكذلك أعراض ذهانية مثل التي يعاني منها والدك الكريم – حفظه الله -.

الخلاصة التي أود أن أخلص لها وهي أن عقار (إبيكسا Ebixa) حين وُصف لوالدك هذا قطعًا قائم على أساس استشعار الطبيب أن والدك بالفعل يعاني من علة الخرف، ويظهر أنه خرف وعائي، لأن الرنين المغناطيسي أوضح وجود الجلطات البسيطة القديمة في الدماغ، كما أن زيادة الأعراض ليلاً هذا نشاهده دائمًا مع الخرف الوعائي ولا نشاهده مع علة الزهايمر.

بالنسبة لموضوع أن ذاكرة والدك جيدة وأنه يتفاعل إيجابيًا عندما تذهبون إلى أقاربكم، وأنه يؤدي صلواته بصورة صحيحة وفي أوقاتها ويذهب إلى المسجد: هذه قطعًا أشياء جيدة وإيجابية جدًّا، وتجعلنا أيضًا نراجع موضوع إصابته بالخرف من عدمه، لكن هذه المراجعة - أيها الفاضل الكريم – لا يمكن أن تتم إلا بمقابلة أخصائي أو استشاري متخصص في الطب النفسي، خاصة الطب النفسي للمسنين.

أيها الفاضل الكريم: اذهب بوالدك للطبيب ودعه يقيِّمه، هنالك اختبارات نفسية معروفة جدًّا تؤكد أو تنفي إصابته بهذه العلة – أي علة الخرف – المصحوبة بالأعراض الذهانية.

الذهاب إلى الطبيب النفسي مهم جدًّا حقيقة، لأن الأعراض الذهانية لم يُعط والدك أي علاج بالنسبة لها، حتى وإن ذهبنا لأسوأ الافتراضات – وهو أنه يعاني من الخرف مع أعراض ذهانية – هنا يمكن علاج هذه الأعراض بأدوية ممتازة جدًّا وسليمة، مثل عقار (رزبريادون)، مثل عقار (سوليان)، مثل عقار (إرببرازول)، وهكذا، توجد أدوية فعّالة جدًّا، وتُحسب الجرعة حسب عمر المريض ودرجة تحمله.

بالنسبة لأدوية القلب التي يتناولها: لن تتعارض أبدًا مع العلاجات الأخرى، فلا تنزعج، واذهب بوالدك إلى الطبيب، وإن شاء الله تعالى تكون الأمور واضحة وجليّة بالنسبة لك.

إذًا هل والدك يعاني من الخرف مع أعراض ذهانية أو أنه لا يعاني من الخرف ولكن فقط يعاني من الأعراض الذهانية؟ وعلى ضوء التشخيص سوف تكون الخطة العلاجية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد، وأسأل الله تعالى له العافية والشفاء..