السلام عليكم.

والدتي تبلغ من العمر 40 سنة، مصابة بداء السكري، في سنة 2013م، حملت أمي، وفي الشهر الرابع أصيبت بنزيف، نقلت على إثره إلى المستشفى، ولم تفقد الجنين في حينها، ولكن بعد أسبوعين شعرت بمغص شديد، ونزل الحمل مع النزيف في دورة المياه.

ذهبت إلى المستشفى، وتم لها عملية تنظيف، وأخبروها أن سبب عدم اكتمال الحمل هو السكري، وعدم أخذ الإبر المثبتة للحمل، وأن بسبب الإهمال في المستشفى، وعدم عمل فحوصات لها، لم يتم اكتشاف وجود السكري لديها.

ومن حينها تعاني والدتي من السكري، وأصبحت تعاني من أوجاع بعد الدورة الشهرية مشابه لأوجاع الولادة، ولا تهدأ إلا إذا أخذت حبة بروفين، وإذا راجعت المستشفى قالوا بعدم وجود شيء، فهل هذا طبيعي بسبب الإجهاض والسكري؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقدر لك اهتمامك بوالدتك، وحرصك على صحتها، جعل الله -عز وجل- عملك هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة.

إن مرض السكري قد يسبب الإجهاض، خاصة إذا كان غير منضبط لفترة طويلة، فهذا الاحتمال وارد كسبب للإجهاض عند والدتك -حفظها الله -، لكن أحب أن أوضح لك أيضا على أن عامل العمر أيضا قد يكون سببا في حدوث الإجهاض عند الوالدة، فالبويضات التي تتبقى في المبيض إلى هذا العمر، هي عادة البويضات الأقل جودة، وترتفع فيها نسبة التشوهات، وبالتالي سترتفع نسبة الإجهاض.

بالنسبة للألم الذي يحدث مع أو بعد الدورة، فليس له علاقة بمرض السكر ولا بالإجهاض، قد يكون سببه هو وجود مشكلة ما في الرحم، لكنها ما تزال غير مشخصة، مثل الورم الليفي، أو بطانة الرحم الهاجرة، أو غير ذلك، لذلك يجب عمل ما يلي: 1-تحاليل هرمونية أساسية ( مع التأكيد على عمل هرمونات الدرقية ) وهي :LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS، ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة, وفي الصباح، ويجب عمل تصوير تلفزيوني ثلاثي الأبعاد للرحم والمبيضين، وإن أمكن تنظير لجوف الرحم، وعمل مسحة من عنق الرحم تسمى PAP SMEAR، ومسحة أخرى للزراعة للكشف عن أي التهابات محتملة.

وإذا كانت كل نتائج التحاليل السابقة طبيعية، فهنا أنصح بأن يتم عمل تنظير للحوض، فقد يكون هنالك حالة مرضية تسمى: بطانة الرحم الهاجرة، أو ضخامة بسيطة في الرحم بسبب هذا المرض، وهي السبب في الألم، وهذه الحالة لا تشخص إلا بعد عمل التنظير الحوضي.

إن تأكد أن التنظير طبيعي، فهنا يمكن القول بأن سبب الألم هو هرمونات الدورة، وهنا يمكن للوالدة الاستمرار بتناول البروفين إن كانت ترتاح عليه، فلا ضرر من ذلك -إن شاء الله -، وسيخف الألم تدريجياً عندها، لأن الدورة الشهرية ستصبح غير إباضية في الفترة المقبلة، بسبب النقص في مخزون المبيض.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك وعلى والدتك بثوب الصحة والعافية دائما..