السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا على جهودكم الجبارة في هذا الموقع، وعلى حرصكم لمساعدة الناس، لا يمكنني الاستغناء عن موقعكم سواء باستشارتكم أو قراءة استشارات الآخرين، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، ويرزقكم الفردوس الأعلى.

لدي طفل عمره سنة، يرضع رضاعة طبيعية وصناعية، وفطم نفسه بنفسه من الرضاعة الطبيعية، لا أعلم لماذا، هل السبب هو تغير طعم الحليب، أم أن الكمية قليلة، أم أن هناك سببا آخر؟ طفلي لا يرضع رضاعة طبيعية منذ فترة سوى مرة واحدة في اليوم، وقبل أسبوع صار لا يريد أن يرضع، قمت بعصر الثدي ولم يخرج منه أي شيء، وبعد عدة أيام من توقف الرضاعة قمت بعصر الثدي مرة أخرى فخرجت نقطة من الثدي وقليل من الحليب من الثدي الآخر، فقررت فطام طفلي من الرضاعة الطبيعية.

سؤالي هو، هل أستمر في الفطام أم أحاول إرضاع طفلي مرة أخرى؟ في حال استمر الفطام ماذا أفعل في الحليب القليل الذي يخرج من صدري؟ وشكرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة ودعائك الجميل, ولك مثله -إن شاء الله تعالى-.

إن ما يحدث مع طفلك هو أمر متوقع, ذلك أن الرضاعة الصناعية تدر له كمية أكبر من الحليب وفي قت أقصر وبدون جهد كبير, فالطفل يميل إلى أن يختار الأسهل في التغذية, هذه فطرة الإنسان.

والحقيقة هي أن الأمر الآن قد يكون خرج عن إرادتك, فإن لم يكن لديك إدرار كاف للحليب, فإن طفلك لن يقوم بمص الثدي بالشكل المطلوب, وعندما لا يقوم الطفل بمص الثدي بقوة ولفترة كافية, فإن جسمك لن يكون قادرا على إفراز الهرمونات التي تساعد في إدرار الحليب, وبالتالي لن يتشكل الحليب بكمية كافية, وسيبقى طفلك جائعا, وبالطبع لا يجوز تركه جائعا, وبالتالي ستضطرين إلى إعطاء الطفل الرضعة الصناعية, والتي ستدر له الحليب بسرعة وبكمية كافية وبدون جهد, وسيتعلق بها أكثر من قبل, وهكذا.

لذلك نصيحتي لك الآن هي بالاستمرار في فطامه, فإدرار الحليب شبه متوقف عندك, وطفلك يرفض مص الثدي -كما ذكرت-، وهذا يعني بأنك وعلى الأرجح قد وصلت مرحلة فيزيولوجية غير قابلة للتراجع, فالأفضل عدم وضع نفسك وطفلك في ظروف من الشدة والتوتر لا يبدو بأن لها فائدة.

بالنسبة لقطرات الحليب في الثدي, فستختفي تدريجيا بعد الفطام, وأحيانا تتوقف بسرعة في خلال أيام قليلة فقط, وأحيانا قد تأخذ شهرا أو شهرين أو حتى أكثر, فلا تقلقي بهذا الأمر من الآن, بل انتظري لمدة ثلاثة أشهر على الأقل, مع الحرص على عدم عصر الثدي أو تدليكه أو تهيجه مطلقا, لأن عصر الثدي سيؤدي إلى نشاط غدد الحليب، وإلى استمرار نزول هذه القطرات من الحليب.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى طفلك ثوب الصحة والعافية دائما..