السلام عليكم.

أختي عمرها 32 عاما، متزوجة منذ عشرة أعوام، مرت بضغوط شديدة جدا من زوجها وأهله، والدة زوجها معاقة وتسكن لديها في المنزل، وأختي التي تقوم بخدمتها، وزوجها تزوج عليها منذ عامين.

الآن أختي أصبحت تقول كلاما غير منطقي، وتفسر بعض الأفعال على غير واقعها، ومقتنعة جدا بكلامها، اتصلت بدكتوره نفسية وفسرت حالتها بأنها هروب من الواقع ونسيان وكذب، ونصحتها بأن تأخذ علاجا، ونصحتها بالذهاب للمستشفى لكن زوجها رفض ذلك بحجة نظرة الناس.

السؤال: هل من الممكن أن تعطينا علاجا يخفف من حالتها؟ وكيف التعامل معها؟ أرجوك ساعدني يا دكتور، علما أنه لا يمكننا الذهاب للمستشفى.

وشكرا لكم...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة الإجراء الصحيح في حالة أختك هذه هي أن يقتنع زوجها بأهمية العلاج، وهذا الأمر ليس بالصعب أو المستحيل أبدًا.

لا أريدها أبدًا أن تشعر زوجها أن زواجه كان سببًا في حالتها النفسية، لا، دعيها تتكلم معه، أو أنتم تتكلمون معه وتوضحون له أهمية أن تقابل الطبيب النفسي، والمقابلة المباشرة في مثل هذه الحالات مهمة جدًّا – أخِني الكريمة – حتى يتم التشخيص الصحيح.

أنا أُقدِّر ما قالته الأخت الطبيبة النفسية، لكن في ذات الوقت يجب ألا نظلم هذه الفتاة، واحتمال أنها تعاني من حالة نفسية حقيقية تستحق العلاج، فيجب أن تُقابل الطبيب، وهذا أمر حتمي، والحديث مع زوجها بشيء من التأني والصبر واللطف سوف يُقنعه بأن تذهب أختكم إلى الطبيب.

التعامل معها يكون من خلال مساندتها، أن تُطمئن، وحين تخوض في حديث غير منطقي حاولوا أن تتجنبوا حِدَّة النقاش معها، لأن الكلام غير المنطقي إذا حاولنا أن نخضعه للمنطق من حيث النقاش والتداول ينقلب صاحبه بصورة سلبية جدًّا، ويزداد حِدَّة في أفكاره، لأن الأفكار الخاطئة تُثبَّت من خلال إخضاعها للمنطق من قِبل الآخرين.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد..