السلام عليكم.

أمي عمرها 53 عاما، انقطع عنها الحيض منذ 6 سنوات، منذ فترة بدأت تشعر برعشة ونبض أسفل بطنها، وينزل أيضا على الجهاز البولي، وهذا الأمر يزيد في الليل ويمنعها من النوم بسهولة، ويقل في النهار، وأحيانا يأتي عندما تتذكر شيئا يضايقها، كما تشعر بشيء كأنه نمل يمشي على جلدها في أماكن متفرقة من جسدها، أو مثل الكهرباء.

البيانات الملحقة خاصة بأمي، فهل هذا مرض عضوي، وما علاجه، وإلى أي تخصص تذهب إذا استلزم الأمر؟ وجزاكم الله خيرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

متوسط سن التغيير أو كما أطلق عليه القدماء سن اليأس (بمعنى اليأس من عودة الدورة الشهرية مرة أخرى وليس اليأس من الحياة) ولكنه اسم غير موفق، ولقد تم الاتفاق على تغيير المسمى إلى سن التغيير، وهو في المتوسط حوالي 51 سنة، حيث يتوقف التبويض، وتقل الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية.

تحدث بعض التغيرات الهرمونية، وبعض الأعراض المصاحبة لتك التغيرات، ومنها: الشعور بنوبات حرارة في الوجه والرأس، والتعرق الكثير، وتحدث في 70-80% من النساء في هذا السن، وتختلف شدة هذه الأعراض من سيدة لأخرى، فقد تستمر عندهن هذه الأعراض لمدة 10 سنوات، ويصاحب ذلك أيضا عدم القدرة على النوم، والكآبة، والقلق، وتغير في الحالة المزاجية، وألم عند الجماع؛ وذلك لأن نقص هرمون الأستروجين يؤدي إلى قلة إفرازات المهبل، وبالتالي جفافه، وضمور جدار المهبل، مما يؤدي إلى الإحساس بألم عند الجماع، كذلك قد يحدث عدم السيطرة على البول، وخاصة عند السعال؛ بسبب ضمور جدار المثانة والإحليل، وكثرة الإصابة بالتهابات مجرى البول.

طبيب النساء هو المختص في علاج تلك الحالات، والعلاج اختلف فيه العلماء، ولكن هناك اتفاق على أن تناول هرمونات وحبوب منع الحمل ذات الهرمونين -أو حبوب هرمون البروجيستيرون ذات الهرمون الواحد- لفترة قصيرة لا تتعدى 3 سنوات له فائدة كبيرة في التخلص من الأعراض المصاحبة لسن التغيير، وتؤخذ الهرمونات في هذه الحالة على شكل أقراص يومية لمدة 21 يوما، ثم تليه فترة انقطاع لمدة 4-7 أيام تحدث فيها دورة شهرية، ويسهم هذا النوع بصورة فعالة في علاج أعراض سن اليأس، والتي تكون غالبا الحرارة والتعرق، إضافة إلى تنظيم الدورة الشهرية.

إذا كانت الأعراض بسيطة، ويمكن للوالدة تحملها، وقد مر على انقطاع الدورة الشهرية فترة طويلة، فلا داعي لتناول تلك الحبوب، وتكفي المسكنات، وفيتامين د، وحبوب الكالسيوم، ومقويات الدم، والتغذية الجيدة، وممارسة التمارين الرياضية، حيث أنها مهمة لسلامة العظام، والوقاية من أمراض القلب.

وممارسة الرياضة مرتبط بنقصان الوزن، وانخفاض ضغط الدم، وانخفاض مستوى الكولسترول في الدم، حيث وجد أن النساء الأكثر حيوية، واللاتي يمارسن الرياضة بصورة منتظمة أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وأقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس، حيث تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة، وتحسين حالة النوم، إضافة إلى تقليل العرق والحرارة التي تشعر بها النساء في سن اليأس، وأبسط أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي، حيث وجد أن المشي لمدة نصف إلى ساعة يوميا تقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير..