سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | أهل الحديث هم أهل الأخلاق الفاضلة
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | آلام البطن والغازات وعلاقتها بالقولون العصبي- سؤال وجواب | الشعور بخروج الريح دون وجود رائحة أو صوت
- سؤال وجواب | التهاب الرباط الأخمصي للقدم وعلاقته بزيادة الأملاح
- سؤال وجواب | أصابني فجأة ألم شديد في مفصل الفك الأيسر. فما سببه وعلاجه؟
- سؤال وجواب | هل استخدام حبوب حمض الفوليك وأنا مصابة بالربو مضر؟
- سؤال وجواب | أشعر بانقباض الصدر ولهاث ودوخة وخفقان، ما تشخيص حالتي؟
- سؤال وجواب | هل يجوز لهم التجسس على مشترك في الإنترنت لمعرفة إن كان فاسداً أم لا ؟
- سؤال وجواب | لا حرج في تصميم الألعاب الإلكترونية الترفيهية الخالية من المحاذير الشرعية
- سؤال وجواب | ما هي وسائل ممارسة الرياضة الآمنة لمريض البواسير؟
- سؤال وجواب | الكبت الجنسي هل يسبب الضعف الجنسي بين الزوجين؟
- سؤال وجواب | ما الحل لانقطاع النفس واعتراض اللعاب أثناء قراءة القرآن؟
- سؤال وجواب | الأذان أثناء العمل لغير سبب مشروع
- سؤال وجواب | انتفاخ البطن المصحوب بصداع وشعور بالضيق
- سؤال وجواب | هل لعمل زوجي في محطة إنتاج الكهرباء علاقة بالوخز في شقه الأيسر؟
- سؤال وجواب | ما هي أعراض البواسير؟
أهل الحديث هنا في الهند وقحون جداً ، ويتصرفون كما لو أنهم قد ضمنوا جنة الله ، إنهم ليسوا كأهل السنة ، إنهم يرفضون التقليد والفقه ،إذا كانوا على حق فما بالهم يتصرفون هكذا ؟!.
الحمد لله.
الواجب على المسلمين عامة ، وطلبة العلم والمنتسبين إلى السنة والحديث خاصة ، أن يتزينوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ، فتلك حليتهم التي يرتفعون بها عند الله ، وينالون بها مراتب الجنان ، لا بالانتساب اللفظي إلى أهل الحديث ، ولا بالانتساب الشكلي إلى أهل العلم والفقه ، فكل هذه العلوم إنما هي وسائل لتحقيق العبودية لله سبحانه ، وأعظم العبودية أن تراقب الله تعالى في معاملتك لخلقه ، فتحسن إليهم ، وتشفق عليهم ، وتتواضع لهم ، وتتجنب الاستطالة عليهم ، حتى لو اعتقدت أنك على الحق والسنة ، وغيرك على المعصية والبدعة ، فليس ذلك بمجيز لك أن لا تعاملهم بما أمرك الله عز وجل به ، قال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل/125، وقال سبحانه : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون/96، وقال جل وعلا : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34-35، وقال عليه الصلاة والسلام : ( خالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي (1987) وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وهذا ما امتثله أصحاب الحديث الأوائل ، فقال ابن سيرين رحمه الله : كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم ، وقال الحسن البصري : إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين ، وقال أيضا : كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه وبصره وتخشعه ، وقال مخلد بن الحسين لابن المبارك : نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث ، وكان الليث بن سعد كثيرا ما يقول لأصحاب الحديث : تعلموا الحلم قبل العلم ، انظر هذه الآثار وغيرها في كتاب " تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم " لابن جماعة.
وقد جعل المحققون من أهل الحديث والسنة الأخلاق الفاضلة في صلب تعريف أهل السنة ، وفي أركان مذهبهم ومنهجهم.
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – في خواتم العقيدة الواسطية : " ثم هم مع هذه الأصول يدينون بالنصيحة للأمة ، ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم ) وقوله : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )، ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بمر القضاء ، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )، ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ؛ ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك ؛ وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي ، والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ؛ ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها ".
انتهى باختصار من " مجموع الفتاوى " (3/ 159).
ويقول أيضا رحمه الله : " نحن لا نعني بـأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته ، بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ، ومعرفته ، وفهمه ظاهراً أو باطناً ، واتباعه باطناً وظاهراً ، وكذلك أهل القرآن.
وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث ، والبحث عنهما وعن معانيهما ، والعمل بما علموه من موجبهما ، ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم ، وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم ، وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم ، وعامتهم أحق بموالاة الرسول من غيرهم.
وأهل العلم فكانوا يقولون : هم الأبدال ؛ لأنهم أبدال الأنبياء ، وقائمون مقامهم حقيقة ، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه: هذا في العلم والمقال ، وهذا في العبادة والحال ، وهذا في الأمرين جميعاً.
وكانوا يقولون : هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ، الظاهرون على الحق ؛ لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم.
وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله ، وكفى بالله شهيداً ".
انتهى من " مجموع الفتاوى " (4/95-97).
هذه هي أخلاق أهل الحديث الذين عرفهم علماؤنا عبر التاريخ ، وصنفوا المصنفات الكبار في بيان معتقدهم وصفاتهم وأخلاقهم ، ومن أجمل ما قالوه أيضا في ذلك ما جاء في كتاب " المحدث الفاصل " (ص/1-4) للإمام الرامهرمزي رحمه الله (ت360هـ) حيث يقول : " اعترضت طائفةٌ ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله ، فقالوا بتنقص أصحاب الحديث والإزراء بهم ، وأسرفوا في ذمهم والتقوّل عليهم ، وقد شرّف الله الحديث وفضّل أهلَه ، وأعلى منزلته ، وحكمه على كل نحلة ، وقدّمه على كل علم ، ورفع من ذكر من حمله وعني به ؛ فهم بيضة الدين ، ومنار الحجة ، وكيف لا يستوجبون الفضيلة ، ولا يستحقون الرتبة الرفيعة ، وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين ، وأخبروا عن أنباء التنزيل ، وأثبتوا ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، وما عظمه الله عز وجل به من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنقلوا شرائعه ، ودوّنوا مشاهده ، وصنفوا أعلامه ودلائله ، وحقّقوا مناقب عترته ، ومآثر آبائه وعشيرته ، وجاءوا بسير الأنبياء ، ومقامات الأولياء ، وأخبار الشهداء والصديقين ، وعبروا عن جميع فعل النبي صلى الله عليه وسلم في سفره وحضره ، وظعنه وإقامته ، وسائر أحواله من منامٍ ويقظة ، وإشارة وتصريح وصمت ونطق ، ونهوض وقعود ، ومأكل ومشرب ، وملبس ومركب ، وما كان سبيله في حال الرضا والسخط والإنكار والقبول ، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها ، والنخاعة من فيه أين كان وجهتها ، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه ويفعله ، وعند كل موقف ومشهد يشهده ، تعظيمـًا له صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه ، وأسند إليه ؛ فمن عرف للإسلام حقّه وأوجب للرسول حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه ، وأعلى مكانه ، وأظهر حجته ، وأبان فضيلته ، ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحى وأوعية الدين ونقلة الأحكام والقرآن الذين ذكرهم الله عز وجل في التنزيل فقال : ( والذين اتبعوهم بإحسان ) فإنك إذا أردت التوصل إلى معرفة هذا القرن لم يذكرهم لك إلا راو للحديث متحقق به ، أو داخل في حيز أهله ، ومَن سوى ذلك فربك بهم أعلم " انتهى.
ونحن بهذا ندعو أنفسنا وجميع المسلمين ، ومنهم السائل المكرم ، ومن وصفهم أيضا في سؤاله، ومن اتهمهم من المنتسبين إلى أهل الحديث ، ندعو الجميع أن يتحلى بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي النجاة لنا جميعا ، وهي الاختبار الحقيقي لمن يدعي متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ، كما قال سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران/31.
كما ندعو السائل الكريم إلى الحذر من الميل في الحكم على من يخالفه ، أو يشاحنه ، بل الذي عليه ، كما على كل مسلم ، أن يتحلى بالإنصاف في أمره كله ، ولو مع عدوه ، فضلا عن أن يكون أخاه في الدين ، ولو خالفه في أمر من أمره ؛ قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة/8.
وليحذر من سعي الشيطان الحثيث ، وكيده ، لإيقاع العداوة والشحناء بين المؤمنين ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ) رواه مسلم (2812).
وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى ! قَالَ : صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ) رواه الترمذي (2509) وقال : هذا حديث صحيح ، وصححه الألباني "صحيح وضعيف الترمذي" (2509).
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | الكبت الجنسي هل يسبب الضعف الجنسي بين الزوجين؟- سؤال وجواب | ما الحل لانقطاع النفس واعتراض اللعاب أثناء قراءة القرآن؟
- سؤال وجواب | الأذان أثناء العمل لغير سبب مشروع
- سؤال وجواب | انتفاخ البطن المصحوب بصداع وشعور بالضيق
- سؤال وجواب | هل لعمل زوجي في محطة إنتاج الكهرباء علاقة بالوخز في شقه الأيسر؟
- سؤال وجواب | ما هي أعراض البواسير؟
- سؤال وجواب | كثرة خروج الغازات أثرت على حياتي
- سؤال وجواب | هل هناك أدوية فعالة لحل مشكلة الارتجاع المريئي؟
- سؤال وجواب | علاقة القولون العصبي بالشقيقة
- سؤال وجواب | انتفاخات البطن وعلاقتها بالآلام أثناء عملية التبرز
- سؤال وجواب | ما تأثير البروزاك في علاج سرعة القذف؟
- سؤال وجواب | أشعر بآلام في جذور الشعر في الثدي والمعدة، فما السبب؟
- سؤال وجواب | بعد أخذ حقنة عضلية أصبت بآلام متنقلة بين الفخذين!
- سؤال وجواب | أسباب آلام البطن بعد الأكل وكيفية علاجها
- سؤال وجواب | أعاني من شد في الأصابع عند استيقاظي من النوم، فما العلاج؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا