سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | نصائح ووصايا لمن ذهب لبلد مسلم فرأى تفرق وتحزب الدعاة فيه
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في الخاصرة وأسفل البطن وأعلى الظهر، فما سببه؟- سؤال وجواب | سبب الاحتلام عند امتلاء المثانة
- سؤال وجواب | أعانى من ارتفاع ضغط الدم المتذبذب، فما هي مضاعفاته؟
- سؤال وجواب | هل كِبَرُ السن يعدّ سببا لدخول الجنة ، والنجاة من النار ؟
- سؤال وجواب | أول خطوة على الطريق التقوى ومسلتزماتها
- سؤال وجواب | ما مدى تأثير الفحوصات على القدرة الجنسية؟
- سؤال وجواب | أعاني من ألم تحت القفص الصدري جهة اليمين
- سؤال وجواب | المشارك بلعبة ترافيان هل يصل لدرجة الكفر
- سؤال وجواب | ألم متوسط إلى شديد أثناء عملية التبرز. فما السبب؟
- سؤال وجواب | أحس بآلام في الصدر تأتيني فجأة على شكل نغزات مع حرقة
- سؤال وجواب | أعاني من حساسية شجرة الزيتون وتسبب لي الضيق والصداع والدوخة، فما الحل؟
- سؤال وجواب | وقائع خروج العباس إلى بدر ثم أسره
- سؤال وجواب | تمت خطبتي لرجل لا أرغب فيه بسبب شكله، فهل أفسخ الخطبة؟
- سؤال وجواب | دراستي الجامعية في الغرب تحول بيني وبين صلاتي، فما النصيحة؟
- سؤال وجواب | مشكلة مع زوجي حول النفقة وإخفاء حسابه البنكي
لقد زرت إحدى المدن الكبرى في إحدى الدول الإسلامية لغرض الدراسة ، فوجدت المسلمين فيها على حال لا يرضي الله ولا رسوله من تنافر لأهل المسجد الواحد ، وعدم التفاهم والكلام ، بل والسلام للأسف الشديد ، وتركت حلقات التحفيظ والعلم ، ومُنع الجادون في إلقاء الدروس العلمية من إلقائها بسبب هذه الفتن الدائرة في الساحة الدعوية ، وأنا سأمكث إن شاء الله تعالى مدة ثلاث سنوات ، ما هي الخطوات التي تنصحني بها في ظل هذا الوضع المؤسف ؟.
الحمد لله.
أولاً: إننا لنأسف على ما يحدث في طول العالم وعرضه من الاختلاف والتفرق بين المسلمين ، ونأسف أشد الأسف على تفرق أهل السنة والجماعة.
وفي ديننا من مظاهر الاجتماع الشيء الكثير ، كالاجتماع على معبود واحد ، ونبي واحد ، وقرآن واحد ، وقبلة واحدة ، وهذا أدعى للاجتماع على منهج واحد يعتمد على الكتاب والسنَّة بفهم خير القرون الذين لا يُختلف على دينهم وصحة منهجهم ، وبدلاً من هذا الاجتماع رأينا التفرق والتحزب ، وكل واحد رضي لنفسه بأن يكون تابعاً لحزب أو جماعة أو شيخ ، ولم يكتف هؤلاء بالتكتل والتحزب حتى أضافوا إلى ذلك البغض والكراهية للأطراف الأخرى ، فحصل التفرق والتشتت ، وأُعجب كل واحد برأيه ومنهجه ، وحارب المناهج الأخرى ، ولو كان ذلك على حساب الدعوة للإسلام ، وإظهار الصورة الحسنة لأحكامه وتشريعاته.
ولسنا هنا بصدد ترجيح طائفة على أخرى ، ولا منهج على آخر ؛ لأن ذلك لن يسهم في الاجتماع بل بالتفرق ، ولسنا نميع ديننا ونقول إننا نريد اجتماعاً على أي شيء حتى لو كان خطأ ، بل نرى أن الصواب في الاعتقاد والمنهج والسلوك هو ما كان عليه خير القرون ، ومن تبعهم على دينهم وفهمهم ، ولذا فإننا نخاطب العقلاء من أهل السنة والجماعة بأن يرضوا لأنفسهم أن يكونوا على منهج العلماء الربانيين الراسخين في العلم في هذا الزمان - إذا خفي عليهم معرفة ما كان عليه سلف الأمة من الاعتقاد والمنهج والفهم للدين - من أمثال الشيخين عبد العزيز بن باز والعثيمين رحمهما الله ، وإخوانهما من أهل العلم ، فهؤلاء جميعاً قدموا خدمات جليلة للإسلام ، ونفعوا المسلمين في عقيدتهم ومنهجهم ، ولم يكونوا أفراداً في جماعات وأحزاب ، ولم يطلقوا ألسنتهم بالطعن والشتم للعاملين للإسلام ، ولم يفرقوا الصف المسلم ، بل مدوا أيديهم لكل المسلمين العاملين للإسلام ، مع النصح والتوجيه والإرشاد للمخالف منهم في شيء من اعتقاده ومنهجه لأهل السنة والجماعة ، وهذا بخلاف غيرهم ممن لم ترسخ قدمه في العلم ، ولم يؤت حكمة ، فراح يفرق الصف المجتمِع ، ويشتت الشباب المؤتلِف ، ولك أن تضع لنفسك قاعدة في معرفة المحق من المبطل ، وهي " مِن ثمارهم تعرفهم " ! فانظر لثمار أولئك العلماء الربانيين ، ولثمار غيرهم ممن خالفهم وادعى أنه على طريقهم ، لتعرف المصيب من المخطئ.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : نشاهد في هذا الوقت كثرة الحديث عن الجماعات الإسلامية التي تدعو إلى الله عز وجل ، فأي هذه الجماعات نتبعها ؟ وما موقف المسلم من اختلاف الجماعات ؟.
فأجاب : موقفي من هذا : أنه أمر مؤلم ، ومؤسف ، ويُخشى أن هذه النهضة والصحوة الإسلامية تعود فتُهدم ، وتتحطم ، وتشل ؛ لأن الناس إذا تفرقوا كانوا كما قال الله عز وجل : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ، إذا تفرقوا وتنازعوا : فشلوا أو خسروا ، وذهب ريحُهم ، ولن يكون لهم وزن.
أعداء الإسلام - ممن يتسمون ظاهراً ، أو ممن هم أعداء له ظاهراً ، أو ممن هم أعداء له ظاهراً وباطناً - يفرحون بهذه التفرقة ، وهم يوقدون نارها ، ويأتون إلى هذا ويقولون : هذا كذا ، وهذا فيه كذا ، يلقون العداوة والبغضاء بين هؤلاء الإخوة الدعاء إلى الله عز وجل.
فالواجب علينا أن نقف ضد كيد هؤلاء المعادين لله ، ولرسوله ، ولدينه ، وأن نكون أمة واحدة ، وأن يجتمع بعضنا إلى بعض ، ويستفيد بعضنا من بعض ، وأن نجعل أنفسنا كداعٍ واحدٍ ، وطريقُ ذلك : أن يجتمع في كل بلد الزعماء الذين لهم كلمة في إخوانهم ، ويتدارسون الوضع ، ويجتمعون على خطة تكون جامعة للجميع ، حتى وإن اختلف منهاج الدعوة إلى الله عز وجل فلا يهم ، المهم أن نكون إخوة متآلفين على الحق ، متحابين.
وأما قوله : أي هذه الطوائف أفضل ؟ فأنا إذا قلت إن الطائفة الفلانية أفضل : فهذا إقرار لهذا التفرق ، وأنا لا أقره ، وأرى أن الواجب أن ننظر في أمرنا نظرة صدق وإخلاص لله عز وجل ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم ، وأن نكون يداً واحدة ، والحق والحمد لله بيِّن ، الحق لا يخفي إلا على أحد رجلين : إما معرض ، وإما مستكبر ، أما مَن أقبل على الحق بإذعان وانقياد : فإنه لا شك سيوفق له.
" الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات" (133-134).
ثانياً: الذي ننصحك به أخي الفاضل أمور ، منها : 1.
أن لا تنتسب لأحدٍ من تلك الفرق والجماعات ، فإنك إن فعلت ذلك : حُسبتَ عليها ، وخسرتَ غيرها ، بل ابق على صلة حسَنة بالجميع ، ناصحاً ، ومفيداً ، ومستفيداً.
2.
أن تنصح لمن تراه مخطئاً ، فإن سمعت غيبة ، أو رأيت تحريشاً : فعليك بالنصح بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.
سئل علماء اللجنة الدائمة عن الجماعات العاملة للإسلام فقالوا : كلٌّ مِن هذه الفرَق فيها حق وباطل ، وخطأ وصواب ، وبعضها أقرب إلى الحق والصواب ، وأكثر خيراً وأعمُّ نفعاً من بعض ، فعليك أن تتعاون مع كلٍّ منها على ما معها من الحق ، وتنصح لها فيما تراه خطأ ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 238 ، 239 ).
3.
الاشتغال بطلب العلم ، وصرف وقتك فيما ينفعك من الطاعات والأمور المباحة.
وطلب العلم من أجل العبادات ، ومن أفضل ما يصرف فيه المسلم وقته ، والعلم إن أعطيته كلَّك أعطاك بعضَه ، فلا تضيِّع وقتك بالقيل والقال ، ولا تصرف طاقتك وجهدك لما ليس فيه نفع لك في دينك ودنياك ، فالوقت أنفس ما يُعنى بحفظه ، وما ذهب منه فلن يرجع.
4.
الاشتغال بالدعوة والتعليم.
وهي عبادات عظيمة ، أوجبها الله تعالى على من رزقه الله علماً ، وهما زكاة علم المسلم ، يشكر نعمة الله تعالى عليه بأن اصطفاه للقيام بوظيفة المرسلين ، ويرفع الجهل عن الناس ، ويدعوهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة.
5.
أن تشتغل بعيوب نفسك فتصلحها ، وتترك عنك تتبع عيوب الناس.
وفي الاشتغال بعيوب مفاسد كثيرة ، منها : أ.
تضييع الوقت بما يضر.
ب.
وتزكية النفس بما ليس فيها.
ج.
والانشغال عن عيوب نفسك.
د.
وتضييع الحسنات وإهداؤها للمتكلَّم فيه.
6.
أن تجعل موالاتك للمؤمنين ، ومعاداتك للكافرين ، ولعمل الفاسقين والمبتدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وليس لأحدٍ أن ينصِّب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ينصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله ، وما اجتمعت عليه الأمة ، بل هذا مِن فعل أهل البدع الذين ينصِّبون لهم شخصاً ، أو كلاماً يفرِّقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام ، أو تلك النسبة ، ويعادون.
" مجموع الفتاوى " ( 20 / 164 ).
7.
الابتعاد عن تصنيف الدعاة والعاملين للإسلام وتجريحهم ؛ فإنها صنعة المفاليس.
قال الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله - : وإذا علمتَ فشوّ ظاهرة التصنيف الغلابة ، وأن إطفاءها واجب : فاعلم أن المحترفين لها سلكوا لتنفيذها طرقاً منها : أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم ( ذبيحاً ) فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرَّة ، تمرق من فمه مروق السهم من الرمية ، ثم يرميه في الطريق ويقول : أميطوا الأذى عن الطريق فإن ذلك من شعب الإيمان ! وترى دأبه التربص والترصد : عين للترقب ، وأذن للتجسس ، كل هذا للتحريش ، وإشعال نار الفتن بالصالحين ، وغيرهم ، وترى هذا ( الرمز البغيض ) مهموماً بمحاصرة الدعاة بسلسلة طويلٌ ذرْعها ، رديءٌ متْنها ، تجرُّ أثقالاً من الألقاب المنفِّرة ، والتهم الفاجرة ، ليسلكهم في قطار أهل الأهواء ، وضُلاَّل أهل القبلة ، وجعْلهم وقود بلبلة ، وحطب اضطراب ! وبالجملة فهذا ( القطيع ) هم أسوأ غزاة الأعراض بالأمراض ، والعضِّ بالباطل في غوارب العباد ، والتفكه بها ، فهم مقرَّنون بأصفاد : الغل ، والبغضاء ، والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، والكذب ، والبهت ، والإفك ، والهمز ، واللمز ، جميعها في نفاذٍ واحد.
إنهم بحق : ( رمز الإرادة السيئة ) يرتعون بها بشهوة جامحة ، نعوذ بالله من حالهم ، لا رُعُوا.
" تصنيف الناس بين الظن واليقين " ( ص 22 ، 23 ).
وقال – حفظه الله - : وفي عصرنا الحاضر يأخذ الدور في هذه الفتنة دورته في مسالخ من المنتسبين إلى السنَّة ، متلفعين بمرطٍ ( ينسبونه إلى السلفية ) - ظلماً لها - فنصبوا أنفسهم لرمي الدعاة بالتهم الفاجرة ، المبنية على الحجج الواهية ، واشتغلوا بضلالة التصنيف.
وصدق الأئمة الهداة : إن رمي العلماء بالنقائص ، وتصنيفهم البائس من البينات : فتح باب زندقة مكشوفة.
ويا لله كم صدت هذه الفتنة العمياء عن الوقوف في وجه المد الإلحادي ، والمد الطرقي ، والعبث الأخلاقي ، وإعطاء الفرصة لهم في استباحة أخلاقيات العباد ، وتأجيج سبل الفساد والإفساد ، إلى آخر ما تجره هذه المكيدة المهينة من جنايات على الدين ، وعلى علمائه ، وعلى الأمة ، وعلى ولاة أمرها ، وبالجملة فهي فتنة مضلة ، والقائم بها ( مفتون ) و ( منشق ) عن جماعة المسلمين.
" تصنيف الناس " ( ص 28 ، 29 ).
ونرجو أن تصيب هذه النصائح والوصايا منك قبولاً لها ، وعملاً بها ، وأن يرزقك الله بركة السير على النهج السوي ، والصراط المستقيم.
والله الموفق.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | المشارك بلعبة ترافيان هل يصل لدرجة الكفر- سؤال وجواب | ألم متوسط إلى شديد أثناء عملية التبرز. فما السبب؟
- سؤال وجواب | أحس بآلام في الصدر تأتيني فجأة على شكل نغزات مع حرقة
- سؤال وجواب | أعاني من حساسية شجرة الزيتون وتسبب لي الضيق والصداع والدوخة، فما الحل؟
- سؤال وجواب | وقائع خروج العباس إلى بدر ثم أسره
- سؤال وجواب | تمت خطبتي لرجل لا أرغب فيه بسبب شكله، فهل أفسخ الخطبة؟
- سؤال وجواب | دراستي الجامعية في الغرب تحول بيني وبين صلاتي، فما النصيحة؟
- سؤال وجواب | مشكلة مع زوجي حول النفقة وإخفاء حسابه البنكي
- سؤال وجواب | جرأة المرأة في قول الحق، نظرة شرعية.
- سؤال وجواب | ما الطريقة التربوية الصحيحة في التعامل مع الطفل وتعليمه معنى الرضا والتقبل؟
- سؤال وجواب | حكم لعب النساء رفع الأثقال
- سؤال وجواب | كثرة الغازات والوسوسة ودقات القلب وآلام البطن، ما علاجها؟
- سؤال وجواب | أثر آلام جدار الصدر في آلام منطقة القلب والقلق النفسي وعلاجها
- سؤال وجواب | التزمت بالدين، غير أني لم أستطع ترك معصية بعينها. ساعدوني
- سؤال وجواب | هل يكفر من يلعب بألعاب يستطيع بوساطتها إحياء الموتى
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا