سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | الأفعال التي لا تفيد الكمال إلا مقيّدة ، هل يجوز وصف الله تعالى بها ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | مشكلتان تكدران حياتي: تساقط شعري وظهور الصلع وأحلام اليقظة- سؤال وجواب | حكم الاشتراك في ناد على الإنترنت أعضاؤه كفار
- سؤال وجواب | كيف أساعد أخي الصغير ليتجاوز مشاكله الدراسية؟
- سؤال وجواب | هل الجراحة هي العلاج الأفضل للبواسير؟
- سؤال وجواب | انتحار أخي أصابني بالخوف والعزلة وجعلني كثيرة البكاء
- سؤال وجواب | حكم اللعب بلعبة فيها محاكاة للقمار
- سؤال وجواب | البدائل المتاحة لعقار الزيروكسات لعلاج الرهاب الاجتماعي
- سؤال وجواب | الأملاح الزائدة في البول؛ وعلاجها
- سؤال وجواب | أشعر بنفور الناس مني وأنهم يظلمونني في مالي وعملي. ما تفسيركم؟
- سؤال وجواب | النقود الوهمية التي أصبحت محلا للمعاوضة، يجب أن تكسب بطريقة مباحة
- سؤال وجواب | ليس لي صداقات كثيرة حتى عائلتي تتعامل معي عند الواجب فقط!
- سؤال وجواب | مريض بالفصام ومحتار في أمر العلاج أفيدوني ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | سرقة الأموال داخل اللعبة من اللاعبين
- سؤال وجواب | انعدام الفهم وضالة الاستيعاب ومحدودية الذكاء
- سؤال وجواب | تبت من مخالطة الشباب ولا أدري هل قبل الله توبتي أم لا؟
هل يجوز وصف الله ببعض الأفعال التي قالها سبحانه في وصف ذاته مثلا : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فهل يجوز أن نقول على الله : إنه ماكر ؟.
الحمد لله.
بعض صفات الأفعال : نسبها الله إلى نفسه لا على وجه الإطلاق ، وإنما في مقام يقتضي المدح والكمال.
كما في قوله تعالى : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) آل عمران /54.
وكما في قوله تعالى : ( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ، وَأَكِيدُ كَيْدًا ) الطارق /15 – 16.
وقوله تعالى متوعدا المنافقين : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ، اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) البقرة /14 – 15.
وفي قوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) النساء /142.
فمثل هذه الصفات ( الكيد ، والمكر ، والاستهزاء ، والخداع ) هي كمالات نسبية ؛ في بعض المقامات تقتضي المدح ، وفي مقامات أخرى قد تقتضي الذم ، والله سبحانه وتعالى وصف بها نفسه على الوجه الذي يقتضي المدح ويفيد كمال العلم والقدرة والعزة والعظمة والعدل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " كذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن كلفظ " المكر " و " الاستهزاء " و " السخرية " المضاف إلى الله ، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز ، وليس كذلك بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له ، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه ، عقوبة له بمثل فعله : كانت عدلا " انتهى من " مجموع الفتاوى " (7 / 111).
وقال ابن القيم رحمه الله : " لا ريب أن هذه المعاني يذم بها كثيرا ، فيقال : فلان صاحب مكر وخداع وكيد واستهزاء ، ولا تكاد تطلق على سبيل المدح ، بخلاف أضدادها ، وهذا هو الذي غر من جعلها مجازا في حق من يتعالى ويتقدس عن كل عيب وذم.
والصواب : أن معانيها تنقسم إلى محمود ومذموم ، فالمذموم منها يرجع إلى الظلم والكذب ، فما يذم منها إنما يذم لكونه متضمنا للكذب أو الظلم أو لهما جميعا ، وهذا هو الذي ذمه الله تعالى لأهله.
وما كان منها بحق وعدل ومجازاة على القبيح : فهو حسن محمود ، فإن المخادع إذا خادع بباطل وظلم ، حَسُن من المجازي له أن يخدعه بحق وعدل ، وكذلك إذا مكر واستهزأ ظالما متعديا ، كان المكر به والاستهزاء عدلا حسنا .
".
انتهى من " مختصر الصواعق المرسلة " (3 / 739 - 740).
وهذه الصفات ما دامت لا تفيد المدح على وجه الإطلاق ؛ فيلزم الآتي : 1- لا يوصف الله تعالى بها على وجه الإطلاق ، وإنما يوصف بها ، في سياق ما جاءت به النصوص ، وهو الوجه الذي يقتضي المدح ، وتكون من صفات الكمال كما هو الحال في الآيات السابقة.
2- ولا يجوز أن يشتق منها اسم يسمى به الله تعالى.
قال ابن القيم رحمه الله : " فعلم أنه لا يجوز ذم هذه الأفعال على الإطلاق ، كما لا تمدح على الإطلاق ، والمكر والكيد والخداع لا يذم من جهة العلم ، ولا من جهة القدرة ، فإن العلم والقدرة من صفات الكمال ، وإنما يذم ذلك من جهة سوء القصد وفساد الإرادة ، وهو أن الماكر المخادع يجور ويظلم ، بفعل ما ليس له فعله ، أو ترك ما يجب عليه فعله.
إذا عرف ذلك فنقول : إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا ، ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى ، ومن ظن من الجهال المصنفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه الماكر ، المخادع ، المستهزئ ، الكايد ، فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود ، وتكاد الأسماع تصم عند سماعه.
وغر هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال ؛ فاشتق له [الذي اشتق هو من يرد عليه ابن القيم ] منها أسماء ، وأسماؤه كلها حسنى ؛ فأدخلها في الأسماء الحسنى ، وأدخلها وقرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم ، وهذا جهل عظيم ، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا ، بل تمدح في موضع ، وتذم في موضع ، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله مطلقا ، فلا يقال : إنه تعالى يمكر ويخادع ، ويستهزئ ويكيد.
فكذلك بطريق الأولى : لا يشتق له منها أسماء يسمى بها ، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد ولا المتكلم ولا الفاعل ولا الصانع ، لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم ، وإنما يوصف بالأنواع المحمودة منها ، كالحليم والحكيم ، والعزيز والفعال لما يريد، فكيف يكون منها الماكر المخادع المستهزئ ؟ ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الداعي والآتي ، والجائي والذاهب ، والقادم والرائد ، والناسي والقاسم ، والساخط والغضبان واللاعن ، إلى أضعاف أضعاف ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه أفعالها في القرآن ، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ".
انتهى من " مختصر الصواعق المرسلة " (3 / 745 - 746).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : " وأما صفة الكمال بقيد ؛ فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق إلا مقيدا ، مثل : المكر ، والخداع ، والاستهزاء.
وما أشبه ذلك ، فهذه الصفات كمال بقيد ، إذا كانت في مقابلة من يفعلون ذلك ، فهي كمال ، وإن ذكرت مطلقة ، فلا تصح بالنسبة لله عز وجل ، ولهذا لا يصح إطلاق وصفه بالماكر أو المستهزئ أو الخادع ، بل تقيّد ، فنقول : ماكر بالماكرين ، مستهزئ بالمنافقين ، خادع للمنافقين ، كائد للكافرين ، فتقيدها ؛ لأنها لم تأت إلا مقيدة ".
انتهى من " شرح العقيدة الواسطية " (1 / 143).
وينظر للفائدة : "القواعد الكلية للأسماء والصفات" د.
إبراهيم البريكان (185-194) ، "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى" ، د.
محمد خليفة التميمي (318-329).
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم دفع اشتراك مالي لمتابعة موقع ينشر أفلاما كرتونية تشتمل على محرمات- سؤال وجواب | كيف يكون الزواج معينا على القرب من الله ؟
- سؤال وجواب | بعد التوبة.هل سيغفر الله ذنبي ويستجيب دعائي؟
- سؤال وجواب | أعاني من وخز مؤلم جدا في الصدر عند السعال بسبب شرقة، ما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | ما العلاج المناسب لإزالة حب الشباب من الوجه؟
- سؤال وجواب | البيئة التي حولي سيئة وأنا أريد أن أتوب، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | لدي ضعف جنسي ومشاكل في الخصية والقذف، أفيدوني
- سؤال وجواب | هل يلزم الأم إسكان ابنها في شقة تملكها لأنه بلا عمل؟
- سؤال وجواب | ما يجب تعليمه للطفل
- سؤال وجواب | الطلاق المشكوك فيه كعدمه
- سؤال وجواب | أطفالي يخافون العقاب للحظات ثم يرجعون لحالهم السابق!
- سؤال وجواب | بين الزواج ومشروع تجاري. حيرة شاب
- سؤال وجواب | سرعة القذف وفقدان الرغبة الجنسية، ما علاجها؟
- سؤال وجواب | أثر القلق والتوتر على وخز الصدر
- سؤال وجواب | تقدم لخطبتي شاب سمين وأصغر مني سناً
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا