السلام عليكم.

أعاني من حالة غريبة لا أجد لها تفسيراً، حيث ينتابني شعور بالحزن دون سبب، وأيضاً -ومع الأسف- أعاني من هلوسة، فبدأت أبحث، حتى ظننت أنني مصاب بالاكتئاب، أو مصاب بالحسد، ولكن كل هذه الأشياء غير صحيحة.

وهذه كانت أكبر الأخطاء التي فعلتها في حياتي، حيث أن عقلي صدق أن بي شيئاً، فلم يذهب هذا الشعور عني بتاتاً، أنا أعلم أنه وهم، ولكن لا يمكنني الخروج منه.

أعرف أن نسيان الحزن هو العلاج، فعندما أخرج مع الأهل والأصدقاء يختفي الحزن؛ لأنني أنساه، ولكن عندما أكون لوحدي لا أستطيع نسيانه.

وأشعر أنني عاجز عن فعل أي شيء، بدأت حياتي بالانهيار، فما العلاج؟ ورجاءً لا تطلبوا مني مراجعة الطبيب، فأنا لا أعاني من أي شيء، وإنما أحتاج نسيان ما حدث.

وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - أخي الفاضل - عبر استشارات في موقعنا سؤال وجواب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

اطمئنّ -أخي الفاضل- فلن أطلب منك أن تُراجع طبيبًا نفسيًّا أو غيره، لأنه لا يبدو لي أنك تعاني من اضطراب أو مرض نفسي، وإنما كما يبدو أنك مررت بحادث صعب أو مُحزن، فتتذكّره بين الحين والآخر، ويبدو أيضًا أنك شديد الحساسية، حيث الفكرة يمكن أن تجول في خاطرك وتفتح أبوابًا لأفكارٍ أخرى.

أخي الفاضل: كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمرك؛ لأن ما مررت به ربما يعكس الحالة العمرية التي أنت فيها، عموماً يبدو أنك مررت بحادث أثّر عليك بشكل كبير، وتحاول أن تنساه، ولكن تجد صعوبة في هذا، ومعك حقٌّ، فنسيان الأمور ليس سهلاً.

سأذكر لك -أخي الفاضل- عدة أمور يمكن أن تساعدك على الخروج ممَّا أنت فيه: أولاً: حاول أن تُغيّر طريقة تفكيرك بالتقليل من الأفكار السلبية، والتركيز على الأفكار والأمور الإيجابية بحياتك.

ثانيًا: قد تحتاج أن تُعيد النظر في علاقاتك بالآخرين، محاولاً الابتعاد عن الناس السلبيين الذين يُؤثّرون فيك بشكل سلبي.

ثالثًا: حدَّد المستقبل الذي تريد، فأين تريد أن تذهب؟ وماذا تريد أن تُحقق؟ إنَّا لا نستطيع أن نذهب إلى وجهةٍ مُعيّنة، إذا لم ندرك هذه الوجهة.

رابعًا: حاول أن تسامح نفسك وتغفر لها، بغض النظر عمَّا حدث، فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون.

خامسًا: حاول التوقف عن إرضاء الآخرين، وحاول أن تُرضي نفسك، وانفتح على الأمور الجيدة، وجرّب أموراً جديدة في حياتك تُبعدك عن الماضي الذي يُؤثّر فيك بهذا الشكل.

أدعو الله تعالى لك براحة الصدر والاطمئنان.
.