السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ شهر تقريباً وأمي تعاني من نبض سريع في رأسها، مع وجود صوت شديد في الرأس لدرجة أنها لا تستطيع النهوض، وتختلف أماكن الألم بالرأس أحياناً خلف العينين، وأحياناً في مقدمة الرأس ومؤخرته.

وعندما ذهبت إلى المستشفى أخبروها بأن السبب هو تشنج بعضلات الرقبة وارتفاع ضغط الدم؛ حيث يصل ارتفاع الضغط إلى 190، ومع العلم أن هذا المرض سبب لها ثقلا بالرأس ودوخة وغثيانا وقيئا، وأرقا ونوما متقطعا وصعبا، وحساسية من الأضواء والأصوات العالية.

صرف لها الأطباء بعض الأدوية لكن لا نتيجة.

سؤالي: هل مفعول الدواء يتأخر؟ وما هذا المرض الغريب؟ وأريد علاجا للقلق وتقطع النوم.

أرجو من الله ثم منكم مساعدتي في علاج أمي من هذا المرض المزمن.

ولكم جزيل الشكر...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمر والدتك.

كثرة الأعراض الجانبية لدى بعض الناس - خاصة النساء – في عمر ما بعد الأربعين هي ظاهرة معروفة جدًّا، ونحن نحب أن نسمي هذه الحالات بالأعراض التجسيدية، يعني وجود أعراض جسدية متعددة دون أن يكون هناك مرض عضوي، وهناك إجماع بين العلماء أن هذه الحالات في أغلب الظن هي دليل على وجود اكتئاب نفسي، وحين أقول: (أغلب الظن) أي أن الأمر ليس أمرًا قطعيًا أو يقينيًا.

وحوالي تسعين بالمائة من هؤلاء المرضى حين يعالجون على أنهم يعانون من اكتئاب نفسي – أي من خلال الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاجات الأخرى – تتحسن أحوالهم جدًّا.

فالذي أرجوه ونسبة لوجود هذه الأعراض الجسدية الكثيرة عند الوالدة واتضح أن فحوصاتها سليمة – حسب ما أعتقد – هنا أعتقد أن تناولها لأحد مضادات الاكتئاب سيكون أمرًا جيدًا.

اذهبي بها إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني – وليس من الضروري أبدًا أن تذهب إلى الطبيب النفسي – هذه الحالات كلها في متناول أطباء الأسرة، وهم مدربون على علاجها.

أما فيما يخص ضغط الدم فهذا أمر لا بد أن يُحسم، كان الناس يتحدثون – ولا زالوا يتحدثون كثيرًا – عمَّا يسمى بضغط الدم العصبي، أي أن الإنسان حين يكون متوترًا يترفع ضغط دمه، وأنا قناعاتي ضعيفة جدًّا بهذا الشيء، ومن الملاحظات المثبتة أن كل الذين تم تشخيصهم أنهم يعانون من ضغط عصبي اتضح أنهم يعانون من ارتفاع حقيقي في ضغط الدم، وإن كان هناك ارتفاعًا في ضغط الدم فعلاجه سهل.

والدتك لديها قلق وتقطع في النوم، وهذا يؤكد نظريتنا أنها تعاني من اكتئاب نفسي، اذهبوا بها إلى الطبيب، سوف ترتاح كثيرًا على مضادات الاكتئاب، ومن جانبكم وفّروا لها السند والمساندة الأسرية، وأشعروها بدورها القيم في الأسرة، وأعتقد أن هذا هو علاج حالتها، يُضاف إلى ذلك أنه وجد أن هؤلاء المرضى حين تكون لهم مواعيد ثابتة مع أطبائهم أفضل لهم كثيرًا من أن يتجولون بين الأطباء الآخرين.

أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد..