أريد أن أنتحر، كرهت الحياة، ونفسي، وعندي تبلد مشاعر، وفقدان الشغف، ولا أستمتع بأي شيء، وعندي حزن شديد جداً، ماذا أفعل؟ صارت الحياة لدي بلا طعم، وحتى حب الله لم أعد أستطع الشعور به، ما الحل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً، أريد أن أقول: إن مشاعرك وآلامك مهمة، ونحن هنا لمساعدتك، ومن المهم جدًا أن تعرف أن هناك دائمًا أملاً وحلولاً لما تشعر به، حتى لو بدا الوضع صعبًا الآن.

1.

من الضروري أن تتحدث مع شخص تثق به فورًا، سواء كان أحد أفراد العائلة، صديقًا مقربًا، أو مستشارًا نفسيًا، لا تحتفظ بمشاعرك لنفسك، فالتحدث عنها خطوة أولى نحو الشفاء.

2.

الشعور باليأس وفقدان الشغف يمكن أن يكون علامات للاكتئاب، وهو حالة قابلة للعلاج، والطبيب النفسي أو المعالج يمكنه تقديم الدعم والعلاج اللازم.

3.

أحيانًا، تؤثر صحتنا الجسدية على حالتنا النفسية، حاول الحصول على قسط كافٍ من النوم، تناول طعاماً صحياً، وممارسة الرياضة بانتظام.

4.

حاول القيام بأنشطة تشعرك بالإنجاز والرضا، حتى لو كانت صغيرة، مثل هواية تحبها، التطوع، أو تعلم مهارة جديدة.

5.

تذكر أنك لست وحدك، كثير من الناس يمرون بأوقات صعبة ويشعرون بتحسن مع الوقت والدعم.

6.

إذا شعرت بأفكار انتحارية، فتذكر عقوبة المنتحر، وأنه لن يرتاح من العذاب الذي انتحر بسببه، بل سينتقل لعذاب آخر أشد وأنكى، وهو عذاب دائم مستمر أبدي، فانتبه لذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ).

وللفائدة راجع: ( - - - ).

كما يمكنك الاتصال بخطوط المساعدة المحلية فورًا كخدمة الطوارئ الطبية، أو طلب الإسعاف، فهناك أشخاص مدربون ومستعدون لمساعدتك.

أما بخصوص عدم شعورك بحب الله تعالى، فهذا وضع طبيعي مع الاكتئاب الذي تمر به، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في هذا الجانب: 1.حافظ على الصلوات الخمس، واستخدم هذا الوقت للتقرب من الله أثناء الدعاء، خاصة في السجود، اطلب من الله أن يزيد في قلبك حبه ويقربك إليه، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).

معنى الحديث أن العبد يكون في أقرب حالاته من ربه عندما يكون ساجدًا لله، وذلك لعدة أسباب، منها: أن السجود لله هو أشرف هيئة وأفضلها، وهو غاية التواضع لله تعالى، والسجود فيه إظهار العبودية لله تعالى، والاعتراف بعظمته وقدرته، وفيه كسر النفس وإذلالها، وهو من أعظم أسباب التقرب إلى الله تعالى.

لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يكثروا من الدعاء في السجود، وذلك لأن هذه الحالة من أقرب الحالات التي يكون فيها العبد قريباً من ربه، ولذلك يكون دعاؤه أقرب إلى الإجابة.

اجعل لنفسك وقتًا يوميًا لقراءة القرآن، وحاول فهم معاني الآيات، وتأمل في الرسائل التي تحملها.

حاول أن تجعل لسانك رطبًا بذكر الله والتسبيح في أوقات فراغك، والذكر الدائم يساعد على تذكير القلب بحضور الله ورحمته، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَىِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَىِٕنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد ٢٨].

قضاء الوقت في الطبيعة والتأمل في خلق الله يمكن أن يساعد في تعميق الإحساس بالربط مع الخالق.

دراسة أسماء الله الحسنى وصفاته، تزيد من الفهم والتقدير لله، وتساعد على بناء صلة أقوى به.

العمل التطوعي ومساعدة الآخرين يمكن أن يعزز الشعور بالرضا، والقرب من الله.

7.

الاستماع إلى علماء الدين يمكن أن يزودك بمعرفة وتحفيز لتعميق حبك لله.

8.

تذكر النعم التي أنعم الله بها عليك، وشكره عليها، يمكن أن يساعد في تقوية حبك له.

تذكر دائماً أن العلاقة مع الله هي رحلة مستمرة تنمو وتتطور مع الزمن والصبر والمثابرة، وتذكر دائمًا أن حياتك ثمينة، وأن هناك دائمًا إمكانية للتغيير والشفاء، وأنك لست وحدك في هذا.

دعنا نشرح لك آلية عمل الاكتئاب حتى يحصل لديك تقبل للعلاج: 1.

الاكتئاب ليس مجرد حالة من الحزن العابر، بل هو اضطراب مزاجي يؤثر على مشاعرك، تفكيرك، وسلوكك، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية.

الاكتئاب يتعلق بتغيرات في مستويات بعض النواقل العصبية في الدماغ، خاصة السيروتونين والنورادرينالين، هذه المواد الكيميائية تلعب دورًا مهمًا في تنظيم المزاج والمشاعر.

العوامل الجينية قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب، وكذلك الظروف البيئية مثل الإجهاد المزمن أو تجارب الحياة السلبية.

الاكتئاب يمكن أن يؤثر على الجسم بطرق عديدة، بما في ذلك تغيير الشهية، مشاكل النوم، الإرهاق، والألم المزمن.

العلاج من الاكتئاب ضروري لتحسين نوعية الحياة، ويشمل العلاج عادة مزيجًا من العلاج النفسي والأدوية.

جزء من العلاج يتضمن تعلم كيفية التعرف على الأفكار السلبية، وتحديها وتغييرها.

الدعم من العائلة والأصدقاء يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في التعافي من الاكتئاب.

تذكر أن الاعتراف بوجود مشكلة وطلب المساعدة هو أول خطوة نحو التعافي، والاكتئاب قابل للعلاج ويمكنك استعادة حياة صحية وطيبة.

وللفائدة راجع هذه الروابط: ( - - - - ).

نسأل الله أن يحميك وأن يرزقك الصحة والعافية..