السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أعيش في مشاكل رهيبة بعد أن مات أبي، وأصبحت أخاف جداً من المرض علي وعلى من حولي، لأننا عشنا سبع سنوات نعاني من مرضه، خصوصاً أنه كان في غيبوبة في آخر تسعة أشهر من عمره.

وعندما أتناول طعاماً دسماً أو أشرب مشروبات غازية وأصحو من النوم فإنني أجد قلبي ينبض بسرعة، ولكني لا أجد شيئاً فأعاود النوم مرة أخرى، وأعاني من انسداد دائم بالأنف، وأستخدم نقاط أفرين، وفي الصباح أكون في قمة النشاط ولله الحمد، فأصبحت أخاف من النوم، علماً بأنني أتناول إندرال 40 ملجم في اليوم، فما نصيحتكم؟! وشكراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الارتباط الوجداني مع والدك - رحمه الله - قد أدى إلى ما يعرف بحالة التوحد النفسي، وهذا جعلك تتخوفين من المرض، وهذا أمر لا يلام عليه الإنسان ولكن يجب دائماً أن يتذكر أن الموت حق وأن الأمراض منتشرة ولكن الإنسان في حفظ الله وحرزه.

والأمراض (الغيبوبة والأمراض الشديدة) موجودة، ولكنها في نفس الوقت لا تصيب الجميع، وهنالك الآلاف وربما الملايين يعانون من أمراض شديدة في مختلف أنحاء العالم، ولكنهم ليسوا تحت نظرك أو انتباهك، فالموت هو حقيقة أبدية والأمراض هي ابتلاء، وما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

وبقية الأعراض التي تعانين منها وهي الشعور بتسارع ضربات القلب عند الاستيقاظ من النوم هي مرتبطة بالأكل الدسم أثناء الليل؛ لأن الأكل الدسم يؤدي إلى ارتفاع المعدة مما يضغط على الحجاب الحاجز وهذا يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى أحلام مزعجة، فأنصحك أن تتجنبي الأكل الدسم ليلاً، ويفضل أن يكون طعام العشاء مبكراً وخفيفاً.

وهناك جانب آخر وهو أن الإندرال بالرغم من أنه دواء جيد وممتاز إلا أن تناوله ليلاً ربما يؤدي أيضاً إلى عدم الارتياح في التنفس، وربما يؤدي إلى أحلام مزعجة في نفس الوقت، فأنصحك بتناول الإندرال بجرعة 20 مليجراماً صباحاً و20 مليجرام عند المغرب، وبجانب الإندرال أنصحك بتناول دواء آخر مضاد لأعراض القلق والتوتر والمخاوف التي تعانين منها، وهذا الدواء يعرف باسم سبراليكس، فأرجو تناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم يمكنك التوقف عنه، وهذا الدواء من الأدوية السليمة جدّاً وهو فعال في علاج مثل هذه الحالة.

وأما العلاج السلوكي للخوف من الموت فقد مر معنا في الاستشارات التالية: ( - - - - )، وكذلك الخوف من الأمراض: ( - - - ).

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق..