السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا منال عمري 26 غير متزوجة، ولا أعمل، منذ شهرين وأنا أشعر بحالة خوف وهلع شديدة والسبب أني رأيت فيديو في النت عن عالم الجن والشياطين، ومنذ هذا الوقت وأنا في حالة لا يعلمها إلا الله ورافقتها أعراض من رجفه خفقان في القلب وألم المعدة وغثيان وألم في الساقين وشهية ضعيفة وصداع وتنمل وكثرة غازات.

وأشعر أن بي جان، والحركات التي رأيتها في المقطع أتوهم، أنها فيني وأنها حقيقية؛ لأني أشعر بها فذهبت إلى راقي شيخ وقال أنها وسواس مع خوف ولم أصدقه، وذهبت إلى راقية ولم أخبرها بما أشعر به لكي أعرف ماذا تقول، وعندما سألتها ما هي علتي قالت لا يوجد بك شيء، وبعد مدة رجعت إلى الراقي الأول وقرأ علي، ثم قلت أنا فيني جن قال لا قلت أنا أشعر بخوف شديد، وأيضا إذا قرأت القران يأتي لي خوف قال هذا وسواس مخاوفي لا تلتفتين إليها، ولكن يا دكتور آسفه على الإطالة فأنا أفكر في الموضوع دائما أن بي مس لأن الحركات والكلام الذي شاهدته أثر في بشكل كبير.

كنت إذا ارتعشت يدي أو قدمي أقول هذا الجني مع العلم أني محافظة على صلواتي وأذكاري اليومية وأصوم الاثنين والخميس، وبدأت اقرأ سورة البقرة وتحسنت قليلا عما كنت عليه، وعندما ينطق أي أحد اسم جني أو شيطان أخاف.

هل مشكلتي نفسية أو شيء أخر؟، وهل الأعراض هذه طبيعية؟، أرجو الرد...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، شكرا لك على السؤال.

هناك من الناس ممن هو سريع التأثر بالأفكار والإيحاءات، سواء من خلال الاستماع إلى محاضر مفوه، أو مشاهدة فيلم أو مشهد ما، ويبدو أن طبيعتك من هذه الطبيعة، وربما لكون مقطع الفيديو الذي شاهدت كان مؤثر جدا.

إن الأعراض التي ذكرت من رجفان وخفقان القلب والهلع وألم المعدة والغثيان كلها ردات فعل إنسانية طبيعية لحدث غير طبيعي، وهو مقطع الفيديو المخيف، وليس العكس، فالأمر غير الطبيعي هو الفيديو هذا، وليس خوفك وصدمتك منه.

ولكونك تخافين الله تعالى وتحرصين على طاعته ورضاه.

فأنت تفاعلت هذا التفاعل مع هذا الفيديو، وليس تفاعلك دليلا على ضعف الإيمان والثقة بالله تعالى، بل على العكس.

ستمرّ أيام معدودات، وتتجاوزين هذه الحال التي أنت فيها الآن، ولكن ليس بعد أن تطمئني بالك قليلا، أن الموضوع وببساطة، أنك شاهدت مقطع فيديو "مخيف" بعض الشيء، ونتيجة حساسيتك وسرعة تأثرك بالإيحاءات، تفاعلت هذا التفاعل الشديد.

طبعا شاهد هذا الفيديو الكثير من الناس، ولكن قلة منهم ممن تفاعل هذا التفاعل الشديد، وما هي إلا أيام وستخرجين مما أنت فيه.

مارسي بالإضافة للصلاة والأذكار والصوم بعض الرياضة التي ترتاحين لها، أو بعض الهوايات التي تحبين، واخرجي للطبيعة للمشي ورؤية جمال الطبيعة التي منحها الله تعالى لنا "وانظروا إلى ثمره." حفظك الله من كل سوء، ويسّر لك الخير..