أنا شاب عمري 16 سنة من المغرب, مشكلتي هي أنني مريض بالوسواس القهري، وسؤالي هو: أنا كنت قد أدخلت القرآن الكريم في هاتفي لأقرأ فيه عندما لا أكون في المنزل، وقد قمت بإدخاله مرة أخرى، والمشكلة هي أنني عندما حذفت أحدهما بدأت تأتيني وساوس بأنني استهنت بالقرآن الكريم، لكني – والله - ما قصدت ذلك، علمًا أنه ما زال معي القرآن الذي أدخلته في المرة الأولى فساعدوني - جزاكم الله خيرًا -.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ الهاشمي عبد الصمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب - في استشارات موقعنا، ونسأل الله تعالى أن يُذهب عنك ما تجد من آثار هذه الوساوس، وأن يُلبسك لباس العافية.

ما فعلته - أيها الحبيب - ليس فيه أي شائبة من الاستهزاء بالدين أو بالقرآن الكريم، وما تعانيه من الحزن بسبب هذا التصرف إنما هو آثار من آثار الوساوس التي تعيشها، فاصرف نفسك عن التفكر فيها، واعلم بأنك على إسلامك وإيمانك، وأن الشيطان يحاول أن يُدخل الحزن إلى قلبك ليصدك عن دين الله تعالى ويبغضه إليك، ودواء الوساوس - أيها الحبيب - بالإضافة إلى الأسباب الحسية من عرض نفسك على الأطباء، ومحاولة البحث عن الدواء الحسي، فإن هناك دواء نبويًّا أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم الموسوسين، يتمثل في جزأين أساسيين، نحن على ثقة من أنك إذا جاهدت نفسك بتعاطيهما والعمل بوصية نبينا صلى الله عليه وسلم فإنك ستُشفى - بإذن الله تعالى -.

لخص النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوصية بقوله: (فليستعذ بالله ولينته) فالجزء الأول: الاستعاذة بالله – أي: طلب الحماية منه - فإذا عرضت لك وساوس من هذا القبيل فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وإذا علم الله عز وجل منك الصدق في اللجوء إليه فإنه لن يتركك ولن يخذلك.

والجزء الثاني قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (ولينته) أي: يُعرض عن الانجرار وراء الوساوس والتفاصيل التي تُمليها عليه، فاصرف نفسك عنها، واشتغل بغيرها، وإذا سلكت هذا المسلك فإنك ستُشفى - بإذن الله تعالى - عن قريب.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بعاجل الشفاء.
.