ذهبت مع أهلي وزوجي لعمرة رمضان وأنا حائض ، وعند وصولنا للميقات لم أنو العمرة ( لتيقني بأنني لن اغتسل قبل موعد عودتنا لبلدنا ، و لم أخبر أحدا بذلك ) ـ وقبل موعد مغادرتنا مكة بساعات أخبرني والدي بأنه يجب علي الطواف و السعي ، حتى وإن لم أغتسل ( و كان قد لبس إحرامه ليرافقني ) ، فخجلت أن اخبره بأنني لم أنوي العمرة في الميقات ، وبأنني أيضا قد قصرت من شعري ووضعت الكحل في عيني وأن زوجي داعبني.
، ( من غير جماع ) ، ولخجلي من أن أخبر والدي فقد استحممت وتوضأت ورافقته (فطفت و سعيت و قصرت شعري بعد أن انتهيت) وعدنا إلى بلدنا.
فما حكم كل ما فعلت ؟ و ماذا يجب علي فعله حتى أكفر عما بدر مني؟.
الحمد لله.
أولا : لا حرج فيما ذكرت من قص الشعر ووضع الكحل والمداعبة ؛ لأنك لم تحرمي بالعمرة قبل ذلك.
ثانيا : ما قمت به من الطواف والسعي والتقصير ، فيه تفصيل : 1- فإن كنت فعلت ذلك بلا نية ، أي لم تحرمي ولم تنوي العمرة حين دعاك والدك للطواف والسعي ، فهي أفعال لاغية لا يترتب عليها شيئا ، ولا يكتب لك بها ثواب العمرة.
وكان ينبغي أن تصارحي والدك بأنك لم تنوي العمرة ؛ لأن الأعمال التعبدية لا تفعل إلا على وجه التعبد والتقرب إلى الله.
2- وإن كنت نويت الإحرام ، أي الدخول في العمرة قبل الإتيان بهذه الأفعال ، فهذه عمرة صحيحة عند من لا يشترط الطهارة للطواف ، كما هو مذهب الحنفية وأحمد في رواية ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة من العلماء ، لكن الحنفية يوجبون في ذلك بدنة ، وأحمد يوجب شاة ، وشيخ الإسلام لا يوجب في ذلك شيئا.
ولو أنك وكلت من يذبح عنك شاة في مكة ، ويوزعها على الفقراء والمساكين ، كان خيرا لك وأحوط لعبادتك.
ومن أتى مكة غير ناوٍ للعمرة ، ثم بدا له أن يعتمر ، لزمه الخروج إلى الحِلِّ ، التنعيم أو غيره ليحرم منه ، فإن أحرم من مكانه فعليه دم ، وهو شاة توزع على فقراء الحرم.
ولهذا إن كنت أديت هذه الأفعال بنية العمرة ، لزمك دم ؛ لكونك لم تخرجي إلى الحل.
والله أعلم ..