مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | يزعمون أنه تفوح منه رائحة العطر ، فهل يعد ذلك من الكرامة ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | طرق علاج مرض الفصام والتعامل مع المريض- سؤال وجواب | أعاني من انتفاخ أعلى البطن من الجهة اليمنى، أرجو الإفادة.
- سؤال وجواب | لا يوجد في القرآن حشو أو تكرار لمعنى من غير فائدة
- سؤال وجواب | علاج ضرس العقل الملتهب المؤلم
- سؤال وجواب | أختي ستتركني وتدخل الجامعة وسأكون بلا رفيق، فما مشورتكم؟
- سؤال وجواب | تقدم لخطبتي شخص مناسب ولكني أحب غيره، فكيف أتصرف؟
- سؤال وجواب | أسباب ارتجاع المريء وعلاجه
- سؤال وجواب | حكم من صدم امرأة مريضة فأصيبت بكسر ثم ماتت بعد مدة
- سؤال وجواب | أعاني من انسداد الأذن وألم في الرأس ودمامل في الإبط، فما علاج كل ذلك؟
- سؤال وجواب | هل تخصيص الوالدين أحد أبنائهم لينام في غرفة وحده يخالف وجوب العدل بين الأولاد ؟
- سؤال وجواب | اضطربت دورتي، فكيف لي أن أحسب موعدها وأضبطه لرغبتي في الحمل؟
- سؤال وجواب | أعاني من نحافة شديدة وتساقط في الشعر ومن البواسير. فما الحل؟
- سؤال وجواب | خائفة من تصرفات ابني. ومخالفاته الجنسية.
- سؤال وجواب | القلق النفسي دمر حياتي!
- سؤال وجواب | كراهية الصلاة إلى جهة النائم والجالس
حقاً أنا متحيرة فهناك امرأة من أقربائي ، أخبرتني بأن أباها رجل متدين وصالح ، وهناك عطر يفوح منه على الدوام ، وتقول : بأن هذا يزداد حين تقوم أختها بالاعتكاف فهي أيضاً يفوح منها عطر في كل مكان.
فهل هناك أي واقعية في هذا الأمر ؟ وهل تخرج من الناس الصالحين المداومين على العبادة رائحة تنبئ عن صلاحهم وأنهم صالحين جداً ؟.
الحمد لله.
ليس هناك ارتباط من حيث الأصل بين صلاح الرجل وطاعته وعبادته ، وأن يحصل له ريح طيبة في الدنيا ، كريح العطر والطيب ونحو ذلك.
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم سادات الأولياء والصالحين من هذه الأمة ، خدام أنفسهم ، وربما عمل الواحد منه في مهنته ، فتعرق ، فتغير ريحه ؛ كما روى البخاري (2071) ، ومسلم (847) قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ ، فَقِيلَ لَهُمْ : ( لَوِ اغْتَسَلْتُمْ ) ! ".
لكن إن كان المخبر بذلك عن بعض من رآه ، واستوثق بحاله ، من أهل الصدق والصلاح والأمانة في النقل والديانة ، فلا ينكر حصول مثل ذلك كرامة لبعض الصالحين ، متى كان النقل بذلك ثابتا ، كما قلنا.
وحصول الكرامة من الله تعالى لعباده الصالحين أمر ثابت شرعا وقدرا ، وهو من كريم منته وعاجل مثوبته لعباده المؤمنين.
غير أنه ليس كل ما خرق العادة وجاء على خلافها يعدّ من الكرامات ، بل لا بد من النظر في العبد وما هو عليه من حال : فإن كان من المؤمنين الصالحين المستقيمين على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، غير المبدلين ولا المحرفين ، وكان ما يقع له لا يخالف الشرع : فيرجى أن يكون ذلك كرامة من الله تعالى له ، ورزقا من الله لمن شاء من عباده الصالحين.
أما إن كان من الجاهلين المبدلين المنحرفين عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم : فليس من الكرامة في شيء ؛ بل إما أن يكون الناقل كاذبا ، كما هو حال كثير من الدجاجلة ، وأتباع المحرفين المفتونين ، أو يكون ما يرى منه إنما هو من قبيل المخاريق وحيل الكاذبين.
وأشد ما يكون من ذلك أن يمكر الله بصاحبه ، فيسوق على يديه من الخوارق ، ما يكون فتنة ، وفتنة لكل مفتون ، يختبر بها إيمانه وصدقه ، ويظهر بها مكنون صدره ، وسوء طويته.
ومن ذلك ما حصل للحارث بن سعيد الدمشقي الكذاب الذي كان يعبد الله ، ثم فتن في دينه وادعى النبوة حتى دعا الناس إلى تصديقه فتبعه خلق كثير ، قال ابن كثير رحمه الله : " قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ : ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْكَذَّابُ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ، فَعَرَضَ لَهُ إِبْلِيسُ وَكَانَ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا زَاهِدًا ، لَوْ لَبِسَ جُبَّةً مِنْ ذَهَبٍ لَرُئِيَتْ عَلَيْهِ الزَّهَادَةُ وَالْعِبَادَةُ ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ مِثْلَ تَحْمِيدِهِ ، وَلَا أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِهِ ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ : يَا أَبَتَاهُ ، أَعْجِلْ عَلَيَّ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَشْيَاءَ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ الشَّيْطَانُ قَدْ عَرَضَ لِي ، قَالَ : فَزَادَهُ أَبُوهُ غَيًّا عَلَى غَيِّهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُوهُ : يَا بُنَيَّ ، أَقْبِلْ عَلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) وَلَسْتَ بِأَفَّاكٍ وَلَا أَثِيمٍ ، فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَكَانَ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ رَجُلًا رَجُلًا فُيُذَاكِرُهُمْ أَمْرَهُ ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ، إِنْ هُوَ يَرَى مَا يَرْضَى : قَبِلَ ، وَإِلَّا كَتَمَ عَلَيْهِ.
قَالَ : وَكَانَ يُرِيهِمُ الْأَعَاجِيبَ ; كَانَ يَأْتِي إِلَى رُخَامَةٍ فِي الْمَسْجِدِ ، فَيَنْقُرُهَا بِيَدِهِ فَتُسَبِّحُ تَسْبِيحًا بَلِيغًا ، حَتَّى يَضِجَّ مِنْ ذَلِكَ الْحَاضِرُونَ.
قُلْتُ [ القائل هو الحافظ ابن كثير] : وَقَدْ سَمِعْتُ شَيْخَنَا الْعَلَّامَةَ أَبَا الْعَبَّاسِ ابْنِ تَيْمِيَةَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، يَقُولُ: كَانَ يَنْقُرُ هَذِهِ الرُّخَامَةَ الْحَمْرَاءَ الَّتِي فِي الْمَقْصُورَةِ : فَتُسَبِّحُ ، وَكَانَ زِنْدِيقًا.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي رِوَايَةٍ : وَكَانَ الْحَارِثُ يُطْعِمُهُمْ فَاكِهَةَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ ، وَفَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ ، وَكَانَ يَقُولُ لَهُمْ : اخْرُجُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الْمَلَائِكَةَ ، فَيَخْرُجُ بِهِمْ إِلَى دَيْرِ الْمُرَّانِ ، فَيُرِيهِمْ رِجَالًا عَلَى خَيْلٍ ، فَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ بِشْرٌ كَثِيرٌ ".
انتهى من "البداية والنهاية" (12/ 286-287).
ولذلك قال الإمام الشافعي رحمه الله : " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة ".
انتهى من"البداية والنهاية" (13 /251).
فحقيقة الكرامة وغايتها : لزوم الاستقامة.
وقد يبتلى العبد الصالح بشيء من ذلك فيرى فيه خلاف الشرع ، فيعلم أنه من الشيطان ؛ كما حصل للشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله ، فحكى عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه قال : " كُنْت مَرَّةً فِي الْعِبَادَةِ ، فَرَأَيْت عَرْشًا عَظِيمًا وَعَلَيْهِ نُورٌ ، فَقَالَ لِي : يَا عَبْدَ الْقَادِرِ ؛ أَنَا رَبُّك ، وَقَدْ حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك ! قَالَ : فَقَلَتْ لَهُ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ ؟! اخْسَأْ يَا عَدُوَّ اللَّهِ ! قَالَ : فَتَمَزَّقَ ذَلِكَ النُّورُ ، وَصَارَ ظُلْمَةً ؛ وَقَالَ : يَا عَبْدَ الْقَادِرِ ، نَجَوْت مِنِّي بِفِقْهِك فِي دِينِك ، وَعِلْمِك ؛ لَقَدْ فَتَنْت بِهَذِهِ الْقِصَّةِ سَبْعِينَ رَجُلًا ! فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ عَلِمْت أَنَّهُ الشَّيْطَانُ ؟ قَالَ بِقَوْلِهِ لِي : " حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك " ، وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُنْسَخُ وَلَا تُبَدَّلُ ، وَلِأَنَّهُ قَالَ : أَنَا رَبُّك وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُولَ : أَنَا اللَّهُ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا أَنَا ! " انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/ 172).
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كراهية الصلاة إلى جهة النائم والجالس- سؤال وجواب | بلغت من العمر 45 هل يحتمل حدوث حمل عند التوقف عن تناول حبوب منع الحمل؟
- سؤال وجواب | ما علاج التهاب الجيوب الأنفية؟
- سؤال وجواب | كسر في ضرس العقل يؤلمني عند تناول الطعام واللمس، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | إبراء المطلق من بعض مؤخر المهر
- سؤال وجواب | حكم إجراء عملية جراحية نسبة نجاحها ضعيف وقد تسبب الوفاة
- سؤال وجواب | أشعر بالوحدة الشديدة مما جعلني أكره نفسي ومن حولي وأرغب بالانتحار
- سؤال وجواب | تعلم الحلال والحرام من آكد الواجبات
- سؤال وجواب | مصير قابيل
- سؤال وجواب | كيفية التصرف بالكنز المدفون
- سؤال وجواب | ما سبب ارتفاع هرمون الحليب؟
- سؤال وجواب | نافعة لعلاج صداع الرأس الناتج عن التوتر؟ (amitriptyline)هل
- سؤال وجواب | علاج المصاب بـ(الرهاب الاجتماعي)
- سؤال وجواب | ما سبب الألم والوخز تحت الإبط بدون أي أعراض؟
- سؤال وجواب | معنى حديث: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر.
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا