السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمارس العادة السرية منذ أربعة أعوام، وطوال هذه الفترة حاولت التخلص منها ولكن بلا جدوى، مشكلتي هي ضعف الإرادة، لا أقوى على تركها لأكثر من ثلاثة أيام، إرادتي ضعيفة لأقصى حد، لا أدري ماذا سيحدث أيضًا، فذاكرتي لم تعد كالسابق، وتدنى مستواي الدراسي، تدهورت حياتي في سنة مصيرية كهذه، فأنا في السنة الأخيرة في الصف الثالث الثانوي! قرأت استشاراتكم عبر الموقع، ولا فائدة، إرادتي منحطة وهزيلة، أفيدوني ماذا أفعل؟ وفصلوا الكلام ولا تجملوا، وأتمنى أن يجيب عن رسالتي أكثر من متخصص.

وشكرًا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في في موقعنا سؤال وجواب، وردًا على استشارتك أقول: الرسائل السلبية التي يرسلها البعض لأنفسهم لها تأثير سلبي جدا، إذ يستقبلها العقل ويتبرمج وفقها، بل ويبرمج الكثير من أعضاء الجسم بموجبها.

لقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يحارب تلك الرسائل السلبية، ويعزز من ثقة الناس بأنفسهم، فلقد أتاه مجموعة من الصحابة وكانوا قد تراجعوا من الصفوف الأمامية في القتال، فقال لهم من أنتم: قالوا نحن الفرارون -يعنون الذين فررنا من المعركة-، فقال بل أنتم العكارون، ومعنى العكارون -الكرارون العطافون-، أي المنحازون إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فانظر كيف غير تلك الرسالة السلبية برسالة إيجابية.

أنت فيك من الصفات الإيجابية الشيء الكثير، لكنها كامنة في نفسك، فأنت صاحب إرادة قوية وليست ضعيفة، لكنك تضعف تلك الصفة برسائلك السلبية، فامح تلك الرسالة، وأبدلها برسالة إيجابية، فكرر في نفسك أنك قادر على تغيير حياتك، وأنك قادر على ترك تلك العادة القبيحة.

كن على يقين أنك قادر على ترك هذه العادة، كما أن عندك قدرة على أن تترك الكثير من العادات، مثل: تركك للطعام والشراب أثناء الصوم.

جاهد نفسك في تركها، وإن حصل تعثر فعاود الكرة وستبدأ المسافات تتباعد في ممارستها، ومع المجاهدة ستتمكن من تركها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى، وانكسر بين يديه، وصب الدمع بعتبات بابه، وتحين أوقات الإجابة، واعترف بخطيئتك، وارتكابك لأمر نهى عنه، وسله أن يتوب عليك، وأن يعينك ويوفقك للترك، فالله أمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ}، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

عليك أن تقرأ في مضار هذه العادة، والتي منها ما بدأ يظهر عليك من شرود الذهن، ووهن الذاكرة، والتراجع في تحصيلك العلمي، فذلك أدعى أن تقلع عنها.

إدمان ممارسة العادة السرية قد يتسبب في فقدانك القدرة على معاشرة زوجتك في المستقبل؛ لأن العقل يتبرمج عليها، وعند فقدانها يحدث ضعف في الانتصاب، وهذه مفسدة عظيمة وضرر كبير.

ابتعد عن كل المناظر التي تثير شهوتك، ولا تختلِ بنفسك، وأكثر من الصوم، فإن الصوم يحد من الشهوة، كما أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).

أشغل نفسك بكل عمل مفيد، ومارس الرياضة بشكل يومي، وقلل من الأطعمة التي تهيج الشهوة: كالبيض، والأسماك، والسكريات، فذلك من السبل التي ستعينك في تخفيف شهوتك.

وجه جهدك نحو التحصيل العلمي، وانظر إلى مستقبلك، ففيه السعادة الحقيقية، واللذة الدائمة التي تحقق لك النفع -بإذن الله -، وابتعد عن اللذة الآنية التي تعود عليك بالضرر.

استعن بالله ولا تعجز، وكن متوكلاً على الله ، فمن توكل على الله كفاه، ومن استعان به أعانه.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يعينك على ترك هذه العادة القبيحة، وأن يوفقك في دراستك إنه سميع مجيب.

هذا، وبالله التوفيق..