السلام عليكم.

مشكلتي أني أعاني من سوء تعامل زوجي معي، بالكلام الجارح وعدم الاهتمام، فزوجي يعمل في مدينة مختلفة وبعيدة عن السكن ولا أراه ثلاثة أيام في الأسبوع، مع هذا لا يتصل يسأل عن أحوالي، وحتى إن مرضت يقول اذهبي لأهلك، أحياناً يضربني، وبخيل.

للأمانة على بيته لا يقصر، أما على نفسه مقصر جداً، حتى لو طلبت غرضاً بسيطاً يقول: اشتريه من أموالك، والأكثر من ذالك، يسمح لأهله أن يتدخلوا في حياتي بشكل فظيع، وإذا طلبت منه طلباً أسرع لأهله لأخذ رأيهم.

الأدهى من ذلك: كل مناقشتنا أو ما يدور بيننا ينقله لأهله، فأهله يتحكمون به بكل حركة "لا تدلعها " ولا لا لا، حتى الأمور التي يجب أن لا تقال أكثر من مرة سمعت زوجي يتحدث من خلفي بالأسوأ عني، وحين أصارحه يقول أنه لم يقل مع أني أسمعه بأذني، وضربني وذهبت بيت أهلي لكني اكتشفت أني حامل فرجعت لأجل ابني وقلت: آمل أن يتغير، لكن لم يتغير شيء.

أجهضت فلم يأتي للمستشفى لزيارتي، وحتى لم يقل: الحمد لله على السلامة، إنما هددني بالطلاق وأمه تشجعه عليه، لم يهتم بأني مريضة ولا أني أجهضت عمدا، وهو صدقها مع هذا رجعت معه وأنا متعبة، لكن أصبح أكثر قسوة، وأصبح ينام في غرفة أخرى، وكلما أعاتبه على تصرفه يقول: المحكمة عندك، اذهبي اشتكي وادفعي لي كل مهري وذهبي وأطلقك.

والله تعبت من هذا الرجل، ففي وقت الأزمات أبحث عنه لا أجده حولي، وهذا نقطة من فيض مع هذا الرجل، أنا الآن في بيت أهلي من شهر تقريباً، ولم يسأل عني ولا عن أحوالي حتى النفقة قطعها عني.

لا أدري هل أرجع هكذا من نفسي وأنا أدري إن رجعت سأعيش بذل أكثر! ما هو الأفضل لي؟ وحقيقة أنا صليت كثيراً صلاة الاستخارة، ومرة حلمت أن أهله يصبون عليه الأرز غير مطبوخ، ويطلبون مني أكله.

وأنا كنت أختنق لأنه غير مطبوخ، وكنت أرى بعض إخوته يصلون لكني كنت أستغرب لأنهم كانوا يصلون معنا وثيابهم كانت متسخة بدم حيض! ومرة حلمت بزوجي مع رجل أنا أعرفه لكن زوجي لا يعرفه في الحقيقة، وهذا الرجل معروف بسوء أخلاقه، وكان يتمشى مع زوجي، وحين رأيته مع هذا الرجل استغربت، وكنت أهرب منهم حتى لا يرياني.

والله أعلم إذا كان هذان حلمين غير أم لا.

والحمد لله على كل شيء، وجزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك سؤال وجواب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح حالك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يصلح لك زوجك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أراه بعد هذه المحاولات المتكررة من قِبلك ألا تعودي إليه بنفسك؛ لأن هذا فعلاً سيؤدي إلى مزيد من الامتهان والاحتقار، ولكن أنصح بالاستعانة ببعض الثقات الصالحين من ذوي الوجاهة، لمحاولة الإصلاح ووضع حد لهذه الحياة الكئيبة، وإن تكررت المحاولة فلا مانع، حتى نقطع الطريق على الشيطان ونأخذ بالأسباب كما أمرنا الشارع الحكيم.

فإن قدّر الله لهذه الوساطات أن تؤتي أكلها، فلابد من وضع ضوابط وشروط للحياة الجديدة، تحفظ ماء وجهك وتحد من تدخل أهله في حياتكما، وإن كان الأمر على خلاف ذلك فإن الرؤى التي رأيتها تدل فعلاً على ما تعانين منه من مشاكل، وأن غالبها من قبل أهله فعلاً.

وأما عن الرجل السيء الذي رأيته مع زوجك فهذا دليل على أنه قد تقوم بينهما علاقة تجارية أو مشاريع مشتركة مستقبلاً، وأوصيك بالدعاء بصلاح الحال.

فاجتهدي في ذلك، وثقي من أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثري منه، فإن لم يستجب زوجك لتلك المحاولات فليس أمامك إلا القضاء.

والله الموفق..