السلام عليكم.

قد حدث فراق بيني وبين زوجتي، وقد كانت بيننا الكثير من المشاكل، ولكن في الوقت الحاضر قد عادت إلى الله والتزمت في الصلاة، وادعت أنها كانت تفعل الكثير من الأمور دون وعي.

فقرأت عليها الرقية قبل أيام فأصبحت تستفرغ، ومن ثم نصحتها بقيام الليل والدعاء، وهي في السجود وهي وتدعو الله أصبحت تتخيل أن هناك شخصا مخيفا يقف فوق رأسها، فأصابها الهلع، وخافت أن تفتح عينيها.

أريد أن عرف هذه الأعراض وسببها، وهل يمكن لساحر أن يتحكم بالمسحور؟ وشكرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول: مسألة السحر وما شابه من المسائل الشائكة والغيبية؛ لأن كل إنسان يمكن أن يدعي ذلك، ولا أعني أن الجميع يكذبون، لكن الكثير من الأعراض لا تكون سحرا ولا حسدا، مع أننا نؤمن بوقوع السحر، وبقدرة الساحر إن استطاع سحر أي شخص أن يتحكم بالشخص عن طريق الشيطان الذي يسكن في جسم الآدمي، فالسحر ثابت في القرآن الكريم وبالسنة النبوية، ولا ينكره إلا جاهل أو معاند، يقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وفي الحديث الصحيح أتت امرأة إلى رسول -الله صلى الله عليه وسلم- وشكت مرض ولدها وأنه يصرع في اليوم مرتين، فبصق النبي -صلى الله عليه وسلم- في فيه وقال: (اخرج عدو الله فإني رسول الله ) فتعافى الطفل.

وثبت في صحيح مسلم أن لبيد بن الأعصم سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان يرى أنه يأتي أهله ولا يأتيهم.

من المحتمل أن تكون زوجتك مصابة بمس، وعليه فلا بد من الاستمرار بالرقية الشرعية صباحا ومساء، فإن عجزت عن ذلك فابحث عن راق أمين وثقة ليرقيها، فإن تبين أنها مصابة فاستمروا بالرقية حتى تشفى، ولتكن أنت معها أثناء الرقية.

نوصيها بالاستقامة على دين الله ، وبأداء الصلاة في أوقاتها، والإكثار من نوافل الصلاة والصوم، وتلاوة القرآن الكريم واستماعه، مع المحافظة على أذكار اليوم والليلة بكاملها، والاجتهاد في ألا تغضب، وتحصين نفسها بالذكر وخاصة أثناء الدورة الشهرية، فكثير من النساء يغفلن عن ذكر الله تعالى؛ ولأن السحر يمكن أن يتجدد أو يقوى في حال بدأتم بالرقية لذلك فالتحصين مطلوب.

تضرعا بالدعاء بين يدي الله تعالى أثناء السجود، وسلا من الله الشفاء، وأكثرا من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

عليها أن تلزم الاستغفار، وتكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه- وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يشفي زوجتك شفاء لا يغادر سقما.

آمين..