السلام عليكم ورحمة الله.

والدتي -حفظها الله - تعاملنا نحن البنات معاملة مختلفة عن الأولاد، وتفرق بيننا في المعاملة، مع العلم أننا نهتم بها أكثر، نزورها ونسعى في رضاها، ولا نخطئ باللفظ عليها، ولكنها رغم هذا فإن معاملتها لنا سيئة لدرجة أننا نحس أنها زوجة أبينا، وليست والدتنا.

كما أن بعض تصرفاتها ومعاملتها لنا أدت إلى أن تفرقنا نحن البنات عن إخوتنا الشباب، لدرجة أنهم لا يكلمونا ولا يسلمون علينا، وكأنه لا تربطنا بهم أية صلة، رغم أنه لم يحدث بيننا وبينهم أية مشاكل، وهذا كله يعود إلى حديث والدتنا عنا أمامهم بسوء، فماذا نفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -أيتها الأخت الكريمة- في استشارات موقعنا، وقد أحسنت بالإحسان إلى والدتك وحرصك على نيل رضاها، وهذا واجب عليك؛ فإن حق الأم عظيم، ومهما فعلت من إحسان إليها فإنك لن تردي إليها عشر معشار ما فعلته هي لك، بل ولا أقل من ذلك، فاحذري -بارك الله فيك- أن يسول لك الشيطان ويزين لك استعظام ما تفعلينه مع أمك من إحسان؛ فإنه في الحقيقة قليل قليل.

وعلى فرض أن أمك أساءت إليك في موقف من المواقف، فاعلمي أنك مأمورة بالإحسان إليها مهما أساءت إليك، فقد أمر الله تعالى بمصاحبة الوالدين الكافرين -اللذين يجاهدان ولدهما ليكفر- بالمعروف، فقال سبحانه:{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً}.

وأما ما تجدينه من تفاوت في تعامل أمك حين تتعامل مع بناتها وأبنائها؛ فربما كان سببه ما تجده وتؤمله من أبنائها الذكور مع بعد البنات عنها، وربما كانت المبالغة فيكنّ في تصور حقيقة الموقف مجرد غيرة منكن، وربما كان غير ذلك.

ونصيحتنا لعلاج كل هذا تتمثل في: أن تصبري وتجاهدي نفسك على المبالغة في الإحسان إلى أمك وتتلمسي رضاها، وكوني على ثقة بأن الإحسان هو خير ما يتألف به القلوب.

فابحثي عن أسباب رضا أمك واجتهدي في فعل ما تقدرين عليه، مع الصبر على إساءتها إن هي أساءت إليك، وكوني حريصة على أن تفعلي ذلك ابتغاء رضا الله تعالى ونيل ثوابه، وسيجعل الله لك مودة ومحبة في قلوب أمك وإخوتك فهذا وعد الله تعالى الذي لا يتخلف، فقد قال جل شأنه: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً}.

وفقك الله تعالى لكل خير..