مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل صح حديث ( لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ ) ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أشعر بغثيان وتخمة وآلام مبرحة في المعدة. ما الأسباب والعلاج؟- سؤال وجواب | هل قلب النعال أمر محرم؟
- سؤال وجواب | دعاء لا يستجاب
- سؤال وجواب | هدايا العمال رشوة
- سؤال وجواب | كيف أتجاوز مشكلتي مع الدراسة؟
- سؤال وجواب | ما أسباب وعلاج الصداع المتكرر؟
- سؤال وجواب | لدواعي السفر أهلي ومن يريد خطبتي يريدونني أن أخلع النقاب، فما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | الرضاع لا يحرم إلا إذا كان مستوفي الشروط
- سؤال وجواب | تفسير قوله تعالى: (رب المشرقين ورب المغربين)
- سؤال وجواب | محتار بين من اختارها لي والداي وبين أخرى تعاهدت معها على الزواج!
- سؤال وجواب | يشعر أبي بعد الطعام بالغثيان والقيء فهل قرحة المعدة هي السبب؟
- سؤال وجواب | حكم من أدى العمرة وهو لابس سروالا جاهلا
- سؤال وجواب | كراهية المرء تبرج أهله دليل إيمان وغيرة
- سؤال وجواب | رزقت بطفل معاق، فهل يحتمل أن أرزق بمعاق آخر؟
- سؤال وجواب | كيفية دفع الوساوس عند المذاكرة
بما أنه كان أبو بكر رضي ألله عنه أحب الرجال إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فكيف يمكن أن يقول : " إذا كان من نبي بعدي سيكون عمر" ، رضي الله عنه ؛ لماذا لا يكون أبو بكر رضي الله عنه ؟ وهل هذا الحديث صحيح أم ضعيف ؟.
الحمد لله.
أولا : روى الإمام أحمد (
17405)
، والترمذي (3686) ، والحاكم (4495) من طريق مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ).وهذا الحديث اختلف فيه أهل العلم : فصححه الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الترمذي ، وكذا حسنه الألباني في " صحيح الترمذي ".
انتهى "المنتخب من علل الخلال" (ص 191).
وعلته : مشرح بن هاعان ، فإنه وإن وثقه ابن معين ، فقد قال ابن حبان : " يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها ، فالصواب ترك ما انفرد به ".
انتهى من "تهذيب التهذيب" (10/ 155).
وهذا مما انفرد به عن عقبة ، فهو منكر على قول ابن حبان ، وهو مما يتوافق مع قول الإمام أحمد.
وله شاهد من حديث عصمة ، رواه الطبراني في "الكبير" (475) وفي إسناده الفضل بن المختار ، قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة ، يحدث بالأباطيل.
وقال الأزدي: منكر الحديث جدا.
وقال ابن عدي : أحاديثه منكرة، عامتها لا يتابع عليها.
"ميزان الاعتدال" (3/ 358).
وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد ، قال الهيثمي : " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ بَشِيرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ ".
انتهى من "مجمع الزوائد" (9/ 68).
وعبد المنعم بن بشير متروك متهم ، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال الختلى : سمعت ابن معين يقول: " أتيت عبد المنعم ، فأخرج إلي أحاديث أبي مودود ، نحوا من مائتي حديث كذب ".
انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 669).
فهذان الشاهدان لا يعتد بهما لضعفهما الشديد.
وينظر : تعليق محقق "المنتخب من علل الخلال" (190-192).
ثانيا : على القول بصحة الحديث : لماذا قال ( لو كان بعدي نبي لكان عمر ) ولم يقل : لكان أبو بكر " فإن أبا بكر رضي الله عنه أفضل من عمر باتفاق أهل السنة ؟ للعلماء في ذلك أقوال : - منها : أن هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، ومثل هذه الأمور لا تنبني على المقاييس أو التقديرات العقلية ؛ فلو قدر أن يكون بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي لكان عمر ، وإذاً لهيأ الله لذلك أسبابه ، ولجعل عمر رضي الله عنه أهلا لذلك ، ولكمل خصاله لتتأهل إلى مقام النبوة.
- ومنها : الإخبَار أَنَّ النُّبُوَّةَ لَيْسَتْ بِاسْتِحْقَاقٍ وَلَا بِعِلَّةٍ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ يَسْتَحِقُّ بِهَا النُّبُوَّةَ وَيَسْتَوْجِبُ الرِّسَالَةَ، بَلْ هُوَ اخْتِيَارٌ محض مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاصْطِفَاءٌ.
قال أبو بكر الكلاباذي رحمه الله : " أَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ ، كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَمَّا لَا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ ، بِقَوْلِهِ : (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) الأنعام/ 28 ، بِقَوْلِهِمْ : ( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ) المؤمنون/ 107 ، فَكَذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ) فِيهِ إِبانةٌ عَلَى الْفَضْلِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَالْأَوْصَافِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْأَنْبِيَاءِ ، وَالنُّعُوتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمُرْسَلِينَ.
فَأَخْبَرَ أَنَّ فِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْصَافًا مِنْ أَوْصَافِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَخِصَالًا مِنَ الْخِصَالِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْمُرْسَلِينَ، مُقَرَّبٌ حَالُهُ مِنْ حَالِ الْأَنْبِيَاءِ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ -.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مَعْنًى آخَرُ، وَهُوَ إِخْبَارٌ أَنَّ النُّبُوَّةَ لَيْسَتْ بِاسْتِحْقَاقٍ ، وَلَا بِعِلَّةٍ تَكُونُ فِي الْعَبْدِ يَسْتَحِقُّ بِهَا النُّبُوَّةَ ، وَيَسْتَوْجِبُ الرِّسَالَةَ ، بَلْ هُوَ اخْتِيَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَاصْطِفَاءٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) آل عمران/ 179 ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ) الحج/ 75 ، وَقَالَ تَعَالَى : ( لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ) الزخرف/ 32 ؛ فَكَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى أَوْصَافِ الرُّسُلِ وَالْأَنْبِيَاءِ - عَلَيْهِمُ السَّلَامُ - وَأَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَمَعَ مِنْهَا كَثِيرًا، لَوْ كَانَتِ الْأَوْصَافُ مُوجِبَةً لِلرُّسُلِ لَكَانَ عُمَرُ بَعْدِي رَسُولًا.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ : أَنَّ خَاصَّةَ الْأَوْصَافِ الَّتِي كَانَتْ فِي عُمَرَ الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا عَنْ غَيْرِهِ ، قُوَّتُهُ فِي دِينِهِ وَبَدَنِهِ، وَسِتْرُهُ ، وَقِيَامُهُ بِإِظْهَارِ دِينِ اللَّهِ وَإِعْرَاضِهِ عَنِ الدُّنْيَا، وَأَنَّهُ كَانَ سَبَبًا لِظُهُورِ الْحَقِّ وَإِعْزَازِ الدِّينِ ، وَفُرْقَانِ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْفَارُوقَ.
فَالْخَوَاصُّ الَّتِي تَظْهَرُ لِلْخَلْقِ مِنْ أَوْصَافِ الْأَنْبِيَاءِ ، الصِّدْقُ لِلَّهِ ، وَالثَّقَةُ بِاللَّهِ، وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا دُونَ اللَّهِ ، وَذَلِكَ فِي صِدْقِ الْقَوْلِ ، وَشَجَاعَةِ الْقَلْبِ ، وَسَخَاوَةِ النَّفْسِ ، هَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْخِصَالَ مِنْ أَخَصِّ الْأَوْصَافِ الَّتِي تَظْهَرُ لِلنَّاسِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ لَا يَطَلِّعُ عَلَيْهِ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ عَزَّ وَجَلَّ.
ثُمَّ وُجِدَتْ أَكْثَرُ هَذِهِ الْأَوْصَافِ فِي أَبِي بَكْرٍ، أَكْثَرَ مِمَّا وُجِدَتْ فِي عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ، ثُمَّ لَمْ يُخْبِرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَوَ كَانَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ لَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنْ قَالَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، لِيعْلَمَ أَنَّ النُّبُوَّةَ بِالْمَشِيئَةِ وَالِاصْطِفَاءِ لَا بِالْأَسْبَابِ.
وَقَوْلُهُ : ( لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ) لَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ عُمَرُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، وَلَوْ كَانَ نَبِيًّا ، كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، جَازَ أَنْ يَكُونَ غَيْرُهُ أَفْضَلَ مِنْهُ ، وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ".
انتهى باختصار من "بحر الفوائد" (ص 283).
- ومنها : أنه خص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الواقعات التي نزل القرآن بها ، فوافق فيها قوله ، ما نزل من القرآن بعد ؛ فكان قريبا من النبوة قربه من القرآن ، إلا أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
قال المناوي رحمه الله : " قال ابن حجر: خص عمر بالذكر : لكثرة ما وقع له في زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم من الواقعات التي نزل القرآن بها ، ووقع له بعده عدة إصابات ".
انتهى من "فيض القدير" (5/ 325).
وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : ( أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) رواه البخاري (4416) ، ومسلم (2404).
فكان عليّ قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم ، باعتبار قرب نسبه منه مع ما يتحلى به من الإيمان ، فكذلك هنا.
ولذلك فإن العلماء إنما يذكرون هذا الحديث في باب فضائل عمر ، ولا يذكره واحد منهم ليستدل به على أنه أفضل من أبي بكر ؛ لإطباقهم على أن أبا بكر أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، بعد ذكر الحديث السابق ، وعدة أحاديث في مقام عمر رضي الله عنه ، وأنه ملهم ، محدَّث : " ومع هذا ، فالصديق أكمل منه ؛ فإن الصديق كمل في تصديقه للنبي ، فلا يتلقى إلا عن النبي ، والنبي معصوم ، والمُحَدَّث كعمر : يأخذ أحيانا عن قلبه ما يلهَمُه ، ويحدَّث به ؛ لكن قلبه ليس معصوما ، فعليه أن يعرض ما ألقي عليه على ما جاء به الرسول ، فإن وافقه : قبله ، وإن خالفه رده.
ولهذا قد رجع عمر عن أشياء ، وكان الصحابة يناظرونه ، ويحتجون عليه ؛ فإذا بُيِّنت له الحجة من الكتاب والسنة : رجع إليها ، وترك ما رآه.
والصديق : إنما يتلقى عن الرسول ، لا عن قلبه ؛ فهو أكمل من المحدَّث ، وليس بعد أبي بكر صدِّيق أفضل منه ، ولا بعد عمر محدَّث أفضل منه.
" انتهى من "الرد على المنطقيين" (514).
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | لا أجد غايتي في كتب الجامعة، وأميل للقراءة العامة- سؤال وجواب | توبة الصبي إذا أرسل فيديو فيه سخرية
- سؤال وجواب | أصبت باكتئاب بسبب قسوة والدي ورفضه لكل خاطب، ما الحل؟
- سؤال وجواب | تمنعه أمه من الزواج لحزنها على فراق أبيه
- سؤال وجواب | مذاهب الفقهاء فيمن شعر بخروج المني فمنعه من الخروج
- سؤال وجواب | ما هو السن الأفضل لتعلق الفتى أو الفتاة بشريك الحياة الزوجية؟
- سؤال وجواب | كيفية الصلاة في الأوتوبيس
- سؤال وجواب | أريد علاجا يخلصني من الرهاب الاجتماعي
- سؤال وجواب | هل قلة الكلام خلق محمود أم مرض يحتاج لعلاج؟
- سؤال وجواب | ولد بعد ستة أشهر فهل هو ابن شرعي لأبيه
- سؤال وجواب | تأثير قرحة المعدة وأدويتها على القدرة الجنسية لدى الرجال
- سؤال وجواب | توجيه تمسح الناس بجريج العابد في حديث من تكلم في المهد
- سؤال وجواب | كل التحاليل سليمة ولا زلت أعاني من الانتفاخ والقرقرة وسط المعدة !
- سؤال وجواب | ما سبب اصفرار الأسنان؟
- سؤال وجواب | عرض الفتاة نفسها للزواج وبحثها عن القوي الأمين
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا