مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ إنما هو لفرح الرب تعالى ، ولا نقيصة في ذلك
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | اكتشفت بأن أختي تدخن، فما هو التصرف المناسب في هذه الحالة؟- سؤال وجواب | حكم من أخر الصلاة عن أول وقتها ومات في أثناء الوقت
- سؤال وجواب | لدي ارتجاع مريئي يكاد يكون مزمنا، فكيف أعالجه؟
- سؤال وجواب | تحديد الأوقات يتم حسب الأمارات الشرعية
- سؤال وجواب | رجل يسب الدين بينه وبين نفسه.
- سؤال وجواب | تأخير صلاة العصر يوم الجمعة لإدراك وقت الدعاء
- سؤال وجواب | هل يشرع نشر كتاب يحوي مخالفات في العقيدة
- سؤال وجواب | كيف يتأكد الأولاد من عدم وجود دَين على والدهم المتوفى؟
- سؤال وجواب | هل توجد كرامة لمعالجة السحر؟
- سؤال وجواب | موقف الابن حيال انحراف أبيه
- سؤال وجواب | حكم العطور والصابون وغيرها مما يحتوي على الكحول
- سؤال وجواب | موقف المنقبة إذا منعت الشركة الموظفات من النقاب
- سؤال وجواب | سخط الأب على ابنه الذي لم يظلمه غير معتبر
- سؤال وجواب | الاستخارة تكون في ما لا يدري العبد وجه الصواب فيه
- سؤال وجواب | وجوب التخلص من الفوائد الربوية وكيفية ذلك
هناك حديث ذو رقم : (3803) في صحيح البخاري مجلد الخامس، كتاب " مناقب الأنصار " يقول : " اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" وعرش الله هو ما استوى عليه سبحانه وتعالي ، استواء يليق به ، كيف إذا يمكن أن يهز موت مخلوق العرش الذي يمثل جلال الله وقدرته المطلقة ، وهو الذي قدّر الموت على الخلق.
ألا يمثل هذا نقيصة للذات العلية ؟.
الحمد لله.
أولا : روى البخاري (3803) ، ومسلم (2466) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ).
قال الذهبي رحمه الله : " هذا متواتر ؛ أشهد بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ".
انتهى من "العلو للعلي الغفار" (ص 89).
ورواه تمام في " فوائده " (16) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، مِنْ فَرَحِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ ) وجوّد إسناده الألباني في "الصحيحة" (1288).
وفي " السنة " ، لعبد الله بن الإمام أحمد (1058) : " عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " لَقَدِ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَزَّ بِجِنَازَةِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؛ فَفَسَّرَهُ الْحَسَنُ: فَرَحًا بروحهُ ".
ثانيا : يجب إمرار أحاديث الصفات كما جاءت ، وكذا ما يتعلق بها من أمور الغيب ؛ فروى الآجري في "الشريعة" (3/ 1146) عن " الْوَلِيد بْن مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْأَوْزَاعِيَّ , وَالثَّوْرِيَّ , وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ , وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ: عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي فِيهَا الصِّفَاتُ؟ فَكُلُّهُمْ قَالَ: " أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا تَفْسِيرٍ " وفي رواية : " أَمِرُّوهَا كَمَا جَاءَتْ بِلَا كَيْفِيَّةٍ ".
رواه البيهقي في "الاعتقاد" (ص/ 118).
فنؤمن بأن الرحمن على العرش استوى ، ونؤمن بأن العرش اهتز حقيقة لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه ، وقد ورد في بعض الأثر : أن ذلك من فرح الرب تعالى ، على ما سبق ، ولا يقال : كيف استوى الرحمن على العرش ؟ كما لا يقال : كيف اهتز العرش لموت سعد ؟ وإنما نُمرّ ذلك ونؤمن به بلا كيف ، ولا تأويل ، ولا تشبيه ولا تمثيل.
قال الذهبي رحمه الله : " وَالعَرْشُ خَلْقٌ لِلِّهِ مُسَخَّرٌ ، إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيْئَةِ اللهِ ، وَجَعَلَ فِيْهِ شُعُوْراً لِحُبِّ سَعْدٍ ، كَمَا جَعَلَ تَعَالَى شُعُوْراً فِي جَبَلِ أُحُدٍ بِحُبِّهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ تَعَالَى : ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ ) سَبَأ/ 10 ، وَقَالَ : ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ ) الإِسْرَاءُ/ 44 ، ثُمَّ عَمَّمَ فَقَالَ : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) الإسراء/ 44 ، وَهَذَا حَقٌّ ، وَفِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ قَوْلُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: " كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيْحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ " وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ سَبِيْلُهُ الإِيْمَانُ " انتهى من "سير أعلام النبلاء" (3/ 183-184).
وقال البغوي رحمه الله : " وَالأَوْلَى إِجْرَاؤُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ( أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ) ، وَلا يُنْكَرُ اهْتِزَازُ مَا لَا رَوْحَ فِيهِ بِالأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ ، كَمَا اهْتَزَّ أُحُدٌ وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَكَمَا اضْطَرَبَتِ الأُسْطُوَانَةُ عَلَى مُفَارَقَتِهِ " انتهى من "شرح السنة" (14/ 180-181).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَمَنْ تَأَوَّلَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ اسْتِبْشَارُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَفَرَحُهُمْ ؛ فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ دَلِيلٍ عَلَى مَا قَالَ.
مَعَ أَنَّ سِيَاقَ الْحَدِيثِ وَلَفْظَهُ يَنْفِي هَذَا الِاحْتِمَالَ ".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 554).
ثالثا : ليس في اهتزاز العرش لموت مخلوق نقيصة للرب سبحانه ، وأي نقيصة في ذلك ؟ وسواء قدرنا أن الاهتزاز إنما كان من فرح العرش نفسه بمقدم روح سعد ، رضي الله عنه ، واستعظامه لذلك ، على ما مر في كلام بعض أهل العلم ، أو كان من فرح الرحمن جل جلاله ومحبته للقاء عبده سعد بن معاذ ، رضي الله عنه ، كما في الحديث : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) رواه البخاري (6507) ومسلم (2683).
فأي نقيصة تلحق العرش بذلك ، فضلا عن أن ينسب منه نقص لرب العرش العظيم ، جل جلاله ؟! إن الأصل الذي ينبغي أن نبني عليه كلامنا : هو صحة الحديث من عدمه ، وقد سبق بيان ثبوت الحديث من غير أدنى شك ، وأنه متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكرنا كلام أهل العلم في توجيهه وبيانه.
واهتزاز العرش ، وأطيط السماء ، ونحو ذلك : ليس من صفة الرحمن جل جلاله ، كما نبهنا ، وإنما هو من صفة العرش المخلوق.
قال الذهبي رحمه الله : " وَلَيْسَ لِلأَطِيطِ مَدْخَلٌ فِي الصِّفَاتِ أَبَدًا ؛ بَلْ هُوَ كَاهْتِزَازِ الْعَرْشِ لِمَوْتِ سَعْدٍ ، وَكَتَفَطُّرِ السَّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَنَحْو ذَلِك " انتهى من "العلو" (107).
يراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (
128724
).والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تنوع وتعدد النية في المرادات من الأعمال والصلاة. رؤية شرعية- سؤال وجواب | حكم دخول الجامعة بغرض النظر إلى الفتيات من أجل الزواج
- سؤال وجواب | التجويد حلية التلاوة
- سؤال وجواب | لماذا قرن في الحديث بين كسب الحجام مع أنه مباح وبين مهر البغي وثمن الكلب وهما محرمان ؟
- سؤال وجواب | ما العلاج المناسب لدهون الكبد؟
- سؤال وجواب | لا يصلون الجمعة لعدم وجود الخليفة
- سؤال وجواب | كيفية منع الوالد فاقد الذاكرة من الخروج من البيت دون إرهابه أو إيذائه
- سؤال وجواب | ما يلزم من تيقن من الاحتلام وشك في الاغتسال منه
- سؤال وجواب | حكم أداء صلاة الظهر في وقت محدد يوميا لا يتغير طول أيام السنة
- سؤال وجواب | خروج الدم المصاحب لحرقة من فتحة الشرج
- سؤال وجواب | أعرف زميلة دراسة ذات دين وخلق، كيف أفتح معها موضوع خطبتها؟
- سؤال وجواب | حكم الصلاة وراء فرقة الأحباش
- سؤال وجواب | قراء الآية الأخيرة من سورة التوبة في الصباح والمساء
- سؤال وجواب | تغير في ملامح وجهي، وجمود في جسمي عندما ألتقي مع بعض الناس
- سؤال وجواب | أثر العوامل الوراثية في إصابة الطفل بمتلازمة التوريث
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا