مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يصح إطلاق القول بأن الله منزّه عن المكان والزمان ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | الخوف الاجتماعي وعلاجه السلوكي والدوائي- سؤال وجواب | الشهوة الموجودة عندي ليست كالموجودة لدى الآخرين هل لها علاج؟
- سؤال وجواب | حكم بيع الأرقام المميزة بنية عمل مشروع خيري للمسلمين
- سؤال وجواب | أعاني من اضطراب الهوية الجنسية.فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | إذا اقتطعت الحكومة بعض الراتب لصالح محدودي الدخل فهل يحسب من الزكاة
- سؤال وجواب | هل يبطل الصيام انتقال المني أثناء النوم لكنه لم يخرج إلا بعد الاستيقاظ؟
- سؤال وجواب | تثار الشهوة عند رؤية بعض اللاعبين الذين تشبهوا بالنساء!
- سؤال وجواب | من غاب أولاده شهرا كاملا عن الدراسة. هل يلزمه دفع أجرة ذلك الشهر؟
- سؤال وجواب | لا يجوز بيع الدين المؤجل بأقل من قيمته حالا، لغير من هو عليه
- سؤال وجواب | مذاهب العلماء في الوصية لوارث
- سؤال وجواب | ما هو العلاج السلوكي للتخلص من إدمان المواقع المحرمة؟
- سؤال وجواب | تفسير قوله تعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ )
- سؤال وجواب | أعاني من هوس النظر إلى الأقدام والميول المثلية منذ الصغر
- سؤال وجواب | بداية حول المال الذي تجب فيه الزكاة
- سؤال وجواب | حكم تسمية الصبي بـــ " محمد مصطفى "
هل صحيح أننا يجب أن نؤمن بأن الله منزه عن المكان والزمان ؟ لأني يا شيخ قرأت هذا السؤال في أحد المواقع ، فبحثت عن إجابته ، فلم أجد إجابة سوى رد الألباني رحمه الله ، وهو يرد على الأحباش الذين أنكروا صفة العلو لله ، وأنا - والحمد لله - مقرة بأن الله مستوٍ على عرشه ، لكن عبارة تنزيه الله عن المكان والزمان لم أفهم ما المقصود منها ، وما واجبي كمسلمة ، لأن الشيطان بدأ يوسوس لي في عقيدتي ، وأني قد كفرت ، عياذا بالله ، وأنا أخاف على نفسي من عذاب الله ، وأخشى أن أقر بشيء غير صحيح ؟.
الحمد لله.
أولا : إطلاق القول بأن الله تعالى منزه عن المكان والزمان إطلاق لا يصح لأمرين : الأول : أنه إطلاق لم ترد به سنة ، ولا هو معروف في كلام السلف.
الثاني : أنه إطلاق يوهم معنى فاسدا ، وغالب من يقرر ذلك الكلام ، ويستعمله يريد به : نفي علو الله تعالى على خلقه ، واستوائه على عرشه ، فوق سمائه.
ولا شك أن نفي علو الله وفوقيته على خلقه : اعتقاد باطل ، وهو من أعظم ما خالف فيه الجهمية ، ورد عليهم السلف تلك الضلالة ، وقرروا أن اعتقاد ذلك : كفر برب العالمين ، مناقض لما تواترت به النصوص الشرعية ، وإجماع السلف ، ومناقض لما هو من ضرورة العقل ، ومقتضى الفطرة السليمة.
ثانيا : مع غلبة إطلاق هذه العبارة في المعنى الباطل ، فلا مانع من سؤال قائلها عن مراده ، لنبين له ما في مراده من المعنى الشرعي الصحيح ، أو المقصد البدعي المردود ، مع التنبيه على المنع من مثل هذه الإطلاقات الموهمة في حق الله تعالى.
فإذا قال القائل " ننزه الله عن المكان " قلنا له : ماذا تعني بذلك ؟ فإن قال : أعني به أن الله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته.
قلنا له : هذا معنى صحيح نوافقك عليه ؛ إذ كيف يحيط بالله الأول والآخر ، والظاهر والباطن : شيء من مخلوقاته ؛ بل الرب تعالى أعظم وأكبر من كل مخلوق ، قد وسع كرسيه السموات والأرض ، فقد روى البخاري (4812) ، ومسلم (2787) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ ؟ ).
وإن قال : أعلم ذلك ، ولكني أعني بالمكان ما وراء العالم من العلو ، فهو ينفي علو الله تعالى على خلقه.
قيل له : فهذا معنى فاسد باطل ، مناقض لصريح العقل ، وصحيح النقل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إن أراد بنفي المكان : المكان المحيط بالله - عز وجل - فهذا النفي صحيح ، فإن الله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته ، وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء ، كيف لا ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) ؟.
وإن أراد بنفي المكان : نفي أن يكون الله تعالى في العلو ، فهذا النفي غير صحيح ، بل هو باطل بدلالة الكتاب والسنة ، وإجماع السلف والعقل والفطرة.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للجارية : أين الله ؟.
قالت : في السماء.
قال لمالكها : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) رواه مسلم (537).
وكل من دعا الله عز وجل فإنه لا ينصرف قلبه إلا إلى العلو ، هذه هي الفطرة التي فطر الله الخلق عليها ، لا ينصرف عنها إلا من اجتالته الشياطين ، لا تجد أحدا يدعو الله عز وجل وهو سليم الفطرة ، ثم ينصرف قلبه يمينا أو شمالا أو إلى أسفل ، أو لا ينصرف إلى جهة ، بل لا ينصرف قلبه إلا إلى فوق " انتهى من " مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين " (1/196-197).
وإن عنى بقوله هذا : أن الله في كل مكان حيث لا يحصره مكان ، فهو قول باطل أيضا ، بل هو من أبطل قول ، قال علماء اللجنة : " من قال : إن الله في كل مكان بنفسه وذاته ، فهو حلولي خاطئ كافر ، ومن قال : إن الله في كل مكان بعلمه لا بذاته فهو مصيب " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى " (2 /38).
وقال ابن القيم رحمه الله في نونيته (295) : والرب فوق العرش والكرسي لا * يخفى عليه خواطر الإنسان لا تحصروه في مكان إذ تقو * لوا ربنا حقا بكل مكان نزهتموه بجهلكم عن عرشه * وحصرتموه في مكان ثان لا تعدموه بقولكم لا داخل * فينا ولا هو خارج الأكوان راجعي إجابة السؤال رقم : (
11035
) ، والسؤال رقم : (124469
).ثالثا : ومثل ذلك : إطلاق القول بأن الله تعالى منزه عن الزمان ؛ فإن هذا لا يعرف أيضا في كلام السلف ، ولا بد أن يستفسر من قائله ما يعني به ؟ فإن قال : أعني أن الله تعالى قبل كل شيء ، وبعد كل شيء ، قلنا له : هذا معنى صحيح نوافقك عليه.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم ما رواه مسلم (2713) : ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ.
).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " الأول والظاهر هو الله وحده سبحانه , وهو الذي قبل كل شيء ، وبعد كل شيء سبحانه وتعالى.
وهو الظاهر فوق جميع خلقه , والباقي بعدهم " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (7 /292).
وإن قال : أعني به نفي صفات الرب التي تتعلق بالزمان ، وهو ما يطلق عليه : صفاته الفعلية ، أو أفعاله الاختيارية ، كالاستواء ، والنزول ، والضحك ، والرضا والغضب ، ونحو ذلك مما يتعلق بمشيئته سبحانه ، فيفعله متى شاء ، وإذا شاء ، ولا يفعله متى شاء وإذا شاء ؛ فنفى ذلك الباب ، وزعم أن الله منزه عن الزمان.
قلنا له : هذا معنى باطل فاسد لا نوافقك عليه ؛ لإجماع أهل السنة على إثبات صفة النزول للرب تعالى في ثلث الليل الآخر ، كما ثبتت به النصوص ، على الوجه الذي يليق به سبحانه ، وطردوا هذا الأصل فيما يشبه ذلك من الصفات الواردة في الباب كله.
والواجب عليك أيتها الأخت المسلمة ألا تفتحي باب الوساوس والشبهات على نفسك ، وما دام الله قد من عليك بالاعتقاد الصحيح ، فاجعلي نظرك وبحثك وتعلمك من كتب أهل السنة ، وعلمائها المعروفين قديما وحديثا ، مثل كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ومشايخ الدعوة أمثال الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ، وننصحك أيضا بالانتفاع بسلسلة : العقيدة في ضوء الكتاب والسنة ، لفضيلة الشيخ عمر سليمان الأشقر - رحمه الله.
مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وسؤال الله العصمة منه ، والثبات على الدين ومنهج أهل السنة والجماعة ، وتقوى الله في السر والعلن ، لا يتسلط عليك الشيطان بوساوسه وشكوكه برحمة الله.
راجعي للفائدة إجابة السؤال رقم : (
12315
) ، والسؤال رقم : (39684
).والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من الميل للشذوذ والانحراف، ما توجيهكم؟- سؤال وجواب | طفلي يحاول التحرش بابن أختي. ماذا أفعل مع ولدي؟
- سؤال وجواب | واجب المسلم إذا قصر أولياء الأمور في جباية الزكاة
- سؤال وجواب | حكم دفع الزوجة صدقتها لأمها
- سؤال وجواب | والدتي تعاني في أغلب الأوقات من فقد كبير في الذاكرة
- سؤال وجواب | افْعل الخير وانتظر الثواب من الله ، ولا تحزن لنُكران الناس
- سؤال وجواب | العملات الورقية تأخذ حكم الذهب والفضة
- سؤال وجواب | كلما تذكرت مواقفي مع أبي المتوفى، شعرت بحزن شديد، فما الحل؟
- سؤال وجواب | أعاني من الأمراض الذهانية وأتذكر الأحداث السابقة باستمرار، ما علاج ذلك؟
- سؤال وجواب | صوم التطوع لا يلزم تبييت نيته من الليل
- سؤال وجواب | أعاني من حالة تشنج مفاجئة وفقد للوعي، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | الطريقة النبهانية في الميزان
- سؤال وجواب | حكم من عقد على امرأة فوجدها تؤخر صلاة الفجر عن موعدها
- سؤال وجواب | كيف أتحكم بعقلي وأفكاري وأسيطر عليها؟
- سؤال وجواب | حكم من أحرم بعمرة بعد الحج من داخل مكة
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا