مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الخوف من الموت والعذاب ، ووساوس الشيطان في العقيدة
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | دفع الزيادة على رسوم الدراسة مقابل التأخير ربا- سؤال وجواب | تحويل العملات إلى بلد آخر وأخذ الأجرة على ذلك
- سؤال وجواب | شفيت من مخاوف الظروف الجوية وأصبت بوسواس الموت!
- سؤال وجواب | عودة نوبات الخوف والهلع أكثر من مرة بعد العلاج، ما تفسير ذلك؟
- سؤال وجواب | حكم لبس الرجل سلسلة من فضة لدفع العين والحسد
- سؤال وجواب | حكم الرشوة في الإسلام
- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أمي وهي تغضب علي كثيراً بسبب حالتها؟
- سؤال وجواب | أشعر بأن أمي لا تحبني، وأتمنى الموت!
- سؤال وجواب | حكم من قتل طفلا بعد ولادته للستر على الزنى
- سؤال وجواب | تأخر الحمل بسبب الالتهاب في قناة فالوب. فما الحل؟
- سؤال وجواب | أمي أصبحت بعد الزهايمر تتلفظ بكلام فاحش، فما دلالة ذلك؟
- سؤال وجواب | هل تنصحوني بإجراء عملية للأذن مع وجود لحمية في الأنف؟
- سؤال وجواب | زوجي مصر على أن نسكن في منزل قديم، والسبب أن أمه تحب هذا المنزل!
- سؤال وجواب | كيف أوازن بين حاجة أمي لي وحقوق زوجي عليّ؟
- سؤال وجواب | محتار بين البعثة وأمي؛ أمي تتأثر وتتغير نفسيتي إن تركتها وسافرت
أنا فتاة عمري 25 عاماً ، محجبة ، وأحافظ على الصلاة ، وأقرأ القرآن ، ولكني منذ فترة وأنا أعاني ، حيث أني وبمجرد أن أستيقظ من النوم أبدأ أفكر في جهنم ، وأني سوف أموت في النهاية ، وسيكون مصيري النار ، ثم تطور الأمر إلى أن بدأت أشك في مصداقية الدِّين ، والقرآن ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن كل هذا قد يكون غير حقيقي ، وأني قد أدخل النار حتى لو لم أقترف جرماً ، وبالرغم من أني أعرف أن هذا التفكير كفر بالله ، ورغم أني أستغفر الله دائماً ، وأجتهد في ديني أكثر حتى أثبت : إلا أني لا أستطيع طرد هذه الأفكار ، خاصة بمجرد الاستيقاظ من النوم مباشرة ، حيث أشعر بعدها بتعب ، وإرهاق ، وارتخاء بالأعصاب ..
الحمد لله.
أولاً : نسأل الله تعالى أن يبارك فيك أيتها الأخت الفاضلة ، وأن يزيدك إيماناً ، ويثبتك على دينه.
واعلمي أن الخوف من الموت والعذاب أمران مطلوبان شرعاً ، وعواقبهما حميدة ، إذا كان هذا الخوف دافعاً لصاحبه للإكثار من الأعمال الصالحة ، وللتزود لما بعد الموت ، وأما إن كان هذا الخوف دافعاً لليأس والفتور والقنوط وترك العمل : فإنه من الوسواس - والعياذ بالله – ليزرع الشيطان في قلب صاحبه الشك من الآخرة ، ثم الإنكار والجحود ! وما الذي يجعل الإنسان يكره الموت ؟ إنهما – غالباً – أمران ، أحدهما مذموم ، والآخر محمود ، فأما المذموم فهو تعلقه بالدنيا ، وأما المحمود فهو الرغبة بالازدياد من الخير ، والشعور بالتقصير في حال أنه لقي ربه على حاله تلك.
ولكي يعالج السبب المذموم : فإن عليه أن يعلم أن الدنيا متاع زائل ، وأن الآخرة هي دار القرار ، والسعادة الأبدية ، وبذا لن يتعلق قلبه بفانٍ على حساب دائم ، ولن يركن إلى زائل على حساب باقٍ.
قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران/ 185.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : هذه الآية الكريمة فيها التزهيد في الدنيا بفنائها ، وعدم بقائها ، وأنها متاع الغرور ، تفتن بزخرفها ، وتخدع بغرورها ، وتغر بمحاسنها ، ثم هي منتقِلة ، ومنتقَل عنها إلى دار القرار ، التي توفَّى فيها النفوس ما عملت في هذه الدار ، من خير وشرٍّ.
( فمن زحزح ) أي : أُخرج.
( عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) أي : حصل له الفوز العظيم من العذاب الأليم ، والوصول إلى جنات النعيم ، التي فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.
ومفهوم الآية : أن مَن لم يزحزح عن النار ويدخل الجنة : فإنه لم يفز ، بل قد شقي الشقاء الأبدي ، وابتلي بالعذاب السرمدي.
" تفسير السعدي " ( ص 159 ).
فلا تجعلي خوفك من الموت سبباً لتدهور حالتك الصحية ، وازدياد قلقك ويأسك ؛ فإن هذا عين ما يريد الشيطان أن يناله منكِ ، ويحب أن يراه فيكِ ، وهو انتصار له على إرادتك ، وإيمانك بالله.
وكل مخلوق فهو لا يدري متى تُختم حياته بالموت ، ولذا فإن الواجب على المسلم أن يتزود بالتقوى ، ويستعد للرحيل ، فربما حانت ساعته أو قربت وهو في غفلة : روى البخاري (6416) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي فَقَالَ : ( كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ).
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ! وقال الشاعر : تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تبقى إلى الفجر ثانياً: أما ما يراودك من أفكار سيئة في التوحيد والعقيدة : فهذا من الوسوسة ، وهو من كيد الشيطان ، يريد صرفك عن الاعتقاد السليم ، ويريد صدك عن العمل والطاعة ، وقولك " لا أستطيع طرد هذه الأفكار " : غير مقبول منكِ ، بل أنت تستطيعين ، وما عليك سوى اللجوء إلى الله ، والاستعانة به ، لطرد تلك الأفكار ، وللتخلص من تلك الوساوس ، واعلمي أن كيد الشيطان ضعيف ، كما قال ربك تعالى ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء/ من الآية 76 ، لكنه – للأسف – يجد محلا ضعيفاً ، ومستقراً هزيلاً ، فيحط رحله فيه ، ولو أنك حافظتِ على الأذكار الصباحية والمسائية ، وعلى ورد من القرآن ، وحافظت على الفرائض ، وأكثرت من النوافل : فلن يجد هذا الشيطان المريد مكاناً يحط رحله فيه ، بل سيجد ما يخزيه ويسوؤه ، لذا فعليك أن تباشري بذكر الله تعالى بعد استيقاظك من النوم ، بذكر الدعاء الوارد في ذلك ، وأعقبي ذلك بالاستغفار والاستعاذة ، ولو جعلتِ بجانبك مسجلاً فيه شريط لقارئ يقرأ القرآن تشغلينه بعد استيقاظك ودعائك : لرأيتِ خيراً إن شاء الله ، ولدُفع عنك كيد الشيطان ووسوسته.
فإياك أن تستسلمي للأفكار المردية ، وإياك أن تسترسلي معها ، وقوِّي قلبك بالإيمان قبل أن تأتيك ، فإن جاءت فاطرديها بالذكر والاستعاذة.
وبشارة لك أختي الفاضلة : أن مجيء الشيطان بتلك الأفكار السيئة لك ، وتألمك منها : فيه تزكية لك ، وهو يدل على تحليك بالإيمان ، وأن الشيطان ما جاء لك إلا لصرفك عنه.
وهذا سؤال وجوابه لأخت لك ، وفي مثل عمرك تقريباً : سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - : أنا فتاة في العشرين من العمر ، مؤمنة ، ولله الحمد ، أعاني من مشكلة الوساوس ، وعلى وشك الجنون من هذا المرض النفسي الذي عانيت منه ثلاث أو أربع سنوات ، ولم أفلح أن أدفعه عني ، أريد أن أعرف : هل يسلط الله على عباده هذا الشيطان الرجيم امتحانًا لهم أم ماذا ؟ والذي لا يستطيع دفعه ؛ ماذا عليه أن يفعل ؟.
فأجاب : في الحقيقة أن الوسوسة مرض خطير ، وهي من كيد الشيطان لبني آدم ، يريد بذلك مضايقتهم ، وتضليلهم ، وإشغالهم عن طاعة ربهم ، ولهذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من هذه الوسوسة ، وأنزل في ذلك سورة كاملة.
قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
مَلِكِ النَّاسِ.
إِلَهِ النَّاسِ.
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ.
الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ.
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) الناس / 1 إلى آخرها.
فهذا الشيطان له وسوسة مع بني آدم ، ويشتد ذلك في حق المؤمنين ، ولكن يعالج بأمرين : 1.
أن المؤمن لا يلتفت لهذه الوسوسة ، بل يرفضها رفضاً تامّاً ؛ لأنها من الشيطان ، ولا تضره.
2.
أن يشتغل بذكر الله سبحانه وتعالى ؛ لأن المؤمن إذا اشتغل بذكر الله ابتعد عنه الشيطان ، ولهذا قال سبحانه وتعالى في حقه : ( الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ) الناس/ 4 ؛ أي : أنه يوسوس للعبد مع غفلته عن ذكر الله ، ويخنس - أي : يبتعد - عنه عندما يذكر العبد ربه عزّ وجلّ ، ولهذا وصفه أنه وسواس خناس.
والذي أنصح به للسائلة ولأمثالها أن تعمل بهاتين الخصلتين ، وهما : أولاً : عدم الالتفات لهذه الوسوسة ، وعدم الاكتراث بها والانفعال معها ، ثم تزول بإذن الله ؛ لأن الإنسان إذا أعطاها اهتماماً والتفت إليها : زادت ، وتمكن منه الشيطان.
الثاني : الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى ، وتلاوة القرآن ، والاستعاذة بالله من الشيطان ، وقراءة آية الكرسي والمعوذتين ، وتكرار ذلك ، وبهذا يزول بإذن الله.
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 342 ، 343 ، السؤال رقم 509 ).
على أنه ، إذا قدر بقاء تلك الوساوس بعد اجتهادك في الأذكار والرقى الشرعية ، وشغل نفسك بطاعة الله ، وما تحتاجين إلى عمله من أمر الدنيا ، بحيث لا يبقى عندك فراغ لهذه الوساوس ، إذا قدر أنك فعلت ذلك ، وبقيت معك تلك الوساوس أو شيء منها ، فيمكنك هنا أن تعرضي حالك على طبيب مسلم ثقة ، ولعله يعالج لك ـ بإذن الله ـ ما بقي من دائك.
وانظري تفصيلات مهمَّة في هذا الباب في أجوبة الأسئلة : (
10160
) و (39684
) و (62839
) و (25778
) و (12315
).والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | زوجي مصر على أن نسكن في منزل قديم، والسبب أن أمه تحب هذا المنزل!- سؤال وجواب | كيف أوازن بين حاجة أمي لي وحقوق زوجي عليّ؟
- سؤال وجواب | محتار بين البعثة وأمي؛ أمي تتأثر وتتغير نفسيتي إن تركتها وسافرت
- سؤال وجواب | من حلق في الحج في غير وقت الحلق فعليه فدية
- سؤال وجواب | من مات بسبب السحر هل يعتبر شهيدا؟
- سؤال وجواب | واجب من شك أنه لم يأت بالصلاة على وجهها
- سؤال وجواب | كيفية إخراج زكاة الذهب
- سؤال وجواب | أعاني من ضعف الانتباه وبطء الاستيعاب وانعدام المتعة!
- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أمي التي تقسو علي وتطلب مني ألّا أكلمها؟
- سؤال وجواب | حكم الهدية للمرشد الديني للحجاج
- سؤال وجواب | ناقل الكفر ليس بكافر
- سؤال وجواب | أعاني من ضعف النظر في عيني اليمنى، هل تغطية اليسرى سيزيد قوة اليمني؟
- سؤال وجواب | حكم أخذ مال نزل في حساب الموظف خطأ بدلا عن ساعات إضافية مُنِع من أجرتها
- سؤال وجواب | أمي تجبرني على الإسبال فهل أنا مؤاخذ؟
- سؤال وجواب | كيفية تعامل الزوج مع أمه وزوجته
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا