السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل أستطيع الحصول على برنامج غذائي كامل متكامل، وذلك لأن لدي نقصا في المواد الغذائية, ولا أعلم كيف أعالج هذه المشكلة, فغذائي ليس منظما بتاتا, فأحيانا أشعر بانقطاع في الشهية, لدرجة أني لا آكل أي وجبة في اليوم, ما عدا الشيء القليل, وأحيانا أعوض عن الوجبتين اليوميتين في الوجبة الثالثة بأكل دسم ثقيل.

وهذا الأمر أدى إلى انزعاج الولدين مني, فكثيرا ما يشجعوني على الأكل, فأنا لا أتغذى بصورة جيدة؛ لأني أعاني من وسواس في الطعام بسبب الخادمة التي تطبخ, وأنا لا آكل من يدها.

ثانيا: أنا لا أتعشى جيدا؛ لأني لا أجد المزاج الكافي للأكل, فقد اعتمدت على المعلبات في طعامي, وعلى الأكلات الخارجية, لكني شيئا فشيئا أصبحت كسولا في إحضار ما أريد أن آكله من المنزل, وأصبحت أعتمد على الأكل الجاهز.

بدأت هذه المشكلة قبل حوالي 3 سنوات, وأنا على هذه الحال, مع العلم أني في السادسة عشرة من عمري الآن.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فدعنا يا ولدى نتكلم أولا عن النتيجة المترتبة على هذا النوع من الطعام, ثم نتكلم بعد ذلك على ما يمكن فعله لتصحيح هذا الوضع, وبداية نقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بقدر, ولم يخلق سبحانه شيئا عبثا, وكل مكونات الغذاء من بروتين, ودهون, ونشويات, وفيتامينات, وأملاح معدنية, والماء قبل كل ذلك وبعده؛ كل عنصر من هذه العناصر له وظيفة محددة, فنحصل على الطاقة من النشويات والدهون, ونحصل على العضلات وبناء ما تهدم من الجسم من البروتينات, وتقوم الفيتامينات والأملاح المعدنية بحلقة الوصل بين كل ذلك, وتسرع عمليات الهضم والهدم والبناء, وهي عمليات حيوية تحدث في داخل خلايا الإنسان, والماء يمثل تقريبا من 60 إلى 70 % من وزن الجسم, وهو ضروري لكل العمليات الحيوية.

وعندما لا يحصل الجسم على هذه العناصر تختل وظائفه, وتنتشر الكثير من الأمراض بسبب نقص عناصر الغذاء الطبيعي, مثل الأنيميا بسبب نقص الحديد, والإسقربوط بسبب نقص فيتامين (س) وهشاشة العظام بسبب نقص فيتامين (د) وعنصر الكالسيوم, هذه بعض أمثلة من أمراض سوء التغذية.

وعلى الجانب الآخر يؤدي غذاء المطاعم إلى زيادة الدهون في الجسم, وترسبها في الشرايين والأوردة؛ مما يؤدي في النهاية إلى الجلطات, وتصلب الشرايين, وارتفاع ضغط الدم, وأمراض القلب والسمنة, وما يلي ذلك من مرض السكر, وما يتبع ذلك من ضعف عام, وضعف جنسي, والقائمة طويلة.

وبعد ذلك هل خلقنا الله بكامل الصحة والعافية ثم نقصر في هذه الأمانة ونعرض أنفسنا للوهن والأمراض والتهلكة؟ قد أمرنا ألا نلقي بأنفسنا فيها, وبالتالي الغذاء الجيد ضرورة من ضروريات الحياة, وأمر إلهي يجب علينا أن نتبعه, وترك الغذاء الصحي واللجوء إلى وجبات المطاعم يؤدي إلى كثير من الأمراض والموت المبكر.

وأما قضية عدم الرغبة في أكل الخادمة فالأصل أن يكون هناك متابعة للنظافة من أهل البيت, ومتابعة الطعام في حدود وقت أهل البيت, خصوصا إذا لم يخرجوا إلى العمل, مع تعليمها وتدريبها على أساليب الطبخ والنظافة.

الأمر لا يحتاج إلى جداول وخطط, فخيرات الله كثيرة, والموائد عامرة بكل ما لذ وطاب, البيض, والجبن, والعسل, والفول, والحليب, والبطاطا, والخبز للإفطار, واللحوم, والأسماك, والدجاج, مع السلطات في الغذاء, والمشويات الصحية, وعناصر الإفطار, فهي أيضا تناسب العشاء, وليس الشاورما, واللحوم المصنعة مثل اللانشون, وبقية القائمة, مع أخذ فيتامين (د) وحبوب الكالسيوم, وشرب الحليب, وأقراص الحديد في حالة وجود أنيميا.

وأن تضرب المثل والقدوة لأخواتك الصغار؛ لأنهم يقلدونك خطوة خطوة فى الأكل, والتصرفات, مع الأم, والأب, والأصدقاء, لذلك يجب أن نتدرب ونتعود على بر وطاعة الوالدين, وأن نجتهد في دروسنا, ونبني مستقبلنا خدمة للأسرة والوطن, وحتى تستطيع توجيه أبنائك في المستقبل على الغذاء الصحي السليم.

وفقك الله لما فيه الخير.
.