السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم - دكتور محمد عبد العليم - جزيل الشكر.

هل يوجد بديل طبيعي - أعشاب مثلاً - لأدوية الـ(Ssri) التي تزيد السيريتونين؟ قد سمعت عن مكمل غذائي يباع في الصيدليات اسمه 5(Htp tlh)، فما رأيكم به؟ وهل يمكن أخذ دواء الزولوفت بجرعة 25 ملجم يومياً وهو أقل من الجرعة المعتادة؟ جزيتم خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الـ (5Htp tlh) هو نفسه السيروتونين، وما ذُكر عن بدائل طبيعية لتعويض هذه المادة لا نستطيع أن نقول إنه كلام غير صحيح، ولكن في ذات الوقت هنالك تحفظات كثيرة جدّاً حول هذا الأمر، وذلك لسبب واحد: السيروتونين بطبيعته: متوافرة المواد التي يُنتج من خلالها السيروتونين، هذه المواد متوافرة في الأغذية التي نتناولها، ولكن تأتي الإشكالية في أنه ولسبب ما لا تقبل الموصلات العصبية في داخل الدماغ الاستفادة من هذه المواد الغذائية الطبيعية وتحوّلها إلى سيروتونين، أي أن المستقبلات العصبية لدى بعض الناس لديهم درجة من المقاومة أو عدم القدرة على الاستفادة من المكونات الطبيعية لتحويلها إلى سيروتونين، وأسباب ذلك غير معروفة، هنالك من تحدث عن الجينات الوراثية أنها ربما تلعب دوراً في ذلك، والأدوية من فصيلة الـ (Ssri) لديها القدرة والخاصية لاختراق هذه الموصلات العصبية، وتعويض نقص أو ضعف أو عدم انتظام إفراز مادة السيروتونين، هذا هو الفرق بين ما تقوم به الأدوية، وبين العلاج العُشبي والمكونات الطبيعية الأخرى.

هذه نقطة مهمة جدّاً وددت أن أوضحها؛ ولذا ما ينطبق على (5Htp) الموجود في الصيدليات، وحتى بالنسبة لعشبة القلب، أو ما يعرف بعشبة القديس جون، أو ما يسمى بـ (صفامود) في مصر، أعتقد أن التحفظ الوحيد هو: هل هذه المواد سوف تُقبل بواسطة المستقبلات العصبية داخل الدماغ وتحول إلى سيروتونين؟ هذا هو السؤال، لكن أنا من وجهة نظري أنه لا مانع أن يجربها الإنسان، بشرط أنه إذا تناول المركبات الدوائية من فصيلة الـ (Ssri) يجب ألا تكون الجرعة كبيرة حتى لا يحدث نوع من الانسمام الكيميائي على مستوى المستقبلات العصبية.

بالنسبة للزولفت نعم يمكن أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً يومياً، هذه هي جرعة البداية، والبعض يستفيد من هذه الجرعة أيضاً كجرعة وقائية، لكن بالطبع بعد التعاطي لمدة مع هذه الجرعة إذا لم تحس بفائدة فأنصحك أن تنتقل إلى الجرعة العلاجية، وفي مثل هذه الحالة هي حبة واحدة في اليوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأشكرك على هذا السؤال وتواصلك معنا في (في موقعنا سؤال وجواب)..