السلام عليكم.

أعاني منذ أكثر من ١٢ سنة من إمساك مزمن حاد، وانتفاخات وارتجاع شديد يصل إلى الفم والبلعوم؛ مما أدى إلى ضرر في الأحبال الصوتية وتقرحات في الفم وكحة ناشفة مزمنة.

عملت عملية nissen fundoplication في سنة ٢٠٠٤؛ لأني كنت أعاني من فتاق في الحجاب الحاجز، وبعد العملية استمرت معي الأعراض، ولكن بشكل أخف ولكنها تسوء الآن، رجعت للدكتور الذي عمل لي العملية، وعمل لي منظارا، وقال لي: إن العملية ناجحة، وممتازة، وقد يكون سبب الارتجاع هو معدتك العصبية وقولونك العصبي.

جربت أغلب أدوية الحموضة Nexium, Pantoprazol, Patiet, Zantac, Losec، الجرعة كانت ٤٠ مغ في الصباح والمساء، ولم أشعر بأي تحسن إطلاقا، والغريب أنه عندما آخذ دواء Librax يخفف لي الارتجاع بشكل بسيط.

علمًا أنني استمريت على نظام غذائي معين بعيدا عن التوابل والدهون والشاي والقهوة والمشروبات الغازية، ولم أشعر بتحسن، ودائمًا أرفع ظهري عند النوم على وسادة عالية، ولا أتناول وجبة العشاء إلا قبل النوم بثلاث ساعات أو أكثر.

أسئلتي: هل للإمساك والغازات دور في الارتجاع البلعومي الشديد؟ هل النفسية ممكن أن تسبب ارتجاعا شديدا وعسر هضم؟ ما هو العلاج المناسب؟ وما هو سبب عدم الاستفادة من أدوية الحموضة للارتجاع؟ والشعور ببعض التحسن عندما أتناول دواء Librax؟ هل السبب نفسي؟ علمًا أنني أعاني من تعب شديد من أقل مجهود، وأعاني من سرعة نبضات القلب بشكل كبير خصوصا عند القلق أو العصبية، وارتجاع، وإمساك، وعسر هضم، وانتفاخ، وتعب من أقل مجهود، خفقان القلب، أنا محتار، هل مشكلتي نفسية أم عضوية؟ أفيدوني جزاكم الله عنا خير الجزاء.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعرف الارتجاع الحامضي بأنه صعود لمحتويات المعدة الحامضية عبر صمام المريء للأعلى نحو المريء والبلعوم؛ مما يحدث أعراضاً كالحرقة والحموضة، وممكن أن يشكل ضرراً لمخاطية المريء والبلعوم والحنجرة, وقد تتسرب هذه العصارة الحامضية المرتجعة إلى الطرق التنفسية محدثة أعراضاً على شاكلة الربو القصبي.

ومن العوامل المكرسة لحدوث الارتجاع الحامضي هو وجود ضعف في الصمام المريئي والذي يدعى الفؤاد, إما بسبب وجود فتق حجابي, أو بسبب ضعف في وظيفة هذا الصمام.

وتزداد نسبة حدوث الارتجاع بتناول بعض الأغذية كالتوابل والحوامض والطعام الدسم، ودبس البندورة وكذلك التدخين والمشروبات الغازية، وتزداد الأعراض شدة أو حتى أنه قد يبدأ حدوثها في حال حدوث زيادة كبيرة بالوزن.

إن كل العوامل التي تؤدي لارتفاع الضغط داخل البطن ستزيد من حدوث وشدة الأعراض, حيث يؤدي ارتفاع الضغط داخل البطن إلى دفع محتويات المعدة الحامضي للأعلى.

ومن الأسباب الشائعة لارتفاع الضغط داخل البطن, الحمل, الإمساك الشديد, آفات البروستات المضيقة, السعال المزمن, الإمساك المزمن, حمل الأثقال، أو تمارين ضغط البطن العنيفة .
وغيرها.

مما يميز حالتك -أخي الفاضل- هو عدم استجابتها للأدوية الأساسية لعلاج الارتجاع الحامضي، بينما نلاحظ استجابتها على مهدئات الجهاز الهضمي كالليبراكس، وكذلك علاقة الأعراض لديك مع الحالة النفسية.

وفي هذه الحالة نفكر عادة بوجود الارتجاع الصفراوي، والارتجاع الصفراوي هو مشكلة شائعة، فالصفراء هي العصارة الهضمية التي تتكون في الكبد وتفرز في القسم العلوي للاثني عشرية عبر فوهة القناة الصفراوية الجامعة والقادمة من الكبد, وقد تصعد هذه العصارة إلى الأعلى (وهو ما يسمى بالارتجاع) عبر الاثني عشرية حتى تصل إلى المعدة والمريء، وعادة ما يصاحب الارتجاع الصفراوي أيضاً ارتجاع حامضي؛ مما يسبب التهاب جدار المريء، ويزيد من مخاطر أذية الغشاء المخاطي للمريء, وكما تسبب العصارة الصفراوية التهاب جدار المعدة أيضاً.

وبعكس حالات ارتجاع حامض المعدة فلا يمكن السيطرة على ارتجاع الصفراء، لا تفيد المعالجة الخاصة للارتجاع الحامضي أو التدابير العلاجية الأخرى.

أعراض الارتجاع الصفراوي: الأعراض متشابهة مع الارتجاع الحامضي وقد يترافق الاثنين معا.

– شعور متكرر بالحرقة في الصدر، وقد ينتشر إلى الحلق مع طعم مر في الفم.

– شعور بالغثيان.

– تقئ العصارة الصفراء.

– سعال جاف من وقت لآخر.

- تزيد شدته الحالة النفسية، وكل الحالات التي تزيد الضغط داخل البطن.

المعالجة: 1 - ssucralfate 500 حبة ثلاث مرات قبل الطعام بنصف ساعة.

2 - Motilium10 حبة ثلاث مرات قبل الطعام بنصف ساعة.

3 - 300 ursodeoxycholic هذا الدواء قد يستعمل في الحالات الشديدة، وخاصة الارتجاع الصفراوي عقب العمليات الجراحية على المعدة.

مع تمنياتي لك بالشفاء.
.