السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أستشيركم في موضوع والدتي -أطال الله في عمرها-، لها فترة ليست بالقصيرة، 5 سنين تقريباً تعاني من الوسواس القهري، ولم نكن نعرف الاسم العلمي له، وتطور الموضوع إلى عزلة عن الناس، وحتى لو كنا معها في غرفة واحدة تسرح بطريقة مخيفة، وتتكلم بهمس.

الموضوع بدأ منذ أن تم فصلها من العمل، وبعد زفاف أختي بيوم ضاعت في البيت ساعة، فأخذت ترفع صوتها على الحاضرين، واتهمتهم بالسرقة، وفي كل مرة تتشاجر مع أحد من الجيران بأنهم ينقلون عنها كلاماً، وأنهم متحالفون ضدها، وتطور الموضوع إلى البعيد، تخاف من التكلم مع أي أحد بالهاتف خوفاً من أن يسجلوا المكالمة، وأعذار غريبة، وفي كل مرة تتشاجر مع الناس وإن كانوا بعيدين، هي لم تدرس حتى الابتدائية، ونحن الآن أبناؤها كل منا في منطقة بغرض الدراسة، وعرضنا عليها الذهاب إلى طبيب نفسي، فتقول: أنا لست مجنونة.

ولا نستطيع أخذها دون رغبتها.

فأرجوكم أن تفيدوني في حالتها -بارك الله فيكم-.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، نسأل الله الصحة والعافية لأمك، وأن يعوضها ما فقدت.

الأعراض التي ذكرتيها تبدو أنها تشابه أعراض الذهانيات، وتعرف في المصطلحات الطبنفسية بالهلاوس والضلالات، فالهلاوس قد تكون سمعية أو بصرية أو لمسية إلى آخر ذلك من الهلاوس الحسية، ويستدل عليها بأن المريض يستجيب لها مع أنها غير حقيقية، والضلالات هي اعتقادات خاطئة يعتقد فيها المريض بشكل ثابت ومستمر، ولا يقتنع بالأدلة التي تنفي اعتقاداته.

وعدم استبصار الوالدة بحالتها يحتم عليكم عرضها على أقرب طبيب نفسي، ليتم تشخيصها وإعطائها العلاج المناسب، فحاولوا معها بالتي هي أحسن، كأن تقولوا لها (نريد أن نتأكد من أي مرض جسمي مثلاً بإجراء بعض الفحوصات)، ثم يتم تحويلها بعد ذلك إلى عيادات الطب النفسي، مع الاتفاق مع الطبيب العضوي وشرح ما تعاني منه، وإذا لم توفقوا في الذهاب بها إلى طبيب، فيمكن أن يذهب أحدكم إلى أي طبيب نفسي ويشرح له كل الأعراض، ربما يساعد ذلك في طريقة العلاج.

أعانكم الله على علاجها.
.