السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبةٌ أبلغ من العمر 15 سنة، وقد بلغتُ في سن الـ 12، وكانت الدورة غير منتظمة، ثم في سن الـ 14 انقطعت عني الدورة تماماً، فقمتُ بعمل فحوصاتٍ وصور أشعة، وكان كل شيء سليماً -والحمد لله-، وأبلغوني أن الوضع طبيعيٌ، ومن الممكن أن تنقطع سنين أخرى، فهل من الممكن أن يزيد طولي بشكلٍ كبيرٍ خلال فترة انقطاعها، لأن هرمون الاستروجين منخفضٌ لدي؟ وكم سنتيمتراً -تقديراً منكم- قد يزيد طولي بإذن الله ؟ علماً أن طولي 167، ووزني 50.

أتمنى منكم الإفادة، ولكم جزيل الشكر...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ صبحة.

حفظها الله.

وبعد: الدورة في السنوات الثلاث الأولى هي دورة بدون تبويض، وتعتمد فقط على هرمون الاستروجين فقط، ولذلك تأتي وتنقطع تبعاً لارتفاع وهبوط هذا الهرمون، وبعد بداية نشاط المبايض وتفاعلها مع الهرمونات التي تُفرز من الغدة النخامية (LH FSH)، والهرمون الأول يُساعد في نمو وتطور البويضات حتى تصل إلى الحجم المناسب، من 18 إلى 22 مم، وعندها يزيد الهرمون الثاني زيادةً كبيرةً في منتصف الدورة، هذه الزيادة تؤدي إلى انفجار البويضة، وخروجها من جرابها في اتجاه الرحم، ويقوم الجراب بمسؤولية إفراز هرمون الـ (استروجين Estrogen)، وهرمون الـ (بروجيستيرون Progesterone)، وهذا الثاني يزيد زيادة أكبر في النصف الثاني من الشهر، ويُساعد على زيادة سماكة بطانة الدورة، وتجهيزها لانزراع أو تعشيش البويضة المخصبة للمتزوجات، وفي حالة الفتيات يموتُ جراب البويضة، وتقل الهرمونات، وتبدأ بطانة الرحم في التساقط، وتبدأ الدورة الشهرية، ولذلك إن شاء الله في عمر السادسة عشرة سوف تنتظم الدورة الشهرية؛ بشرط: المحافظة على الوزن؛ لأن زيادة الوزن تؤثر تأثيرًا مباشراً في الدورة الشهرية، وتؤدي إلى حدوث خللٍ فيها.

أما موضوع الطول؛ فإنه صفةٌ وراثية، تتحكم فيها جينات وكروموسومات وراثية، بالإضافة إلى طبيعة الغذاء الذي يتناوله الشخص، ولكن تأثير الجينات الوراثية أعلى وأكبر، وعند اكتمال البلوغ وانتظام الهرمونات يزيد معدل الطول، ومتوسط الزيادة السنوية 5 سم في العام، وأنت -ما شاء الله - طولك 167 سم، وأمامك خمس سنوات يمكن لطولك أن يزيد فيها، ولذلك من المتوقع لك أن تكوني عملاقةً في الطول، وهناك على العموم معادلة لتحديد الطول النهائي لك، وهي جمع طول الأب + طول الأم، وقسمة حاصل الجمع على 2، ويطرح من حاصل القسمة 13 في حالة الفتيات، ويضاف 13 في حالة الصبيان، ولذلك لا قلق عليك من مسألة الطول.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير..