أعاني كثيراً، ومنذ فترة طويلة من الدورة الشهرية بسبب الوسواس القهري؛ مما جعل حياتي الزوجية والعائلية والاجتماعية مدمرة للغاية، أصبحت لا أنام بسببها، ولا أهتم بنفسي ولا أولادي، ولا أستطيع التحمل أكثر من ذلك.

نصحوني بإيقاف الدورة بشكل نهائي عبر إجراء عملية جراحية، وهذا الحل الأمثل لأعيش حياتي طبيعية مع زوجي وأولادي وعائلتي، فلا أريد أن أدمر زواجي وحياتي بسببها! علماً بأني ملتزمة دينياً -الحمد لله- لكني لم أعد أستطع التحمل أبداً، فهل يجوز إجراء العملية؟ وهل هذه العملية خطرة على صحتي؟ أريد جواباً سريعًا -لو سمحتم-، أريد أن أعيش حياتي طبيعية مثل كل البشر وأهتم بكل شيء...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياكم الله -أختي الفاضلة- وجعل أيامكم خيراً وبركةً، وأدام عليكم الصحة والعافية، وشفاكم وعافاكم، وأصلح حالكم، وغيّر حالكم إلى أحسن حال.

بالنسبة لما ذكرت حول الدورة الشهرية -أختي-: فهي -بفضل الله تعالى- دورة تجديد وتنشيط للجسم، وهي التي تحصل بتأثير الهرمونات وفق نظام نظمه الخالق -عز وجل- بحيث يحصل الإخصاب والتبويض، ومن ثم يكتب الله تعالى الرزق بالبنين والبنات، وهذه أكبر نعمة.

ومن الطبيعي فيزيولوجياً حصول تبدلات في الجسم تحت تأثير الهرمونات، فقد يحصل عسر طمث -أي آلام- قبل وعند نزول الدورة، وكذلك أعراضٌ أخرى مثل، الصداع، والإمساك أو الإسهال، واحتباس السوائل، وهذا يحصل قبل نزول الدورة، ويمكن أن تتغير الدورة في نزولها بأوقات غير منتظمة؛ وذلك بسبب حالة نفسية، أو بدنية، أو اجتماعية، أو بسبب تغير المكان أو السفر، وهكذا، وكلها أمور يمكن حلها والسيطرة عليها.

وفي حال حدوث اضطراب كبير بالدورة يمكن الكشف والفحص، وإيجاد العلاج؛ لذلك فالدورة نعمة، وهي حالة وضعها الله -سبحانه وتعالى- بأجسامنا معشر النساء؛ فيجب عدم التذمر والشكوى -الله م عرّفنا على النعم بدوامها لا بزوالها-، وأنت -ولله الحمد- إلى هذا الوقت تنعمين بنعمة الأسرة والأولاد والصحة؛ لذلك أبعدي الأفكار السلبية والوسواس عنك، ويمكنك أخذ مسكنات في حال وجود الألم، وأخذ vit c لتنشيط جسمك وتخفيف النزيف.

ويمكن عمل تحاليل هرمونية في حال عدم انتظام الدورة، أي يمكن معالجة السبب، وليس الحل بعمل جراحي لإيقاف الدورة، ويمكن أخذ مهدئ نفسي من طبيبة نفسية.

وأما بخصوص سؤالك حول الحكم الشرعي للعملية، فنفيدك أنه ليس من اختصاص قسم الاستشارات، ويمكنك مراسلة مركز الفتوى؛ لأنه المختص بمثل هذه الأمور، وذلك على الرابط التالي: شفاك الله وعافاك -أختي-، وأدام عليكم الصحة والعافية..