مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | توضيح قوله تعالى ( إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان )
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | الخلط بين السور دون استعاذة وبسملة- سؤال وجواب | فاعلية مرهم (الكونتراكتوبكس) للتخلص من آثار الحروق القديمة
- سؤال وجواب | هل من هجر القرآن المداومة على قراءة سورة البقرة دون غيرها
- سؤال وجواب | التفسير العلمي لحديث الذبابة
- سؤال وجواب | حكم نسخ الكتب للدراسة والتبرع بها
- سؤال وجواب | هل يمكن أن يؤثر نقص فيتامين (دال) على الجنين؟
- سؤال وجواب | شراء أقراص منسوخة للألعاب من التعدي على الحقوق
- سؤال وجواب | حكم تنزيل البرامج الخاصة عن طريق الرقم التسلسلي
- سؤال وجواب | بعد تحسن والدتي مع علاج القدمين، أصبح العلاج بلا جدوى!
- سؤال وجواب | العمل القائم على التسويق الهرمي ممنوع شرعا
- سؤال وجواب | أعاني من تكيسات المبايض، وأخشى من استخدام حبوب منع الحمل
- سؤال وجواب | أطفال محرومون من اللعب مع الآخرين ويشعرون بالملل طوال الوقت
- سؤال وجواب | حكم تعلم المقامات الصوتية لتحسين الصوت بالقرآن
- سؤال وجواب | هل يمكن تناول حبوب الكولاجين باستمرار؟
- سؤال وجواب | مال المنحة يرجع فيه إلى شرط الجهة المانحة
ورد في قصة سليمان وملكة سبأ في سورة النمل الآية التالية : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) أنا أفهم أن المعنى : أنها ظلمت نفسها بالكفر ، وأنها أسلمت بعد أن تبين لها الحق ، ولكن لفظ الآية ، وعدم وجود علامة وقف بعد كلمة ( نفسي ) ، توحي بعكس هذا المعنى ، وهو أنها ظلمت نفسها بالإسلام - ومعاذ اللّه - ، فهل من توضيح ؟..
الحمد لله.
يقول تعالى في سورة النمل : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ، قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ، قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
النمل/44 يحكي سبحانه وتعالى في هذه الآية المفاجأة الكبيرة التي كان أعدها سليمان عليه السلام لملكة سبأ ، وكانت قصرا من البلور ، أقيمت أرضيته فوق الماء ، فوقفت الملكة مدهوشة أمام هذه العجائب التي يعجز عن مثلها البشر ، فرجعت إلى الله ، وناجته معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غيره ، معلنة إسلامها مع سليمان لله رب العالمين.
هذا هو فهم سياق القصة ، وهو أيضا ما تقتضيه قواعد اللغة العربية.
فإن قولها ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) جملة فعلية في محل رفع خبر ( إِنِّي ) ثم جاء حرف العطف ( الواو ) ليعطف جملة على جملة ، فقالت ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ) انظر "إعراب القرآن وبيانه" محيي الدين درويش (7/216) ، "الجدول في إعراب القرآن" لمحمود صافي (9/415) والتقدير : وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.
وهذا هو التقدير الصحيح ؛ لأن النحاة يقولون : إن حرف العطف إنما جيء به لاختصار التكرار في الجملة.
يقول ابن عقيل في "شرح ألفية ابن مالك" (2/208) : " العطف على نية تكرار العامل " انتهى.
فبدل أن تقول : جاء زيد وجاء عمرو ، تختصر فتقول : جاء زيد وعمرو.
وكذلك الحال في عطف الجمل التي لها محل من الإعراب : فبدل أن تقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه ، وإن الله سيحاسبكم عليه.
تختصر فتقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه وسيحاسبكم عليه.
فالواجب فهم الآية الكريمة على هذه القاعدة ، فيكون تقدير الآية : ( إني ظلمت نفسي ، وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ولا يلزم لغة - إذا كان العطف بين الجمل - أن تشترك في المعنى ، بل قد يكون المعنى متضادا.
يقول الأستاذ عباس حسن في "النحو الوافي" (3/557) : " والعطف بالواو إذا كان المعطوف غير مفرد ، قد يفيد مطلق التشريك ، نحو : نبت الورد ونبت القصب ، أو لا يفيد ، نحو : حضرت الطيارة ولم تحضر السيارة " انتهى.
فحين يعطف الله تعالى قول ملكة سبأ ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ ) لا يجوز أن تفهم على أنها توضيح للمعطوف عليه أو بيان له ، من حيث أصل اللغة ، فكيف حين يكون بين المعنيين تضاد ظاهر.
والسياق يبين أن الملكة اعترفت بظلمها نفسها حين كانت تعبد الشمس من دون الله ، فتابت من ذلك الشرك ، وأسلمت وجهها ، ووحدت عبادتها لله رب العالمين.
وبهذا يكون المعنى سليما ، وينتفي التوهم الذي يظنه السائل في الآية.
قد يكون لإشكال السائل وجه – من حيث قواعد النحو - إذا كان سياق الكلام : ( إني ظلمت نفسي : أسلمت مع سليمان ) بحذف حرف العطف ، على أن الجملة الثانية بدل من الجملة الأولى ، كقوله تعالى : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً : يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ) الفرقان/68-69 فإن مضاعفة العذاب هي بيان وتوضيح للإثم الذي يلقاه مرتكب الكبائر.
كما قد يكون لهذا الإشكال وجه – من حيث قواعد اللغة – لو كان حرف العطف هو الفاء ، فكان الكلام : إني ظلمت نفسي فأسلمت مع سليمان.
فإن الفاء تفيد – كثيرا – مع الترتيب ( التسبب ) ، أي الدلالة على السببية في عطف الجمل ، نحو : رمى الصياد الطائر فقتله.
انظر "النحو الوافي" (3/574) أَمَا وقد جاء السياق القرآني على الوجه البَيِّنِ الجَلِيِّ : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) فليس لإشكال السائل أي محل من الفهم الصحيح للسياق ، وقواعد النحو العربي.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يمكن تناول حبوب الكولاجين باستمرار؟- سؤال وجواب | مال المنحة يرجع فيه إلى شرط الجهة المانحة
- سؤال وجواب | حكم وضع برامج متصفح الأنترنت المجانية في الجوال
- سؤال وجواب | حكم مس المصحف لمن يستمني بيده وبم يستعان على غض البصر؟
- سؤال وجواب | المداومة يوميا على قراءة سورة الملك حرز من عذاب القبر
- سؤال وجواب | موقف الأولاد من والدهم المسيء الظالم
- سؤال وجواب | موقف الزوجة من تدخل والدي زوجها في حياتهما
- سؤال وجواب | واجب من أخذ مالا لا يستحقه
- سؤال وجواب | حكم اقتناء الكلب وتربيته وتدريبه
- سؤال وجواب | اشترك مع آخر في معاملة تورق فكيف يقسمان نصيبهما
- سؤال وجواب | لا حرج في قراءة سور من القرآن غير متتالية
- سؤال وجواب | حكم الانتفاع بالبرامج المنسوخة بدون إذن أصحابها
- سؤال وجواب | حكم الزواج بأخرى دون رضا الوالدين
- سؤال وجواب | بناء الأخوين بيتا لأخيهما الثالث طاعة للأب
- سؤال وجواب | حكم الانتفاع بمحاضرات الأساتذة التي ينزلها الطلاب على النت
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا