مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الفرق بين اسم الله ( الآخر ) وبين أبدية أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل وجود النصارى بين المسلمين كافٍ في بلوغ الدعوة إليهم- سؤال وجواب | زكاة العيادات الطبية
- سؤال وجواب | استولى على أموال إخوته وبعد سنوات أخذوا حقهم، فهل تلزمهم الزكاة؟
- سؤال وجواب | تناولت الالدوميت 250 فتسارعت نبضات قلبي. هل هذا طبيعي؟
- سؤال وجواب | النقود القديمة والطوابع التي يشتريها المرء بغرض القنية لا زكاة فيها
- سؤال وجواب | تأخر الحمل بعد حالة إجهاض
- سؤال وجواب | من مسائل الرضاع
- سؤال وجواب | من ملك نصابا ومر عليه حول وجبت عليه الزكاة
- سؤال وجواب | لا زكاة في الراتب المستهلك
- سؤال وجواب | كيف يتصرف الأولاد مع أبيهم الذي يُهين أُمَّهم؟
- سؤال وجواب | ما نصيحتكم لي لتلافي مخاطر التكلس؟ ومتى يتم تقرير نوع الولادة؟
- سؤال وجواب | حكم إخراج الزكاة عن القرض
- سؤال وجواب | بيان خطأ المثل القائل: لو صبر القاتل على المقتول لمات لوحده
- سؤال وجواب | زكاة المال المستثمَر
- سؤال وجواب | يضم المالان إلى بعضهما لتكميل النصاب
إذا كنّا سنعيش في الجنة عيشة أبدية لا موت فيها، أليس في ذلك مناقضة لحقيقة أنه لا أبدية إلا لله؟.
الحمد لله.
أولا : لا شك أن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة فإنهم يحيون فيها منعمين خالدين أبدا ، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة : أن أهل الجنة ينعمون في الجنة خالدين فيها أبدا ، وأهل النار يعذبون في النار خالدين فيها أبدا ، قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ) النساء/ 122.
وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ) الأحزاب/ 64، 65.
وروى البخاري (4730) ومسلم (2849) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ - ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْتُ - وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ - فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا ( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ).
ثانيا : هذه الحقيقة التي ذكرت في السؤال : "أنه لا أبدية إلا لله " ؛ هي قول لا أصل له في الدين ، بل هو قول باطل بإجماع المسلمين على أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآبدين ، خلودا بلا موت.
وهكذا أهل النار ، الذين هم أهلها من الكفار.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن من المخلوقات ما لا يعدم ، وهو الجنة والنار والعرش وغير ذلك ، ولم يقل بفناء جميع المخلوقات إلا طائفة من أهل الكتاب المبتدعين ، وهو قول باطل " انتهى من "مختصر الفتاوي المصرية" (1 /169).
ثالثا : ينبغي أن ننتبه هنا إلى أمرين : الأول : أن أبدية المخلوقات التي كتب الله لها البقاء في الدار الآخرة ، قد سبقها فناء وعدم ، وأما الله جل جلاله : فهو أول بلا ابتداء ، وآخر بلا انتهاء ، ولا فناء ، جل شانه.
الثاني : أن أبدية المخلوقين هي عطاء وهبة من الله ؛ فكما أنه وجود المخلوق إنما هو بخلق الله له ، وليس وجودا من عنده ، أو عند غيره من المخلوقين ؛ فكذلك بقاء الخلق في الدار الآخرة ، إنما هو عطاء الله لهم ، وخلقه ، وتقديره.
وهذا يدلنا على أن بقاء الخلق وأبديته في الدار الآخرة ، لا يشبه بقاء الخالق سبحانه ؛ وأن ما اختص الله به سبحانه في ذلك ليس هو مجرد البقاء الأبدي الذي لا يزول ؛ بل اختص الخالق سبحانه من ذلك بما يليق به من البقاء الكامل للخالق ، وللمخلوق ما يليق به من البقاء المخلوق من الله.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " يَجِبُ الْقَطْعُ بِأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /379).
رابعا : اختص الله سبحانه - في بقائه الأبدي - بصفة لا يشركه فيها غيره ، وهي صفة الآخرية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ) رواه مسلم (2713) قال شيخ الإسلام رحمه الله : " فَلَا يَكُونُ شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَلَا بَعْدَهُ ، وَلَا فَوْقَهُ ، وَلَا دُونَهُ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (16 /359) وقال أيضا : " هو الأول الذي ليس قبله شيء ، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ، فهو القديم الأزلي الدائم الباقي بلا زوال " انتهى من " درء تعارض العقل والنقل " (1 /69).
وقال ابن القيم رحمه الله : " فأَولية الله عَزَّ وجَلَّ سابقة على أَولية كل ما سواه ، وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه ، فأَوليته سبقه لكل شيء ، وآخريته بقاؤه بعد كل شيء ، وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء ، ومعنى الظهور يقتضى العلو، وظاهر الشيء هو ما علا منه وأحاط بباطنه ، وبطونه سبحانه إِحاطته بكل شيء ، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه ، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه ، هذا لون ، وهذا لون.
فمدار هذه الأَسماءِ الأَربعة على الإحاطة ، وهى إحاطتان : زمانية ، ومكانيه ؛ فأحاطت أَوليته وآخريته بالقبل والبعد ، فكل سابق انتهى إِلى أَوليته ، وكل آخر انتهى إِلى آخريته ؛ فأَحاطت أَوليته وآخريته بالأَوائل والأَواخر، وأَحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن ، فما من ظاهر إلا والله فوقه ، وما من باطن إِلا والله دونه ، وما من أول إلا والله قبله ، وما من آخر إلا والله بعده ، فالأَول قِدَمه ، والآخر دوامه وبقاؤه ، والظاهر علوه وعظمته ، والباطن قربه ودنوه.
فسبق كل شيء بأَوليته ، وبقى بعد كل شيء بآخريته ، وعلا على كل شيء بظهوره ، ودنا من كل شيء ببطونه ، فلا تواري منه سماء سماء ، ولا أرض أرضا ، ولا يحجب عنه ظاهر باطن ، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة ، والبعيد منه قريب ، والسر عنده علانية، فهذه الأَسماءُ الأَربعة تشتمل على أَركان التوحيد ، فهو الأَول فى آخريته والآخر فى أَوليته ، والظاهر في بطونه ، والباطن في ظهوره ، لم يزل أَولاً وآخراً ، وظاهراً وباطناً " انتهى من "طريق الهجرتين" (31).
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حكم زكاة المال المدخر الذي لا يستطيع الموظف قبضه إلا في نهاية الخدمة- سؤال وجواب | العمل كمحاسب تأمين طبي في مستشفى يتعامل مع شركات التأمين
- سؤال وجواب | صلاة من بقي منحنيا يسيراً حال الاعتدال من الركوع
- سؤال وجواب | زكاة أرباح العمل
- سؤال وجواب | قال لزوجته (طالق) ثم قالها ثانية
- سؤال وجواب | خوفي الشديد من المستقبل يجعلني أخاف من الزواج
- سؤال وجواب | أمي تعاني مع جدتي. فهل للاكتئاب علاقة بهذا؟
- سؤال وجواب | فوائد الختان الصحية والشرعية
- سؤال وجواب | قلت لزوجتي: "أنت طالق بعد مائة عام" فما الحكم؟
- سؤال وجواب | للولد السكنى في بيت أبيه، وإثم القرض الربوي متعلق بذمة والده
- سؤال وجواب | حكم السؤال عن الحكمة مما قدره الله استفهاما أو اعتراضا
- سؤال وجواب | هل يمكن أن يسبب الافكسور هذه الأفكار؟
- سؤال وجواب | هل أستطيع تغيير شخصيتي والقلق الذي في قلبي؟
- سؤال وجواب | أعاني من انتفاخ بسيط في الإبط الأيمن مع ألم. فما العلاج؟
- سؤال وجواب | النزلة المعوية عند الحامل والعلاج المناسب
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا