مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يوصف الله تعالى بالمكر والخيانة والخداع ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | من استخدم أدوات العمل لمصلحته الشخصية- سؤال وجواب | عوامل مساعدة لتخفيف المذي
- سؤال وجواب | حكم إزالة الإصبع الزائد
- سؤال وجواب | الدليل على تحديد مدة الطهر بين الحيضتين
- سؤال وجواب | دعاء المظلوم والدعاء للغير إذا كان بغير إرادة من الداعي
- سؤال وجواب | من أحكام الطلاق قبل الدخول
- سؤال وجواب | هل يجوز العمل كمحاسب في مصنع دخان
- سؤال وجواب | يتساءل عن الحكمة من عدم ذكر أعداد ركعات الفرائض في القرآن الكريم
- سؤال وجواب | الجمع بين أنواع الأطعمة. هل في ذلك ضرر؟
- سؤال وجواب | زادت أمراضي العضوية والنفسية، وأرجو منكم النصح والمشورة.
- سؤال وجواب | الأصل في كل شيء الإباحة حتى يوجد من الشرع دليل يخرجه منها
- سؤال وجواب | أعاني من شخصية اكتئابية وحساسة. فما العلاج؟
- سؤال وجواب | الفرق بين تخيل المعصية والعزم عليها وفعلها
- سؤال وجواب | هل يجوز التقدم للزواج من امرأة معقود عليها وزوجها غائب لا يعرفون عنه شيئا ؟
- سؤال وجواب | لا يجوز دراسة التمثيل إلا لغايات شرعية ودعوية معتبرة
هل يوصف الله تعالى بالمكر والخداع والخيانة ، كما في قوله تعالى : (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ) وقوله : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) ؟..
الحمد لله.
صفات الله تعالى كلها صفات كمال ، دالة على أحسن المعاني وأكملها ، قال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) النحل/60.
وقال تعالى : (وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الروم/27.
ومعنى المثل الأعلى أي الوصف الأكمل.
قال السعدي في تفسيره (ص 718، 1065) : "المثل الأعلى" هو كل صفة كمال اهـ.
والصفات ثلاثة أنواع : الأول : صفات كمال ، لا نقص فيه بوجه من الوجوه.
فهذه يوصف الله تعالى بها وصفاً مطلقاً ولا يقيد بشيء ، مثال ذلك : العلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والرحمة.
إلخ.
الثاني : صفات نقص ، لا كمال فيها ، فهذه لا يوصف الله تعالى بها أبداً ، كالنوم ، والعجز ، والظلم ، والخيانة.
إلخ.
الثالث : صفات يمكن أن تكون كمالاً ، ويمكن أن تكون نقصاً ، على حسب الحال التي تُذكر فيها.
فهذه لا يوصف الله تعالى بها على سبيل الإطلاق ، ولا تنفى عن الله تعالى على سبيل الإطلاق ، بل يجب التفصيل ، ففي الحال التي تكون كمالاً يوصف الله تعالى بها ، وفي الحال التي تكون نقصاً لا يوصف الله تعالى بها.
ومثال هذا : المكر ، والخديعة ، والاستهزاء.
فالمكر والخديعة والاستهزاء بالعدو صفة كمال ، لأن ذلك يدل على كمال العلم والقدرة والسلطان.
ونحو ذلك.
أما المكر بالمؤمنين الصادقين فهو صفة نقص.
ولذلك لم يرد وصف الله تعالى بهذه الصفات على سبيل الإطلاق ، وإنما ورد مقيداً بما يجعله كمالاً.
قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) النساء /142.
فهذا خداع بالمنافقين.
وقال : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال/30.
وهذا مكر بأعداء الله الذين كانوا يمكرون برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وقال عن المنافقين : ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) البقرة /14-15.
وهذا استهزاء بالمنافقين.
فهذه الصفات تعتبر كمالاً في هذا السياق الذي وردت فيه.
ولهذا يقال : الله تعالى يستهزئ بالمنافقين ، ويخادعهم ، ويمكر بأعدائه.
ونحو ذلك.
ولا يجوز أن يوصف الله تعالى بالمكر والخادع وصفاً مطلقاً.
لأنه حينئذٍ لا يكون كمالاً.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يوصف الله بالمكر؟ وهل يسمى به ؟ فأجاب : " لا يوصف الله تعالى بالمكر إلا مقيداً ، فلا يوصف الله تعالى به وصفاً مطلقاً ، قال الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) الأعراف/99.
ففي هذه الآية دليل على أن لله مكراً ، والمكر هو التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر.
ومنه جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ( الحرب خدعة ).
فإن قيل : كيف يوصف الله بالمكر مع أن ظاهره أنه مذموم ؟ قيل : إن المكر في محله محمود يدل على قوة الماكر، وأنه غالب على خصمه ولذلك لا يوصف الله به على الإطلاق ، فلا يجوز أن تقول : "إن الله ماكر" وإنما تذكر هذه الصفة في مقام يكون مدحاً ، مثل قوله تعالى : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) الأنفال /30 ، وقوله : ( وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) النمل /50.
ولا تنفى هذه الصفة عن الله على سبيل الإطلاق ، بل إنها في المقام الذي تكون مدحاً يوصف بها ، وفي المقام الذي لا تكون فيه مدحاً لا يوصف بها.
وكذلك لا يسمى الله به فلا يقال : إن من أسماء الله الماكر ، والمكر من الصفات الفعلية لأنها تتعلق بمشيئة الله سبحانه" اهـ.
"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/170).
وسئل أيضاً : هل يوصف الله بالخيانة ؟ والخداع كما قال الله تعالى: ( يخادعون الله وهو خادعهم )؟ فأجاب : " أما الخيانة فلا يوصف الله بها أبداً ، لأنها ذم بكل حال ، إذ إنها مكر في موضع الائتمان ، وهو مذموم ، قال الله تعالى : ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) الأنفال /71 ، ولم يقل : فخانهم.
وأما الخداع فهو كالمكر يوصف الله تعالى به حين يكون مدحاً ، ولا يوصف به على سبيل الإطلاق قال الله تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) النساء /142 اهـ.
"فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/171).
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أقلعت عن الأفلام الإباحية والعادة السرية ولكن بقيت بعض الآثار السلبية، كيف أتخلص منها؟- سؤال وجواب | صرت عدوانية بسبب الضغط النفسي والكتمان، فما الحل؟
- سؤال وجواب | لا يجوز فتح مقهى لشرب الشيشة
- سؤال وجواب | أنشأوا جمعية لتيسير الزواج فما حكمها؟
- سؤال وجواب | حكم قول الرجل لصاحبه : " اختبر شيطانك " !
- سؤال وجواب | حكم استخدام طابعة المدرسة لطباعة كتب للاستفادة
- سؤال وجواب | من حلف بالطلاق وحنث يقع طلاقه
- سؤال وجواب | أعاني من رائحة فروة شعري، ما الحل؟
- سؤال وجواب | علامات قبول الله للعبد وعباداته
- سؤال وجواب | موقف العلماء من الفتن
- سؤال وجواب | كيف أتصرف مع زوجي الذي يغيب عن البيت مع رفقة السوء
- سؤال وجواب | زيارة المسجد الحرام كل خمس سنوات
- سؤال وجواب | هل يقبض يديه ويشير بسبابته في الجلسة بين السجدتين؟
- سؤال وجواب | لماذا يبتلى الصالحون أكثر من غيرهم؟
- سؤال وجواب | أفكار تراودني بأنه لا فائدة من القراءة. فما توجيهكم
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا