مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل كانت توجد زمنَ النبي صلى الله عليه وسلم نسخٌ من التوراة غير محرفة ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | صدقة السِّر وصدقة العلانية- سؤال وجواب | أنواع المحليات البديلة عن السكر
- سؤال وجواب | حكم الجلوس على الجرائد المحتوية على ما هو معظم شرعا والتغليف بها
- سؤال وجواب | كيف يمكنني أن أتخلص من الكسل؟ وهل هو مرض؟
- سؤال وجواب | ما يفعل تخفيفا عن السارق والمفرطة في القضاء اللذين ماتا
- سؤال وجواب | جرعة الدواء المناسبة لعلاج التشنجات عند الطفل
- سؤال وجواب | حكم اتباع جنازة القريب الكافر
- سؤال وجواب | من قتل عثمان بن عفان؟
- سؤال وجواب | حكم حلف الرجل بالطلاق على خطيبته
- سؤال وجواب | كيفية استفادة طالب العلم من العلوم التي درسها
- سؤال وجواب | الرهاب الاجتماعي دمر حياتي وجعلني صغيرا في عيون الناس!
- سؤال وجواب | أسباب الدوخة والدوار وعلاجها
- سؤال وجواب | احتكاك مفاصل الركبة وأهم أعراضه وكيفية معالجته
- سؤال وجواب | ما سبب الألم في المعدة رغم سلامة الفحوصات؟
- سؤال وجواب | هل كرهه لبعض المسلمين الذين تقع منهم ذنوب ومعاصي من الاحتقار؟
هناك حديث عن عبد الله بن عمر يقول فيه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع نسخة من التوراة على وسادة احتراماً لها.
فهل يعني ذلك أن هذه النسخة لم تحرف ؟ أم لأنها تحوي كلام الله رغم بعض التغييرات التي طرأت عليها ؟.
الحمد لله.
أولا : أخبرنا الله عز وجل في كتابه أن أهل الكتاب حرفوا التوراة والإنجيل ، وبدلوا كلام الله ، فقال تعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 75 ، وقال تعالى : ( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ) النساء/ 46.
قال السعدي رحمه الله : " إما بتغيير اللفظ أو المعنى ، أو هما جميعا " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 181).
غير أن هذا التحريف ليس شاملاً لكل ما جاء في كتبهم ، فلم تزل كتبهم متضمنة لأشياء من الحق.
ثانيا : لا يوجد ما يمنع من القول بأنه كانت توجد نسخ صحيحة من كتب أهل الكتاب لم يطلها التبديل والتحريف ، وبقيت إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " قِيلَ : لَيْسَ فِي الْعَالِمِ نُسْخَةٌ بِنَفْسِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ؛ بَلْ ذَلِكَ مُبَدَّلٌ ؛ فَإِنَّ التَّوْرَاةَ انْقَطَعَ تَوَاتُرُهَا ، وَالْإِنْجِيلَ إنَّمَا أُخِذَ عَنْ أَرْبَعَةٍ.
ثُمَّ مِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَثِيرًا مِمَّا فِي التَّوْرَاةِ أَوْ الْإِنْجِيلِ بَاطِلٌ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : بَلْ ذَلِكَ قَلِيلٌ.
وَقِيلَ لَمْ يُحَرِّفْ أَحَدٌ شَيْئًا مِنْ حُرُوفِ الْكُتُبِ وَإِنَّمَا حَرَّفُوا مَعَانِيَهَا بِالتَّأْوِيلِ ، وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ قَالَ كُلًّا مِنْهُمَا كَثِيرٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، وَالصَّحِيحُ الْقَوْلُ الثَّالِث ُ، وَهُوَ أَنَّ فِي الْأَرْضِ نُسَخًا صَحِيحَةً وَبَقِيَتْ إلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُسَخًا كَثِيرَةً مُحَرَّفَةً " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/ 103-104).
ثالثا : روى البخاري (7543) ، ومسلم (1699) - واللفظ له - عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ زَنَيَا ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ يَهُودَ ، فَقَالَ: ( مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى ؟) قَالُوا : نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا، وَنُحَمِّلُهُمَا ، وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا ، وَيُطَافُ بِهِمَا ، قَالَ : ( فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) ، فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَؤوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ وَضَعَ الْفَتَى الَّذِي يَقْرَأُ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ، وَقَرَأَ مَا بَيْنَ يَدَيْهَا ، وَمَا وَرَاءَهَا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُرْهُ فَلْيَرْفَعْ يَدَه ُ، فَرَفَعَهَا فَإِذَا تَحْتَهَا آيَةُ الرَّجْمِ ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرُجِمَا " ورواه أبو داود (4449) ولفظه : " أَتَى نَفَرٌ مِنْ يَهُودٍ ، فَدَعَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقُفِّ - اسم واد بالمدينة - فَأَتَاهُمْ فِي بَيْتِ الْمِدْرَاسِ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِمِ : إِنَّ رَجُلًا مِنَّا زَنَى بِامْرَأَةٍ ، فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ ، فَوَضَعُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ : ( بِالتَّوْرَاةِ ) ، فَأُتِيَ بِهَا ، فَنَزَعَ الْوِسَادَةَ مِنْ تَحْتِهِ ، فَوَضَعَ التَّوْرَاةَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَ : ( آمَنْتُ بِكِ وَبِمَنْ أَنْزَلَكِ ) ثُمَّ قَالَ : ( ائْتُونِي بِأَعْلَمِكُمْ ) ، فَأُتِيَ بِفَتًى شَابّ ٍ، ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ الرَّجْمِ.
وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود ".
قال في "عون المعبود" : " ( وَوَضَعَ التَّوْرَاة عَلَيْهَا ) : أَيْ عَلَى الْوِسَادَة ، وَالظَّاهِر أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ التَّوْرَاة عَلَى الْوِسَادَة تَكْرِيمًا لَهَا , وَيُؤَيِّدهُ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( آمَنْت بِك وَبِمَنْ أَنْزَلَك ) " انتهى.
فوضع النبي صلى الله عليه وسلم نسخة التوراة على الوسادة تعظيما لها لما تتضمنه من الحق ، فيحتمل أن هذه النسخة لم يطلها التبديل والتحريف ، ويحتمل أن يكون بعضها محرفا ، وبعضها غير محرف ، ورفعها النبي صلى الله عليه وسلم على الوسادة تعظيما لما بها من الحق.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عند شرحه لهذا الحديث : " وَقَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ بَعْضُهُمْ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يُسْقِطُوا شَيْئًا مِنْ أَلْفَاظِهَا - يعني التوراة - ؛ وَالِاسْتِدْلَالُ بِهِ لِذَلِكَ غَيْرُ وَاضِحٍ ؛ لِاحْتِمَالِ خُصُوصِ ذَلِكَ بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ ، فَلَا يَدُلُّ عَلَى التَّعْمِيمِ ، وَكَذَا مَنِ اسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ التَّوْرَاةَ الَّتِي أُحْضِرَتْ حِينَئِذٍ كَانَتْ كُلُّهَا صَحِيحَةً سَالِمَةً مِنَ التَّبْدِيلِ ؛ لِأَنَّهُ يَطْرُقُهُ هَذَا الِاحْتِمَالَ بِعَيْنِهِ ، وَلَا يَرُدُّهُ قَوْلُهُ : ( آمَنْتُ بِكَ وَبِمَنْ أَنْزَلَكَ ) لِأَنَّ الْمُرَادَ أَصْلُ التَّوْرَاةُ " انتهى من "فتح الباري" (12/ 172).
ولا نستطيع أن نقطع بواحد من الاحتمالين ، وإنما المقطوع به : أن قوله في الحديث : ( فَجَاءُوا بِهَا فَقَرَءُوهَا حَتَّى إِذَا مَرُّوا بِآيَةِ الرَّجْمِ.
) يدل على أن هذا القدر من التوراة ، الذي قرءوه بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنه آية الرجم : هو من التوراة المنزلة غير المحرفة.
والله تعالى أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | احتكاك مفاصل الركبة وأهم أعراضه وكيفية معالجته- سؤال وجواب | ما سبب الألم في المعدة رغم سلامة الفحوصات؟
- سؤال وجواب | هل كرهه لبعض المسلمين الذين تقع منهم ذنوب ومعاصي من الاحتقار؟
- سؤال وجواب | محتاج لعلاج التهاب الحلق بسرعة لأشارك في مسابقة إنشادية، فساعدوني!
- سؤال وجواب | أعاني من ارتفاع الضغط داخل المشفى فقط فهل أحتاج للعلاج؟
- سؤال وجواب | بسبب تجربة حب سابقة لم أعد أشعر بزوجتي، ما توجيهكم لي؟
- سؤال وجواب | حكم إمامة المستنكح بالشك
- سؤال وجواب | حكم دفع إيجار المسجد من الزكاة
- سؤال وجواب | طول مدة الدورة الشهرية هل هو أمر طبيعي؟ أفيدوني
- سؤال وجواب | أريد حلا لحالتي فأنا لا أحب النوم وأتهرب منه!
- سؤال وجواب | التحريم يتعلق بالراضع وفروعه لا حواشيه وأصوله
- سؤال وجواب | أختي تعاني من ضيق في التنفس وآلام في الظهر، فما سبب ذلك؟
- سؤال وجواب | الترتيب بين أعمال يوم النحر مستحب
- سؤال وجواب | طفلي معاق ويعاني من اضطراب في المخ
- سؤال وجواب | تساقط الشعر القصير سبب لي أزمة نفسية
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا