أنا شاب عمري 23 سنة، وقد قرأت عددا من الفتاوى تشير إلى مشروعية الدعاء بزياة طول القامة، وعلى هذا الأساس منذ فترة وأنا أدعو الله تعالى بذلك، وسؤالي: هل يجوز أن أحدد طولا معينا في عمر معين عند الدعاء؟ علما بأنني أدعو بهذه الصيغة: الله م إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد أن تزيد بقدرتك طول قامتي إلى 178 سم قبل أن أبلغ الرابعة والعشرين من عمري ـ وقد حددت العمر، لأن النمو يتوقف عند 24 أو 25 سنة؟ وشكرا..

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:فلا حرج على المسلم أن يسأل الله تعالى كل ما يحب وما يحتاج إليه ما لم يكن في ذلك إثم أو قطيعة رحم، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ.

رواه ابن السني والطبراني وغيرهما.وانظر الفتوى رقم:

49055.

ولذلك، فالدعاء بطول القامة إذا كان الشخص ما زال في مرحلة النمو لا حرج فيه، أما إذا كان بعد اكتمال النمو واستقرار القامة، فإنه وإن كان داخلا فيما يقدر الله تعالى عليه، إلا أنه لا ينبغي، لأن الله تعالى قد أجرى أمور الخلق في هذا الكون على سنن كونية ثابتة، فلا ينبغي أن يسأل الله تعالى ما هو جار على خلاف هذه السنن، وانظر الفتويين رقم:

182615

، ورقم:

117198

، وما أحيل عليه فيهما.والدعاء المذكور لا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ وكذلك سؤال التعجيل بالإجابة في زمن معين لا حرج فيه، فمن دعاء النَّبِيَّ صَلَّى الله ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ.

الحديث رواه الطبراني والحكم وصححه الألباني.وقد بينا ماهية التعجل المنهي عنه في الدعاء في الفتوى رقم:

54325.

والله أعلم..