السلام عليكم ورحمة الله.

أنا طالبة، وأنهيت دراسة الثانوية العامة بتفوق، طموحي دراسة طب الأسنان، ومنذ طفولتي معدل درجاتي عالٍ، ومعدلي في الثانوية يسمح بدخولي جامعة أقساطها عالية جدًا، ووضع أهلي الاقتصادي حرج، لذلك دخلت الهندسة وأقساطها أقل بكثير، على أمل أن تتحسن حياتنا، وأكمل المسيرة، لكن الفصل الأول مر بصعوبة بالغة، وحلمي لم ينطفئ، بل ازداد حبي للتخصص، ويتبقى أقل من شهر على انتهاء التسجيل في الجامعات، واتخذت قرارًا ألَّا أكمل الهندسة نهائيًا، ولم أخبر أهلي حتى الآن؛ فهم يظنون أني جيدة في الهندسة، ولا أعلم ماذا أفعل؟ هل أترك دراسة الهندسة، أم أكملها وأبقى طوال حياتي نادمة؟ مع العلم أن علاماتي ليست سيئة؛ لكن هذا ليس مقياسًا، فأرجو المساعدة، هذه الفترة أصعب فترة مرت عليّ في حياتي...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرة هي أحلام وآمال الطالب قبل الالتحاق بتخصص ما، ولكن هل هذه الأحلام تتطابق مع ما يمتلكه من قدرات، وإمكانيات أكاديمية وعقلية؟ وفيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية التي سوف تساعدك في اتخاذ القرار: -أولًا: عليك التمييز بين القدرات والميول أو الأحلام، فالقدرات هي ما يكتسبه الإنسان بالجينات المتوارثة من والديه، إضافة للعوامل البيئية، وتأثيرها في تلك القدرات سلبًا أو إيجابًا، أما الميول فهي شيء يحبه الشخص ويتمناه، والأنشطة التي يستمتع بأدائها، ويقضي فيها وقتًا طويلًا دون كلل أو ملل.

- ثانيًا: اعملي على تقييم قدراتك، فحددي قدراتك التي تمتلكينها، فالإبداع في تخصص ما ليس بالضرورة أن يكون بالمثل في تخصص آخر.

- ثالثًا: أول ما عليك فعله هو: إخبار والديك بما تنوين القيام به؛ لأن الأهل هم من ينفقون عليك أثناء دراستك، إضافة إلى أن رأيهما يفترض أن يُؤخذ في الاعتبار، خصوصًا أنك ذكرت في البداية بعدم وجود القدرة المالية، لتحمُّل الأهل نفقات دراستك في كلية طب الأسنان.

- رابعًا: قبل التفكير في التحويل إلى كلية طب الأسنان، قومي بزيارة الكلية، والتقِي ببعض الطلبة، وتحدثي إليهم عن طبيعة القبول في الكلية ومتطلباته، وطبيعة المواد الدراسية، واستمعي لكلامهم عن تجاربهم في السنة الدراسية الأولى، فهذا يزودك بأفكار مبدئية لا بأس بها.

- خامسًا: التقي بخريجي كلية الطب، واستمعي لتجاربهم، ومعاناتهم، وفرص العمل بعد التخرج.

- سادسًا: لا تتركي دراسة الهندسة، ولا تفكري في ذلك نهائيًا، بل اختاري التخصص بناءً على ما ذكر سابقًا.

- سابعًا: نوصيك بصلاة الاستخارة؛ فهي سنة، والدعاء فيها يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف، وصفتها: «إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ (‌وَيُسَمِّي ‌حَاجَتَهُ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ (‌وَيُسَمِّي ‌حَاجَتَهُ) شَرٌّ لِي، فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي » [رواه البخاري].

وفقك الله لما يحبه ويرضاه..