مسلم كان يتحدث مع والدته حيث إنها كانت تعاتبه عن أنه تكلم عن أشخاص بشكل غير لائق وسبهم أي شتمهم أمام ابنتهم وهم ليسوا حضورا.
فرد عليها أنه تعلم كثرة الكلام والسباب منها هي (أمه) حيث إنها تقضي اليوم في الحديث مع أقاربها وبعض كلامها فيه سب، فكان يريد أن يشرح لها أنه تعلم ذلك منها فقال: طالق وسكت حيث إنه كان يريد أن يقول طالق لساني في سيرة فلان وفلان بسبب تعلمي ذلك منك، لكن فوجئ بأنه استخدم هذه الكلمة في الشرح لأمه، لكن فوجئ بنطقها ولم يرد استخدامها لأنه توجد كلمات أخرى تغنى عن الشرح، فسكت ولم يكمل الحديث بعد طالق حيث إنه فزع أو فوجئ بقولها وهو لا يريد فسكت ولم يكمل الحديث خوفا من تكرار ذلك..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فما تلفظ هذا الرجل به مع والدته لا يقع به طلاق زوجته ولا علاقة له بذلك، ما دام لم يقصد به طلاقها لأنه لم يستعمل اللفظ في هذا المعنى، وينبغي أن يحذر من الوسوسة في أمر الطلاق، ويعرض عن هذه الهواجس، فإن التمادي فيها عواقبه وخيمة.وننبّهه إلى أنّ مخاطبته لوالدته بما ذكر في السؤال لا يجوز لما فيه من الإساءة إليها، ولا شكّ أنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم، وقد أمر الله بمخاطبة الوالدين بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، قال تعالى:.
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.
{الإسراء:23،24}.والله أعلم..