سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | كيف تتصرف مع والديها اللذين يعاملانها بقسوة ويشتكون منها دائماً؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل تأخر الدورة طبيعي في حال وجود ارتفاع في هرمون الحليب؟- سؤال وجواب | كيفية التصرف الشرعي في أشرطة الأفلام
- سؤال وجواب | التليف والتكيس على المبايض، هل يعيقان الحمل؟
- سؤال وجواب | درجة حديث (من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله )
- سؤال وجواب | تغير مكان الكيس المبيضي .هل يعد مشكلة؟
- سؤال وجواب | زنى بنصرانية ثم تزوجها
- سؤال وجواب | مصير جثة ابن نوح عليه السلام بعد أن غرق في الطوفان
- سؤال وجواب | هل ممكن حدوث الحمل إذا كان الزوج يشكو من قلة الحيوانات المنوية؟
- سؤال وجواب | حكم طاعة البنت لوالديها في الالتحاق بجامعة مختلطة
- سؤال وجواب | أرغب بدواء بديل عن الزيروكسات لعلاج الخجل وقلة الكلام.
- سؤال وجواب | أدعو الله بالزوج الصالح منذ عشر سنوات.فهل أتوقف عن الدعاء؟
- سؤال وجواب | أولياء المرأة في الزواج وحكم العضل
- سؤال وجواب | مسألة التدرج في الحجاب
- سؤال وجواب | حدود الحرية في الإسلام
- سؤال وجواب | هل هناك عمل واحد إذا عمله الإنسان ضمن دخول الجنة والنجاة من النار؟
ما حكم الشرع في من يعاملها والداها بقسوة ، ويقولان لها : لست بنتنا ، ويطالبونها بالقيام بأشياء على حساب أسرتها ، والقيام بأمر بيتها ، ورغم كل ما تقوم به، مثل : تطبيب الأم ، إلا أنها دائما تقابل من طرف الأب أولا بالإنكار والجحود ، وأنها مقصرة ، والأم تابعة له في كل أرائه ، إذا قمت بزيارتهم وأردت خدمتهم فإنهم يقولون : بأن الجيران يتكفلون بهم ، وإذا رجعت يخبرون الناس بأنني جاحدة لا أخدمهم ، وكلما زرتهم رجعت إلى بيتي بقلب ممزق، وزوجي يأمرني بعدم الزيارة إلا مرة في الشهر.
فما العمل ؟.
الحمد لله.
كثيرة هي المشاكل التي تعرض في حياة الأسرة المسلمة ، كما أنها متنوعة بتنوع نواحي الحياة المختلفة إلى اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية ، ولكن من أخطر أنواع المشاكل تلك التي يعاني فيها الأبناء من تصرفات آبائهم وأمهاتهم ، ذلك أن الواجب أن يقوم الوالدان باحتواء أبنائهم وبناتهم وشملهم بعطفهم ورعايتهم ، وتفهم حاجاتهم ، ومراعاة نفسياتهم ، في حين أن الحال ينعكس في هذا النوع من المشاكل ، حيث تتغير وجهة الخطاب لتصبح موجهة إلى الأولاد ، كي تتسع صدورهم ونفوسهم لما يعانونه من والديهم.
وسوف نعترف لك - مقدما - بأن حديثنا هنا ربما يبدو وكأنه يهون من مشكلة ، هي كبيرة في حقيقة الأمر ، ونقول لك أختنا الكريمة : لا عيب في ذلك ، فإذا قدر أن ذلك التهوين يخفف عنا بعضا من أعباء تلك المشاكل ، وإحساسنا بوطأتها ، فأهلا به ، وهو جزء من العلاج : فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ * إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ وإذا كان لهذه المشكلة طرفان : أحدهما أنت ، والآخر : أسرتك ؛ أمك ، وأبوك ؛ فإن حديثنا سوف ينصب في معظمه عليك ، وأنت الشاكية ، وأنت المظلومة ، كما يبدو لنا من رسالتك ؟! وإذا بدا ذلك نوعا من الاستسهال في التعامل مع المشكلة ، فليكن ـ أختنا الكريمة ـ ؛ فلا أنت ، ولا نحن نريد تعقيد المشكلة ، ولا إلهاب العداوة ، إنما نريد الحل ، بغض النظر عن طرف الخيط الذي نمسك به ؛ فالمهم أن نحل المشكلة ، إن استطعنا ، أو ـ على أقل تقدير ـ ألا نزيدها تعقيدا ! لو كان أبوك يسمع لنا لقلنا له : الواجب الأول عليك ، والدور الكبير لك ، فأنت القيم ، وأنت الراعي ومسئول عن رعيتك ؛ لكنه لم يسألنا ، ولا نظنه يسمع لنا صوتا ! لو كانت أمك تسمع نداءنا لقلنا لها : اللهَ الله في بنتكِ.
لو كانت أمك تسمع لنا لقلنا لها : ( إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا ) رواه مسلم (1837).
لقد كان من الممكن أن نقول الكثير ، لو كان طرف المشكلة الآخر يسمع لنا ! لكننا الآن مضطرون إلى أن نوجه حديثنا إلى طرف واحد ، هو أنت ، وأن نحمل عبء الحل على جانب واحد ، هو أنت ، فأنت الخيط الذي نملك أن نجذبه ، إذا كنا نريد أن نحل العقدة التي تؤرقك ! والبداية الصحيحة في العلاج تبدأ من الحقيقة التي يقررها القرآن الكريم في قوله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، فتغيير كل واقع إنما ينطلق من أصحاب الشأن ، وليس من غيرهم ، وينطلق فقط حين يتفهمون أن التغيير يبدأ من أنفسهم ، وليس من غيرهم : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد/11.
فلا بد – أختي الفاضلة – أن تتلمسي مواضع الخلل ومكامن النقص في تعاملك مع أسرتك ، وتعملي على علاجها أو لنقل – تغييرها - ، ولا نقول هذا تجاوزا ، إذ ليس بالضرورة أن يكون هذا الخلل سوء خلق منك – لا قدر الله - ، لكنه قد يكون خطأ في طريقة التعاطي مع المشكلة والتعامل مع الواقع ؛ وكمثال على ذلك ، نقول : إن الانفعال السريع والغضب أساس كثير من المشكلات ، ولن يكون ذلك علاجا لمشكلة أبدا ، كيف وهو الداء الذي يحتاج إلى علاج ؛ فمن رام تحصيل ما يتمنى فلا بد أن يكتم في قلبه بعض سهام الظلم أو الأذى ، والتقي مُلْجَم ! عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَا مِنْ جُرعَةٍ أَعظَمُ أَجرًا عِندَ اللَّهِ مِن جُرعَةِ غَيظٍ كَظَمَهَا عَبدٌ ابتِغَاءَ وَجهِ اللَّهِ ) رواه ابن ماجه ( 4189 ) وحسنه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 163 ).
وأظنك تملكين – والحمد لله – بعض المفاتيح التي يمكن أن تخفف عنك ما أهمك ، فيمكنك -بمؤازرة من زوجك - أن تهدي لوالديك بعض المال ؛ لأن المال يأسر القلوب ، أو تقدمي لهما بعض الهدايا العينية.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تَهَادُوا تَحَابُّوا ).
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 208 ) وحسَّنه العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 53 ) وابن حجر في " بلوغ المرام " ( 277 ) والألباني في " صحيح الأدب المفرد ".
وبالهدية يمكن أن تتملكي قلب والدك ووالدتك ، وسيكون لذلك أثر عظيم في نفسيهما إن شاء الله.
واعلمي – أيتها الفاضلة – أن قلب الوالدة يظل ينبض بالشفقة والرأفة على ولده ، مهما أظهر من قسوة وشدة ، فحاولي أن تستخرجي كل رحمة في قلب والدتك ، بالتحبب والتذلل والمسامحة والمصابرة ، ولا أظنك إذا ارتميت في حجر والدتك وقبلت يدها واختلطت دموعك بكلماتك في حبها وشكوى تعب الحياة وألمها إليها : فلا أظنك ترجعين خائبة ، بل أرجو أن تعود والدتك خيراً مما كنت تظنين.
يقول الله عز وجل : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34.
وقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه : ( وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِن يَعفُو وَيَغفِر ) رواه البخاري ( 2125 ).
وأولى من يعامل بالحسنى ويقابل بالمسامحة هما الوالدان ، لما فرض الله لهما من حق عظيم ، حتى قال سبحانه وتعالى : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) الإسراء/24.
والخُلُق الحسن يقتضي تحمل الظلم والأذى من الأحبة ، فكيف بالوالدين ؟! عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " المؤمن ملجم بلجام ، فلا يبلغ حقيقةَ الإيمان حتى يجد طعمَ الذل ".
وخطب علي بن أبي طالب في أصحابه فقال : ( كونوا في الناس كالنحلة في الطير ، فإنه ليس شيء من الطير إلا يستضعفها ، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل ، خالقوا الناس بأخلاقكم وألسنتكم ، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم ، فإن لامرئ ما اكتسب ، وهو يوم القيامة مع من أحب ).
وعن محمد بن الحنفية قال : ( ليس بحليم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بُدّاً ، حتى يجعل الله له فرجا - أو قال : مخرجاً - ) روى هذه الآثار ابن أبي الدنيا في كتابه " مداراة الناس " ( 37 ، 27 ، 41 ).
كن كالنخيل عن الأضغان مرتفعا * يرمى بطوب ، فيلقي أطيب الثمرِ ثانيًا : إذا استنفدت كلّ السبل المتاحة أمامك ، واستمرت الأمور كما هي ولم تلتمسي تحسناً في العلاقة ، وكان ترددك على والديك بالزيارة يتسبب في استمرار المشاكل ، فلا حرج أن تقللي من الزيارات قدر الإمكان ، وتقتصري على أقل ما يحصل به الزيارة والصلة لهما.
فإن لم يندفع ضررهما عنك فلا حرج عليك أن تمتنعي عن زيارتها بالكلية ، ولو لفترة ما حتى ينقطع شرهما عنك وعن بيتك.
ولو أمكن أن تنتقلي أنت وزوجك إلى العيش في بلدة أخرى بعيدا عنهما فهو أحسن لكما ، وأبعد عن المشكلات معهما.
فإذا غلب على ظنك أن شرهما وأذاها اندفع عنك ، فعودي إلى زيارتهما وصلتهما بما ذكرنا لك من التوجيه سابقا.
وحينئذ : فأنت في حاجة إلى استصحاب الصبر الجميل ، وكظم الغيظ ، وفعل الخير والصلة لوالديك ، من غير أن تقيدي ذلك بشكر منهم ، أو مكافأة عليه ، ولو بكلمة طيبة ؛ بل تفعلين ذلك كله لله ، ولا تنتظري من غيره أجرا ولا جزاء ولا شكورا.
ثم عليك أن توازني في ذلك كله : فبر الوالدين والإحسان إليهما : أصل عظيم في الشرع ؛ لكن إن عجزت عن ذلك ، أو ترتب عليه ضرر بأسرتك ، وساء ذلك زوجك : فقللي من ذلك ما استطعت ، بحيث تحافظين على أصل الصلة والمعروف والإحسان ، وتدفعين الضرر عنك وعن أسرتك ، وتسترضين زوجك ، الذي هو أعظم حقا عليك من والديك.
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | من طرق التخلص من الأوراق والصحف- سؤال وجواب | من طلق زوجته طلقتين فهو أحق برجعتها ما لم تنقض عدتها
- سؤال وجواب | الصلة الشرعية لأبناء وبنات وبنات بنات امرأة تزوجها شخص
- سؤال وجواب | أشعر بالضيق والتثاقل من الصيام. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | العلة في أن أعمال المتخاصمين لا تعرض على الله
- سؤال وجواب | أشكو من آلام في البطن تزيد مع الحركة وحرارة في البول وإمساك
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من التشتت وضعف الذاكرة والتلعثم؟
- سؤال وجواب | والدي أجرى عملية الشبكات. فهل الألبان ومشتقاتها تساعد في تضيق الشرايين؟
- سؤال وجواب | هل يمكن صنع رجل آلي يفكر ويمتلك إدراكًا؟
- سؤال وجواب | هل تأخر الدورة طبيعي في حال وجود ارتفاع في هرمون الحليب؟
- سؤال وجواب | كيفية التصرف الشرعي في أشرطة الأفلام
- سؤال وجواب | التليف والتكيس على المبايض، هل يعيقان الحمل؟
- سؤال وجواب | درجة حديث (من استشفى بغير القرآن فلا شفاه الله )
- سؤال وجواب | تغير مكان الكيس المبيضي .هل يعد مشكلة؟
- سؤال وجواب | زنى بنصرانية ثم تزوجها
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا