أصابني ألم منذ 4 شهور في الخصية اليمنى، عملت دوبلر وأظهر التهاباً في الخصية، ودوالي في الخصية من الدرجة الثانية، كشفت عند دكتور وكتب لي اوجمنتين وفليترن لمدة أسبوع، وعملت مزرعة ولا يوجد بكتيريا.

بعد مرور شهرين لا زال الألم موجوداً، عملت دوبلر مرة أخرى، وقال لي: بأنه التهابٌ في البربخ، ذهبت لطبيب آخر وطلب تحليل دلالات أورام -والحمد لله- النتيجة سلبية، وأعطاني مضاد التهاب لمدة أسبوع.

منذ 4 أشهر ولا زال الألم موجوداً بحدة أقل، ويزداد مع الجلوس، أما عند المشي لا أشعر به، وأنا خائف، وأصابني اكتئاب، ولا أعرف ماذا أعمل؟! وشكراً مقدماً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: يتوجب عليك الإجابة عن السؤال التالي، هل انتهت الالتهابات المشار إليها في رسالتك أم لا؟ ولكن من المعطيات التي أفدت بها، وبناءً على كثرة ما تناولت من مضادات حيوية، فإن الاحتمال الأكبر هو انتهاؤها، إذن يبقى سؤالك المنطقي لِمَ يستمر الألم؟ ولعل في طي رسالتك قد نجد الإجابة المنشودة، فقد ذكرت بأن هناك دوالي في الخصية من الدرجة الثانية، وهذا الأخير هو تشخيص انطباعي يعتمد على الخبرة والمعايير التشخيصية لدى الطبيب.

ولكن الكثير من المرضى يعانون بشكل أو بآخر من آلام الخصية أو البربخ، وحتى أسفل البطن في جهة الدوالي؛ فهذا عرض مشهور ومنتشر، ولعل المسبب لحالتك هو الدوالي؛ فإن الالتهابات في البربخ والخصيتين قلما تتحولان إلى التهابات مزمنة في ظل المتابعة الطبية وتناول العلاج المناسب.

وبما أنك قلت إن الأعراض تتحسن لديك وتقل كثيراً لدى الراحة؛ فإن ذلك يعزز أن ما تعاني منه مسببه الدوالي؛ لذا فإنني أنصحك بالاطمئنان وعدم السعي في علاجها؛ لأن أفضل سبل العلاج هي بإجراء الجراحة للمنطقة، وربط الدوالي عن طريق المجهر في منطقة العانة، وصدقني الغالبية العظمى من مرضى دوالي الخصيتين لا يحتاجون إلى الجراحة أو الخيارات الأخرى من حقن ونحوه.

ولزيادة الفائدة أحب أن أعلمك بأن الدوالي هو مرض يصيب الأوردة في جسم الإنسان وفي مناطق متعددة، لعل أشهرها ما يصيب الحوامل أو السيدات ذوات الأوزان الزائدة في أردافهن وسيقانهن، وبالطبع لدى الرجال أيضًا، وقد تصيب الدوالي الخصيتين والمريء وغيرها من أجزاء الجسد المختلفة، ولكن ما هي الدوالي؟ إن الخصية أو أي عضو في جسد الإنسان يحتاج إلى مغذيات وأكسجين، وتقوم الشرايين بمهمة ضخ الدم الذي يحوي هذه المواد من القلب، وبعد استخلاص ما يحتاجه العضو من هذه المواد يقوم بإرجاع الدم المحتوي على ثاني أكسيد الكربون ومخلفات مختلفة من العضو إلى القلب، وتقوم الأوردة الدموية بهذه المهمة.

ويمكن توصيف الشرايين بالموصلات ذات الضغط العالي لسرعة توصيل الدم المؤكسج إلى الأعضاء المختلفة، ولكن عملية الإرجاع تحتاج إلى أن تكون بطيئة وذات ضغط منخفض، وهذا هو الوضع في الأوردة، ولضمان سير هذا الدم إلى القلب فإن الأوردة تحوي الكثير من الصمامات التي تسمح بسريان الدم باتجاه القلب، وعند اعتلال هذه الصمامات بدرجات مختلفة فإن الدم يتجمع ويحتقن ويبطئ جداً في سيره إلى القلب، وبمرور الوقت فإن هذه الأوردة تتوسع في حجمها وتعطي الصورة المرضية المعروفة بالدوالي.

ولا تظهر الدوالي عادة إلا بعد البلوغ، وتصيب 10-15% من الذكور، وعادة ما تحدث مضاعفات أو أعراض مشكلة الدوالي في عدد قليل من هؤلاء، ويذهب الأغلبية بدون حتى أن يعرفوا أن لديهم دوالي، ولعل العرضين الأكثر انتشاراً للدوالي آلام في نسبة ضئيلة من المرضى، وتأخر الإنجاب في نسبة أضأل.

وبعد هذه المقدمة فإنني أنصحك بالتأني وترك هذه الآلام في حالها، ومجرد تناول أي مسكنٍ بسيطٍ للألم فإن من شأنه التحكم فيه، ثم إن الدوالي لا تصيب الإنسان بالألم على الدوام، وإنما تأتي وتروح، وقد تذهب لفترات طويلة.

وألف سلامة لك.
.