أعاني من كثرة التبول، في اليوم حوالي 20 مرة أو أكثر، عملت تحليل بول وأشعة على الكلى، ولا توجد مشاكل، وتحليل السكر كان 79 صائم، و 95 فاطر، مع العلم أن قبل المشكلة كنت أتبول 4-5 مرات في اليوم، ذهبت لدكتور وقال لي لا توجد مشكلة، لكني أتبول كل نصف ساعة تقريبا.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب التفريق هنا بين حالتين مختلفتين، إحداهما كثرة التبول الناتجة عن كثرة شرب السوائل، وتلك الأخرى الناتجة عن مشاكل بالجهاز البولي السفلي، والذي يتكون من المثانة البولية وغدة البروستاتا والإحليل، أو مجرى البول الخارجي، والتي تكون على هيئة كثرة التبول، ولكن بإخراج كميات من البول قليلة جدا في كل مرة، وذلك بمعدل متكرر ومتسارع.

أما بالنسبة لعمرك فإنني أميل إلى الاعتقاد بأنك تكثر من شرب الماء والسوائل عموما، وبخاصة بعد أن ذكرت بأن الطبيب كان قد أجرى لك فحوصات شاملة ولم يتوصل إلى مرض ما، ولتبسيط الأمور فإن الشخص يحتفظ في جسمه بما يحتاج إليه من ماء، ويقوم بالتخلص من السوائل الزائدة عن حاجته، إما عن طريق العرق أو التبول، أو بنسبة قليلة في الفضلات عند الإخراج، وبنسبة ضئيلة جدا عند التنفس.

وعادة لأكون عمليا ودقيقا فإنني أطلب من المريض ملء ما يعرف بالمفكرة البولية، وهذه باختصار هي عبارة عن جدول بسيط يتكن من عمودين، يخصص أحدهما لتسجيل شرب السوائل بأنواعها المختلفة، وذلك بتدوين ما شرب وحجمه بالمللتر، وزمن شربه، وفي العمود الثاني يدون المريض حجم البول الخارج منه مع توقيت التبول، ويجب أن أنوه هنا إلى أن المريض يتوجب عليه الاستمرار في ممارسة حياته النمطية اليومية الروتينية بدون إجراء أي نوع من التعديل فقط لملء هذه المفكرة، فيجب عليك أن تشرب وتأكل وتتصرف بشكل طبيعي وكأي يوم روتيني من أيام حياتك، وذلك حتى تعطيني فرصة لأعرف عادات الشرب والتبول وعمل المثانة عندك، وعادة ما توفر هذه المفكرة الكثير والمفيد للطبيب، وتساعده في وصف العلاج المناسب لحالتك.

ولعل النصيحة العامة هي محاولة شرب معظم ما تحتاج إليه من الماء في الفترة النهارية، وتقليل عدد وحجم ما تشرب من سوائل في الفترة المسائية، وذلك بهدف تقليل عدد مرات الصحو في الليل للتبول، كما أن المناسب لك هو شرب لتر ونصف إلى لترين من السوائل في اليوم، مقسمة بين اليوم والليلة، وأن تتناول ثلاثة أرباع هذه الكمية خلال الفترة النهارية وحتى أذان المغرب.

أما إذا كان التبول الكثير مرضيا نسبة لتأثر الجهاز البولي السفلي، فإنك بالإضافة لما ذكرت من فحوصات، قد تحتاج إلى إجراء فحوصات بالموجات الصوتية ودراسة لديناميكة المثانة، لمعرفة حجمها الوظيفي وتصرفها، وما إذا كنت تعاني من مرض المثانة مفرطة النشاط، والتي يمكن علاجها بسهولة، بأخذ بعض الأدوية مثل مضادات الفا والانتي كولينرجات، والتي عادة ما تقوم بالسيطرة على عمل المثانة وتخفيف الأعراض عندك.

شفاك الله وعافاك.
.