السلام عليكم أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، أعاني من صداع شديد يتمركز في منطقة الأنف وتحت العينين، وأسفل الرأس (الرقبة) وخلف الأذن، يأتيني في أوقات كثيرة خاصة عند ذهابي للمدرسة، ويشتد إذا ذهبت للراحة والاسترخاء، كما أنني أشعر بشيء يضغط على رأسي من الجهة اليمنى ويستمر لثوان لكنه شديد الألم، وأصبح هذه الأيام يأتي في الجهة اليسرى من الخلف، وفي هامة الرأس.

هل يشير ذلك إلى مشكلة ما في الرأس؟ وهل تنصحونني بدواء معين لتخفيف الصداع؟ علماً بأنني لم أذهب للمستشفى من قبل، ولا أريد الذهاب إليها، شاكرة لكم.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك أسباب كثيرة جدًّا للصداع والشعور بالألم في منطقة الأنف وكذلك تحت العينين وخلف الأذن.

هذه الأعراض التي تحدثت عنها ربما تكون مرتبطة بالتهاب بسيط في الجيوب الأنفية، أو علة في النظر، أو ناتجة من مجرد شيء من القلق والإجهاد النفسي البسيط.

فالذي أنصحك به أن تذهبي وتقابلي الطبيبة، أنت ذكرت أنك لا تريدين الذهاب إلى الطبيبة، لا، اذهبي إلى الطبيبة، طبيبة الرعاية الصحية الأولية سوف تقوم بفحصك والتأكد من أنك لا تعانين من علة في الجيوب الأنفية أو العينين، وإن كان هنالك أي فحوصات يمكن للطبيبة أن تقوم بإجرائها.

ليس من الضروري أبدًا أن يكون لديك مشكلة في الرأس، مجرد الانقباضات العضلية التي تحدث نتيجة لالتهاب الجيوب الأنفية أو مشكلة في العينين (مثلاً) قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وبصفة عامة حاولي أن تكوني مسترخية، بالرغم من أنك ذكرت أن الاسترخاء يؤدي إلى اشتداد الأعراض، لكن الاسترخاء دائمًا مفيد، نظمي وقتك.

أعراضك مرتبطة بالذهاب إلى المدرسة أو تشتد عند الذهاب إلى المدرسة، هذا لا يعني أن لديك خوفًا من الدراسة، لكن ربما يكون أنت من النوع المرتبط ارتباطًا كبيرًا بوالدتك والأسرة والبيت، لذا يحدث لك ما يعرف بقلق الفراق وهو نوع من الأعراض النفسوجسدية، يعني أن القلق الداخلي المقنع قد يؤدي إلى نوع من الانقباضات العضلية تظهر في شكل قلق وتوترات عضلية هنا وهناك.

إذًا حالتك بسيطة جدًّا، اذهبي إلى الطبيبة، ولابد أن تكون قناعتك بالدراسة قوية جدًّا، ولابد أن تسعي لأن تكوني من المتميزين.

لا تترددي في الذهاب إلى مدرستك، على العكس تمامًا استقبلي اليوم الدراسي بكل انشراح، وتصوري نفسك بعد خمس إلى ست سنوات من الآن تخرجتِ من الجامعة، والزواج إن شاء الله تعالى، لابد أن تسعي لأن تجعلي مستقبلك مستقبلاً زاهرًا ومُشرقًا إن شاء الله تعالى.

النوم المبكر مفيد جدًّا، حاولي أيضًا أن تراقبي نوعية الأطعمة التي تتناولينها، فبعض الأجبان مثلاً قد تؤدي إلى الصداع، وكذلك الشكولاتة، فكوني فطنة وراقبي، إن كانت علتك وشكواك هذه مرتبطة بأي نوع من الأطعمة المعينة.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
.