السلام عليكم أعاني منذ أربع سنوات من آلام شديدةٍ بالبطن وإمساك شديد وأحياناً إسهال، وقد ذهبت للطبيب ووصف لي عدة أدوية، وقال لي: إن ما أعاني منه هو اضطرابات بالقولون.

وفي زيارتي الأخيرة وصف لي دواء عبارة عن ألياف بجرعة ملعقتين كل يوم ليلاً، ومنذ أن أخذته أصبح الألم يوقظني من النوم وأصبح البراز عبارة عن إسهال ولكن مع مواد صلبة، وكذلك مصحوباً بالمخاط بكمياتٍ كبيرة، وبعد خروجي من الخلاء تصيبني حرارة بمنطقة الشرج تجعلني لا أقوى على الجلوس ولا أعرف ما العمل، فأصبح الألم يأتيني بشكل مفاجئ وكأنني مستخدمة دواء لتنظيف القولون ولكن بشكل يومي.

وقد تعبت لأن الألم قوي، ولا أعرف هل هذا الألم بسبب الدواء أم بسبب القولون، وتأتيني دوخة ورجفة بالجسم مع ألم البطن، وأشعر أنني سوف أسقط، فما سبب ذلك؟ علماً أن اسم الدواء هو (Agiolax)، وكذلك أستخدم معه دواء لارتداد المريء وأحماض المعدة.

أفيدوني، وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ أم ريان حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فإن الـ (Angiolax) هو ملين من منشأ نباتي، بالإضافة إلى أنه يحتوي على ألياف غذائية تُساعد في حالات الإمساك، إلا أنه عند حدوث غثيان أو قيء أو إسهال أو آلام في البطن يجب التوقف عن تناول الدواء، لذلك عليك بالتوقف عن تناول الدواء في هذه الحالة.

وعليك أيضاً بالابتعاد عن الأطعمة الحريفة - التي تحتوي على الكثير من البهارات - والأطعمة الحارة والمخللات، فهذه تزيد آلام القولون، وقد تسبب هذا الإحساس بالحرارة في منطقة الشرج خاصةً الفلفل والبهارات.

وأما أعراض القولون العصبي الذي تشتكين منه سنذكرها هنا، وهي: 1- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما تكون في أسفل البطن.

2- انتفاخ في البطن، وخاصةً بعد الوجبات.

3- اضطراب في عملية التبرز وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحياناً يكون البراز سائلاً يُشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال من وقت لآخر كما هو الحال عندك.

4- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام، حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه، وخروج مخاط أبيض مع البراز.

ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها: 1- الشعور بالإرهاق والتعب العام، والشعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.

2- الشعور بآلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.

3- آلام أثناء الجماع.

4- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.

وأما الإحساس بالدوخة والرجفة فهذا مصدره على الأكثر التوتر الذي يرافق الآلام الحادة المفاجئة والإحراج الذي يرافق الفرقعة التي تحدث الغازات.

ويجب الانتباه إلى أن هناك أعراضاً لا يسببها القولون العصبي، فإذا حدث عندك شيء منها فعليك بمراجعة طبيب الجهاز الهضمي لمعرفة أسبابها ثم علاجها، مثل: النقص السريع في الوزن أو ارتفاع درجة الحرارة أو خروج دم أحمر مع البراز أو البول أو تغير لون البراز إلى أسود كالفحم أو إسهال متواصل حتى أثناء الليل أو آلام متواصلة في البطن حتى أثناء النوم.

وأيضاً هناك أمور يجب معرفتها أيضاً حول هذا المرض وهي: 1- هذا المرض ليس عضويّاً، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة.

2 - هذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبري وتحتسبي الأجر عند الله ، وتحاولي أن تتكيفي مع أعراض المرض.

3 - لا تقلقي فمهما طالت مدة المرض معك فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.

4- لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض وتُساعد على تحملها وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.

والله الموفق.
.