السلام عليكم عند ركوبي للسيارة بصفة خاصة (راكباً وليس قائداً) وأود القراءة في جريدة أو كتاب أو حتى النظر في الهاتف المحمول، أصاب بالغثيان، وهذا أشعر به منذ أن كنت طالباً في الجامعة، وكان زملائي يراجعون ما ذاكروه في السيارة قبل الامتحانات، لكني لا أستطيع؛ لأني لو نظرت إلى الكتاب أثناء تحرك السيارة أصاب بالغثيان، فلماذا؟ وما العلاج؟! وجزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الظاهرة التي تحدث لك وهي الإصابة بالغثيان حينما تكون راكباً السيارة وتحاول القراءة لها تفسير علمي، وهو أن للإنسان جهاز توازن، هذا الجهاز حين تكون هناك حركة، فإذا تحرك الإنسان أو تحرك عن طريق مركب ما فإن نظره يجب أن يسقط على نقطة ارتكازية واحدة حتى لا يحدث له شعور بالدوار وكذلك الغثيان، ولكن بعض الناس يفتقدون هذه الخاصية، أي أن يسقط النظر على نقطة ارتكازية واحدة، وهذا يؤدي إلى استشعار مركز الغثيان في المخ؛ وذلك نسبة لعدم ثبات جهاز التوازن لدى الإنسان، وهو يوجد في الأذن الداخلية.

ويمكنك أن تلاحظ أن بعض الأشخاص الذين يركبون البحر مثلاً في السفن تحدث لهم مثل هذه الظاهرة، والبعض لا تحدث لهم، وتلاحظ أيضاً أن الأشخاص الذين يقومون بحركة دوران سريعة في حالة الألعاب البهلوانية مثلاً أو في حالة القيام بدور بعض الرقصات لأنهم قد تجربوا وأصبح نظرهم يسقط على نقطة واحدة ثابتة لا يحدث لهم هذه الظاهرة، وهي الشعور بالدوار وربما الغثيان، ولكن الإنسان البادئ والذي ليس له خبرة يُصاب بالدوار ويصاب بالغثيان إذا حاول أن يحرك رأسه سريعاً حول جسده كما يحدث في هذه الحركات التي ذكرناها.

إذن أنت حينما تكون في السيارة والسيارة تتحرك مثلاً وتبدأ في القراءة هنا يختل الرابط التوازني ما بين مركز التوازن في المخ والعين، حيث من المفترض أن يسقط النظر على نقطة واحدة كما ذكرنا.

هذا هو التفسير أيها الفاضل الكريم، وأرجو أن تتفهمه.

أما بالنسبة للعلاج فهي لا تعتبر حالة مرضية مائة بالمائة، ولكن هنالك تحوطات يمكن أن تساعدك: أولاً: تأكد من قوة نظرك، وذلك بمراجعة طبيب العيون؛ لأنه ربما يكون هنالك خلل في النظر أو أن العينين لا يقعان على نقطة واحدة في أثناء النظر على الكتاب، وهذا يمكن أن يصحح بواسطة استعمال عدسات خاصة.

هذه هي النقطة الأساسية.

النقطة الثانية: حاول دائماً حين تركب السيارة أو حينما تكون في حالة حركة أن تثبت نظرك على نقطة واحدة، هذا سوف يزيل هذه الظاهرة، وهنالك علاج دوائي يسمى (استماتيل Stemitel)، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (خمسة مليجرام) ليلاً، تناوله لمدة شهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتناوله عند اللزوم.

وختانا نرجو أن تكون قد اطمأننت، وهذه حالة حميدة وليست خطيرة أبداً، وهي ليست دليلاً على أنك تعاني من أي نوع من القلق أو المخاوف النفسية.

وبالله التوفيق..