السلام عليكم.

وفقكم الله لعمل الخير.

أُعاني من خوف اجتماعي بسيط، واستخدمت دواء إندرال عند المناسبات ومقابلة المسئولين، واستفدت منة استفادةً ممتازة، ولكن حالياً أنا أُعاني من قلق زاد علي حدة هذا الخوف الاجتماعي، (هذا ما قاله الطبيب)، وأصبحت حالتي أسوأ مما كانت عليه، ووصف لي الطبيب علاج زيروكسات لمدة أربعة أشهر تقريباً، على أن أبدأ بنصف حبة لمدة أُسبوع، وبعدها حبة لمدة أسبوع، وبعدها حبة ونصف لمدة أسبوع، ومن ثم حبتان لمدة شهرين، ومن ثم أتدرج على نفس البداية.

لكن سؤالي بعد قراءة بعض الاستشارات: هل هذه المدة كافية؛ لأني قرأت أن هذا الدواء لا يعطي نتيجة إلا بعد (6) أشهر من استعماله؟ وهل رفع الجرعة إلى حبتين والفترة قصيرة أمر طبيعي في العلاج؟ وماذا عن الآثار الانسحابية والانتكاسة للعلاج بالنسبة لاستعماله لفترةٍ قصيرة؟ شاكرين لكم جهودكم المباركة.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع (في موقعنا سؤال وجواب).

أخي! لا شك أن عقار (زيروكسات) هو من أفضل الأدوية التي تُعالج الرهاب الاجتماعي، وجرعة الـ(40) مليجرام كجرعة علاجية -أي: حبتان في اليوم- هي الجرعة الصحيحة، أما بالنسبة للمدة فالوضع المثالي هو أن تكون مدة العلاج ستة أشهر، نبدأ بجرعة صغيرة، ثم بعد ذلك نتدرج ونرفع الجرعة، وبعد أن نصل إلى الجرعة العلاجية يفضل أن يكون الإنسان عليها لمدة أربعة أشهر، ثم يحدث التدرج وذلك بهدف التوقف عن الدواء.

فترة الأربعة أشهر التي ذكرها لك الطبيب هي أيضاً فترة معقولة، ولكن الوضع الأمثل والأفضل والأنجح، والذي يقلل من حدوث الانتكاسات هو ستة أشهر.

أخي الكريم! بشيء من التعديل يمكنك أن تتناول الدواء لمدة ستة أشهر، فمثلاً: ابدأ بنصف حبة، وبعدها حبة لمدة أسبوع كما ذكر لك الطبيب، وبعدها حبة ونصف لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبتان، واستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر وهذا سوف يكون أفضل لك، ثم بعد ذلك أنقص الجرعة واجعلها حبة ونصفاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة لمدة أسبوع، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا سوف يكون أفضل، مع احترامي وتقديري لرأي الطبيب الذي ذكر لك مدة الأربعة أشهر.

بالنسبة لفعالية الدواء فهي تبدأ بعد أسبوعين من بداية العلاج وليس بعد ستة أشهر، فالأثر الكيمائي والبناء الكيمائي يكتمل تقريباً بعد أربعة إلى ستة أسابيع، وبعد أن يتحسن الإنسان ويظل في وضع نفسي متوازن وتختفي الأعراض، نفضل أن يكون هنالك استمرار على العلاج لمدة ثلاثة أشهر؛ وذلك لنثبت التعافي ولنقلل من فرص الانتكاسات، وهذه تقريباً يتم الوصول إليها من خلال المراحل العلاجية التي ذكرناها والتي تمتد لمدة ستة أشهر.

الآثار الانسحابية قليلة إذا كان هنالك تدرج في الجرعة مثل النوع الذي ذكرناه، ونسبة الانتكاسة تكون 50% عند الذين لا يطبقون العلاجات السلوكية الأخرى بجانب العلاج الدوائي، أما الذين يمارسون العلاج السلوكي فنسبة الانتكاسة تكون حوالي 20 إلى 30%، وللوقوف على بعض العلاجات السلوكية راجع هذه الاستشارات: ( - - - - ).

لذا أخي الكريم: كن حريصاً على العلاج السلوكي، والذي يتمثل في تحقير فكرة الخوف، والإكثار من المواجهات، وممارسة تمارين الاسترخاء، والتفكير الإيجابي عن الذات.

أرجو أن أكون أجبت على استفسارك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والسداد.
.