السلام عليكم أنا شاب أبلغ من العمر (26 سنة)، وأعاني من ظهور الحبوب في جميع جسمي وخاصة في الوجه، وعلى الرقبة تظهر الأكزيما، وأعاني من الحكة الشديدة جداً، ولم أترك طبيباً أو دواء أو علاجاً بالأعشاب الطبيعية إلا واستعملته، مع العلم أن ذلك يحدث منذ مدة طويلة وتظهر بقع سوداء مكان الحبوب، فما هو الحل؟! وشكراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف السابق يوحي ابتداءً بأن هناك حبوب، وكلمة حبوب شائعة مع حب الشباب، ولكن سرعان ما يتغير التعبير ليصبح أكزيما وحكة شديدة ومنتشرة ومزمنة مع تصبغات تالية، وكل ذلك يحول التشخيص ليتوافق مع الأكزيما البنيوية - أو يرجح الأكزيما البنيوية - والتي تسمى التأتب أو البنية الحرضية، حيث تكون عُرضة للتحريض وبشدة، أي أنها ترتكس - الارتكاس هو رد الفعل - بسرعة لأشياء وعوامل عديدة لا يرتكس غيرها إليها، وهذه البنية عادةً تكون عرضة للأكزيما أو الشرى أو الربو أو التهاب الأنف التحسسي أو التهاب الملتحمة التحسسي أو حمى القش، وتحتاج إلى معاملة خاصة وتكون بتجنب المثيرات التي تختلف من إنسان لآخر، ويسمي البعض هذا المرض بـ(ربو الجلد)، ومن باب العلم بالشيء فإن الأكزيما البنيوية تتظاهر حسب السن، فمن شهرين إلى سنتين تتظاهر بأكزيما على الخدين، ويسميها البعض أكزيما الحليب، ليس لأن الحليب سببها، ولكن لظهورها في سن رضاعة الحليب، وتتظاهر من سن سنتين إلى سن 12 سنة بأكزيما الطويات، خاصةً خلف مفاصل المرفقين والركبتين، وإذا استمرت بعد ذلك فقد تكون منتشرة على غير نظام، وأظن أن هذا ما تشكو منه أنت.

وغالباً ما يكون الجلد جافا وحاكا في كل مواضعة المتأكزمة وغير المتأكزمة كما وأن أغلب أصحاب البنية الحرضية عندهم نبوغ في الرياضيات – من باب الإحصاء وليس من باب الوجوب -.

وهذا المرض مزمن ويحتاج متابعة مع طبيب أمراض جلدية، كما يحتاج صبرا من كل من المريض والطبيب على حد سواء، كما أن الإجراءات الوقائية هي ضرورية جداً وقد تكون موفرة للعلاجات الدوائية، ولذلك فإن من النصائح للأكزيما البنيوية ما ذكرناه في استشارة سابقة وهي برقم ( ) فارجع إليها.

وختاماً: فكل ما سبق يتعلق بالتوقع بأن ما تشتكي منه هو الأكزيما البنيوية، وما ننصح به هو مراجعة طبيب أمراض جلدية ثقة ذي سمعة طيبة وذلك لتأكيد التشخيص والمتابعة تحت إشرافه بعد قراءة هذه العجالة.

والله الموفق..