السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحب أن أشكر الأحبة القائمين على هذا الموقع الرائع، وأتمنى من الله التوفيق لكم، وأن تنالوا ما تستحقون من تقدير.
مشكلتي أنني طالب في كلية طب القصر العيني، وأعاني من الخيال النفسي من خلال قراءتي للموضوع.
أعراضي: أحاول التركيز في مذاكرتي وعند قراءة أول سطرين أبدأ في الخيال، وربما لا أستطيع القراءة أصلا، فمنذ اللحظة التي أفتح بها عيني يبدأ الخيال لمدة ساعتين أو أكثر ما لم يقم أحدهم بإيقاظي ظنا منه أنني نائم، وحتى أثناء المشي أو مشاهدة التلفاز دائما أشعر أنني حبيس لأفكاري، وهي أفكار خيالية غير ممكنة الحدوث، أكون فيها البطل والنجم والناجح، أو أتخيل موقفا أتمنى تكراره وإعادة تكوين أحداثه، أو طموح قريب أو بعيد، أو خيالاتي الجنسية.
هذه الخيالات رافقتني منذ طفولتي بعمر تسع سنوات، وهي ناتجة لأنني أكبر أخواتي الإناث، فكنت الولد بينهن، وكنت منطويا ووحيدا لا يوجد لدي أصدقاء، بسبب خوف أهلي علي حتى وصلت لسن 12سنة.
ارتبطت خيالاتي بممارسة العادة السرية، مارستها منذ ذلك العمر، لم يكن هناك قذف أو إنزال، وقد كنت أمارسها لأكثر من خمس أو ست مرات في الشهر حتى البلوغ، وفي عمر 12 سنة أصبحت أمارسها بشكل شبه يومي، وأحيانا أكثر من مرة في اليوم.
ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعطاني ويلبوترين (ابيوبروبيون هيدروكلوريد)، وأعتقد أن العلاج ساعدني في التوقف عن ممارسة العادة بعد أسبوع من تناوله.
السبب الرئيسي لزيارة الطبيب النفسي هو رغبتي في إيقاف الخيالات التي ترافقني طوال اليوم، وأخبرته بعد أسبوعين من تناول الدواء أنه لم يؤثر على الخيال، فشخصني بأنني مصاب بفرط عدم الانتباه، وأعطاني atmox apex 40، وطلب معرفة وزني 68 كجم، والذي أخذه منذ ستة أيام مع الويلبترين.
لا أشعر بأي تحسن، مع العلم الطبيب لم يخبرني بأنني مصاب بالخيال النفسي، أصبحت لا أثق في الطبيب كثيرا، وسبب تشخيصي لنفسي بأنني مصاب بهذه الحالة كان من أحد الحالات على هذا الموقع، والتي كانت تشبه حالتي، ووصف لها الطبيب عقار فافرين، وهذا رقم الاستشارة: ( ).
لا أعلم ماذا أفعل في الدواء؟ هل أكمل مع الطبيب الذي أعطاني دواء تناولته لمدة 21 يوما ولم أشعر بأي تحسن، أم أتناول الفافرين؟ الاستشارة كانت في 2012.
قد تتساءل كيف استطعت أن أذاكر وأدخل كلية الطب؟ والإجابة أنني فعلا لم أذاكر، كان الأمر مجرد توفيق.
الأمل بالله وبكم لفهم مشكلتي وحلها، واختبارات نص الفصل الثاني أوشكت، وعليها كم كبير من الدرجات.
وشكرا جزيلا على الروح الطيبة التي يقدمها هذا الموقع والقائمين عليه...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخيال المتشائب والمسترسل هي ظاهرة عادية في مرحلة الطفولة المتأخرة، وكذلك مرحلة اليافعة، وعند البلوغ وما بعده، وهذه الخيالات قد تصل إلى مرحلة أحلام اليقظة المتكررة، وإذا كان الشخص لديه ميول انطوائي تشغله هذه الأفكار الخيالية وتكون مسترسله ومستحوذة جداً، وأعتقد أن في حالتك أن الأمر قد تعقد حين بدأت تمارس العادة السرية، لأن العادة السرية مرتبطة أيضاً بخيالات جنسية، والذي يكون لديه أحلام يقظة ويمارس العادة السرية قطعاً سيكون في حالة انغلاق تام حول ذاته، وهذا يؤدي إلى الوسوسة.
وحديث النفس وهذه قطعاً تعطل الإنسان نفسياً وسلوكياً ووجدانياً ومعرفياً وفكرياً، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، المحاولات العلاجية الدوائية التي تمت لا بأس بها، لكن الفافرين هو الدواء الأفضل لعلاج هذه الحالات، لأن الفافرين في الأصل مزيل للقلق، وكما أنه يعالج الوساوس أو ما يعادل الوساوس مثل حالتك هذه، لكن أريدك أن تستشير الطبيب المعالج هذا أفضل -أيها الفاضل الكريم-، ما دمت أنت تحت إشراف طبي نفسي سيكون من الأفضل أيضاً مقابلة طبيبك والأخذ برأيه، والمعلومة التي أذكرها لك هي معلومة معروفة جداً، وأنا أعتقد أنك يمكن أن تعالج نفسك سلوكياً، بأن تنظم الوقت، وأن تجعل لنفسك مهمة على رأس كل ساعة حتى وإن كانت مهمة صغيرة جداً، هذا يصرف انتباهك عن الفكر الخيالي.
أن تتعدد المهام وأن تتعدد الأنشطة الجسدية والفكرية هذا يجعل خيالك يكون موجهاً نحو ما هو مفيد، وعليك بأن تكثر من التعبير عن ذاتك لا تحتقن أبداً، والتعبير عن الذات لا يتم إلا من خلال المعرفة والعلم والتمازج الاجتماعي، بمعنى أن تتواصل مع الآخرين، أن يكون لك أصدقاء خاصة من الصالحين من الشباب، أن تحضر المحاضرات، الندوات، الأنشطة الثقافية والمعرفية والفكرية، أن تحرص على صلاتك مع الجماعة، أن تمارس رياضة جماعية هذا يجعل خيالك يرتقي وينطلق ليصبح أكثر إيجابية.
وبالنسبة للتركيز وأن تذاكر وأن تنجح وتدخل الطب، هذا -إن شاء الله - أيضاً متاح، أحرص على النوم الليلي المبكر، واستيقظ مبكراً، لأن البكور فيه بركة كثيرة، بعد صلاة الفجر ادرس لمدة ساعتين يومياً، ثم اذهب إلى مرفقك التعليمي، هذا أمر مجرب تماماً، وفي بقية اليوم حاول أيضاً أن تأخذ قسطا من الراحة، أن تمارس شيء من الرياضة، أن ترفه عن نفسك بما هو جميل، وأن تدرس كما أن الدراسة الجماعية تفيد الكثير من الناس، هذا هو الذي أنصحك به.
واسأل الله لك التوفيق والسداد..