السلام عليكم.
أعاني من كثرة الضحك، وتذكر الأشياء المضحكة عندما أخرج إلى الشارع، وعندما أرى شخصاً قادما تجاهي أقوم بالنظر إلى التليفون؛ حتى لا يقول علي شيئا إذا رآني أضحك، بالأخص لو كان هذا الشخص امرأةً أو شخصاً أعرفه.
وعندما أصلي جماعةً أعاني من هذا الأمر بشدة، ويثير ضحكي أي شيء، سواءً سمعت كحةً من أحدهم، أو أي شيء، فإن مخي يختلق معنى من هذه الكحة، فأجد نفسي أضحك على تخيلي، لذلك أصبحت أذهب للمسجد بصعوبة شديدة.
أشعر أن حياتي ساءت بسبب أنني أصبحت عندما أريد أن أخرج إلى الشارع أمسك التليفون وأنظر فيه، حتى لا يقول الناس شيئاً إذا ضحكت، وأشعر بالتوتر الشديد عندما أخرج إلى الشارع وحدي؛ مما يجعلني أضحك، لكن عندما أكون في المنزل وحدي أكون طبيعياً، ولكن عندما أتكلم مع أبي أجد نفسي أضحك مع بعض إخوتي، وأيضاً أثناء شرح المحاضرات من بعض الأساتذة.
مع العلم أني أشخص نفسي بالشخصية التجنبية؛ فأنا دائماً وحدي في الكلية، ومنعزل...
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله.
نرحب بك عبر استشارات في موقعنا سؤال وجواب، ونشكر لك سؤالك هذا غير المعتاد.
في الحقيقة - أخي الفاضل - هناك حالة نفسيةٌ تتجّلى بمثل ما ذكرتَ في سؤالك من نوبات الضحك غير المسيطر عليه وغير المناسب، وفي مواقف لا تستدعي الضحك، وهناك حالة طبيةٌ معروفة، إلَّا أنها نادراً ما تُشخَّص، حيث يظنُّ أنها أمورٌ أخرى غير التي تتحدث عنها، وهي حالةٌ تصف صعوبة التحكُّم بالضحك، وأحيانًا صعوبة التحكُّم بالبكاء، وتعتبر طريقةً للتعبير المبالغ فيه عن شيءٍ من الراحة والسعادة والمتعة، أو تعبيرٍاً مبالغ فيه عن شيءٍ من الحزن في حالة البكاء، وإن كانت في حالتك هي موضوع الضحك غير المسيطر عليه وغير المبرَّر، وهذا له علاقة بالوراثة، فهناك دراسات تُشير إلى هذا.
أخي الفاضل: سأذكر لك بعض الملاحظات التي يمكن أن تُعينك على هذا، وإذا لم تنجح هذه الملاحظات فسأُشير إليك بماذا تفعل: أولاً: لا شك أن ما تصفه يُسبِّب لك الحرج والتوتر والقلق، وخاصةً قد يُؤثّر على علاقتك مع الناس من حولك، لذلك أنصحك بأن تشرح للمقرّبين بك - سواءً أفراد الأسرة أو أصدقائك المقرّبين - ليتفهموا وضعك، ويعرفوا أنه ليس سوء أدب أو استهزاء منك في هذا الضحك، وإنما بأنك تُعاني من هذه المشكلة النفسية.
ثانيًا: يمكنك أن تحاول صرف ذهنك عن أمورٍ أخرى غير الضحك، وألَّا تسترسل في السيناريو الذي تُفسّره أو تضعه في تفسير الأحداث التي تتم من حولك.
ثالثًا: يُفيد جدًّا إذا بدأت عندك هذه الحالة أن تحاول أن تأخذ نفسًا عميقًا وببطء شديدٍ، فلعلَّ هذا يصرف عنك تلك النوبة.
رابعًا: تمارين الاسترخاء يمكن أن تُساعد في تخفيف هذه النوبات.
وأخيرًا: أذكرُ أنه يفيد أن تُغيّر وضعية جلوسك، أو وضعية مشيتك، بحيث أن هذا يصرف عنك فكرة الضحك هذه.
أخي الفاضل: إذا لم تنجح معك كل هذه الأمور، ففي بعض الحالات ننصح بزيارة أحد الأطباء، وعادة نصف جرعةً صغيرةً من أحد مضادات الاكتئاب، نعم أنت لا تعاني من الاكتئاب النفسي، ولكن وُجد أن جرعةً صغيرةً من أحد مضادات الاكتئاب يمكن أن تُخفف من تكرار النوبات هذه ومن شدتها.
أدعو الله تعالى لك أن يكتب لك الصحة والعافية، ولا تنسانا من دعوة في ظهر الغيب..